فاز إنتر ميلان بكأس إيطاليا للمرّة الثامنة في تاريخه، والأولى منذ 11 عامًا، بعدما تفوّق في المباراة النهائية على يوفنتوس بأربعة أهداف لهدفين، في لقاء مثير جرى على ملعب الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما، احتكم فيه الفريقان لوقتين إضافيين.
هيمن يوفنتوس على ألقاب إيطاليا لعقد من الزمن، احتكر لنفسه بطولة الكالتشيو، وسيطر على مسابقة الكأس مع بعض الاستثناءات، الإنتر كسر سطوة اليوفي على الدوري الإيطالي حينما فاز باللقب الموسم الماضي، وعينه كانت في مواجهة الأربعاء على حرمانه من الحفاظ على لقبه في كأس إيطاليا، بطولة يفخر يوفنتوس أنه صاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات فيها، رفع الكأس في 14 مناسبة، وهو رقم يساوي ضعف ما فعله الإنتر قبل هذه المواجهة الاستثنائية.
الإنتر يصارع جاره الميلان على الفوز بلقب الدوري الإيطالي، يفصله عن جاره نقطتان فقط، مع بقاء جولتان على الختام، فيما ضمن يوفنتوس إلى حد كبير نيل المركز الرابع، وعينه على كأس إيطاليا لإنقاذ موسمه، بينما اكتفى الإنتر حتى الآن بالظفر بكأس السوبر الإيطالي، حدث ذلك بداية العام الحالي أمام يوفنتوس نفسه، حينما تفوّق عليه بهدفين لواحد بعد التمديد.
بداية المباراة كانت قويّة للفريق القادم من ميلانو، نيكولو باريلا صوّب كرة قويّة من خارج منطقة الجزاء، اكتفى الحارس ماتيا بيرين بمشاهدتها وهي تلج شباكه، وبعد الهدف استلم يوفنتوس زمام المبادرة، وكان الأفضل في معظم مجريات الشوط الأوّل، فجرّب ديبالا حظّه بكرة تصدّى لها الحارس هاندانوفيتش، الأخير أنقذ مرماه من هدف محقّق، بعدما تصدّى لكرة فلاهوفيتش، ثمّ أبعد كرة تابعها برأسه الهولندي دي ليخت، لينتهي الشوط الأوّل بسلام على الإنتر.
محاولات السيدة العجوز تواصلت في الشوط الثاني، تسديدة بعيدة من أليكس ساندرو حرف مسارها الدفاع، وأخطأ في تقديرها الحارس هاندانوفيتش، أحرز منها اليوفي هدف التعديل بالدقيقة 50، لم يستفق الإنتر من صدمة هدف يوفنتوس بعد، حتى عالجه فلاهوفيتش بهدف ثان، مستثمرًا تمريرة حريرية من ديبالا وضعته مواجهًا للحارس، صوّب الصربي الكرة فتصدّى بها حامي عرين الإنتر بوجهه، ارتدّت الكرة لمهاجم يوفنتوس فأكملها بالشباك، اليوفي قلب معطيات اللقاء تمامًا، قبل ثلاث دقائق فقط كان متأخّرًا بالنتيجة، وهو يتقدّم الآن بهدفين لواحد.
خرج الإنتر من قوقعته بعد هذا الهدف، عليه أن يسجّل هدف التعديل بأي طريقة ممكنة، حاول دارميان أن يفعلها بكرة جميلة على الطائر، قابلتها صحوة الحارس بيرين، ثمّ ارتكب البديل المخضرم بونوتشي خطأ داخل منطقة الجزاء بحقّ الأرجنتيني مارتينيز، فأعلن الحكم عن ركلة جزاء نفّذها بنجاح التركي تشالهان أوغلو قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، لينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2، ويحتكم الفريقان لشوطين إضافيين.
الإنتر كان هو الأفضل في معظم مراحل الشوطين الإضافيين، بدأ السحالي شنّ هجماتهم مبكّرًا بتسديدة لسانشيز تمكّن منها بصعوبة الحارس بيرين، ثمّ ارتكب الهولندي دي ليخت مدافع السيّدة العجوز خطأ داخل المنطقة المحرّمة بحقّ مواطنه دي فري، تدخّلت غرفة الفيديو قبل أن يعلن الحكم عن ركلة جزاء، نفّذها بنجاح إيفان بيرسيتش، مانحًا الإنتر هدف التقدّم بالدقيقة التاسعة من الشوط الإضافي الأوّل.
النجم الكرواتي إيفان بيرسيتش رسم الفرحة على وجوه عشّاقه بهدف التقدّم، وزاد على ذلك بهدف آخر أكّد فيه نجاح فريقه بالظفر بالكأس، حينما استلم كرة على حافّة منطقة الجزاء، وأكملها بروعة داخل الشباك، هدفٌ رابع قضى على آمال السيّدة العجوز في العودة، ومنح الإنتر كأس إيطاليا للمرّة الثامنة في تاريخه.