معرفة أكثر استراتيجيات التعلم فعالية ستساعدك على زيادة تحصيلك أثناء دراستك لأشياء جديدة. إن كنت مثل الكثيرين تمتلك وقتاً محدوداً للمذاكرة، من المهم بالنسبة لك إذن أن تستخلص أكبر قدر من الفائدة العلمية في الوقت المتاح أمامك.
زيادة فعاليتك في الدراسة لن تحدث بين ليلة وضحاها، لكن تطبيق بعض تقنيات التعلم التالية في حياتك اليومية سيساعدك على استخلاص أكبر قدر من الفائدة في أوقات الدراسة
سرعة التعلم ليست العامل الوحيد المهم هنا. عليك كذلك أن تتذكر المعلومات التي تعلمتها وأن تستدعيها في أوقات لاحقة وأن تستخدمها في مواقف مختلفة.
زيادة فعاليتك في الدراسة لن تحدث بين ليلة وضحاها، لكن تطبيق بعض تقنيات التعلم التالية في حياتك اليومية سيساعدك على استخلاص أكبر قدر من الفائدة في أوقات الدراسة.
1- حسّن ذاكرتك
هناك عدد من الأشياء المختلفة التي تستطيع فعلها لتحسين ذاكرتك. ولعل أفضل النصائح التي يمكنك أن تبدأ بها هي تحسين تركيزك وتجنب فترات المذاكرة المتواصلة المكثفة وإعادة هيكلة أوقات دراستك. لكن هناك كذلك بعض الدروس المستقاة من علم النفس التي قد تسهم في زيادة فعاليتك في التحصيل زيادة مؤثرة:
تشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:
- ربطت الدراسات بين التمارين الرياضية وتحسن الذاكرة وسلامة المخ.
- التفاعلات الاجتماعية وقضاء الوقت مع الآخرين.
- خذ كفايتك من النوم
- تنحية المشتتات حتى تستطيع التركيز على الدراسة
- تنظيم المعلومات التي تذاكرها يسهل عليك تذكرها
- استخدام المراجعة المتعمقة أثناء الدراسة. أي حين تدرس شيئاً جديداً أمض بضع دقائق في شرحه لنفسك بكلماتك أنت.
- استخدم وسائل مساعدة مثل الصور والرسوم البيانية والجداول
- اقرأ المعلومات التي تدرسها بصوت عال
مواضيع قد تهمّك
4 نصائح تقدمها جامعة هارفارد لكبار السنّ لتحسين التركيز والقدرة على التذكّر
هل تفكر بشراء لابتوب للجامعة؟ إليك 6 نصائح أساسية
لطلاب الجامعات.. ما هي أفضل الطرق لتعلم اللغة الإنجليزية؟
على سبيل المثال، إن كنت تحاول التعلم، يمكنك أن تستخدم تقنيات تعلم عامة مثل تخصيص وقت هادئ للدراسة، أو مراجعة المعلومات وقرائتها بصوت عال. ويمكنك أن تجمع هذه التقنيات مع استراتيجيات تزيد من قدرة ذاكرتك مثل الرياضة والتفاعلات الاجتماعية.
نصيحة دراسية: إن كنت لا تمتلك كثيراً من الوقت، استخدم مزيجاً من تقنيات التعلم. استمع إلى بودكاست أثناء المشي أو انضم إلى مجموعة تتدرب معها على المهارات الجديدة التي تعلمتها.
2- تعلم دومًا أشياء جديدة
إحدى الطرق المضمونة لزيادة كفاءة التعلم هي مواصلة التعلم. توصلت الدراسات إلى أن المخ قادر إلى إنتاج خلايا مخ جديد وهي عملية تسمى بتكوين الخلايا العصبية. لكن كثير من هذه الخلايا تموت في النهاية ما لم ينخرط الإنسان في شكل من أشكال التعلم.
مواصلة التعلم تبقي هذه الخلايا على قيد الحياة وتزيد فعاليتها في عمليات المخ.
لذا إن كنت تتعلم لغة جديدة، عليك أن تواصل التدرب عليها حتى لا تفقد ما أنجزته. تسمى هذه العملية الدماغية التي تنطوي على استخدام ما تعلمت أو التخلص منه بعملية التشذيب.
تحفظ هذه العملية مسارات معينة في الدماغ بينما تزيل أخرى. إن أردت الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة التي تعلمتها عليك التدرب عليها ومراجعتها باستمرار.
3- تعلم بطرق مختلفة
إحدى طرق التعلم الجيدة الأخرى هي التركيز على التعلم بأكثر من طريقة. على سبيل المثال، بدلاً من الاكتفاء بالاستماع لبودكاست يمكنك أن تضم إليها طريقة تعلم أدائية، أي أن تعيد سرد المعلومات التي تعلمتها صوتياً أو بصرياً.
وقد يشمل ذلك شرح ما تعلمته لصديق أو تسجيل الملاحظات أو رسم خريطة ذهنية. استخدام أكثر من طريقة للتعلم يزيد من قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات في دماغك.
على سبيل المثال، إن كنت تتعلم لغة جديدة، حاول تسخير تقنيات مختلفة مثل الاستماع لأمثلة لغوية أو قراءة نصوص مكتوبة أو التدرب مع صديق أو تدوين الملاحظات.
وإحدى النصائح المفيدة في هذا السياق هي تدوين الملاحظات على ورق بدلاً من استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية. توصلت الأبحاث إلى أن الملاحظات المدونة يدوياً تساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة أكثر من الملاحظات المسجلة رقمياً.
4- ساعد الآخرين في التعلّم
لطالما أكد المعلمون أن أفضل طرق تعلم شيء ما هي تعليمه لشخص آخر. هل تتذكر واجب العرض المدرسي الذي فرضه عليك المدرس حين كنت في المدرسة. كان يأمل حينها أن إلقائك للدرس أمام الطلاب الآخرين سيكون أكثر فائدة لك حتى من التحضير للعرض.
يمكنك أن تطبق نفس المبادئ اليوم على المهارات الجديدة التي تتعلمها والمعارف التي تكتسبها. ابدأ بصياغة المعلومات بكلماتك الخاصة. هذه العملية وحدها ستساعدك على تعميق فهمك وتثبيت المعلومات في دماغك. ثم حاول أن تجد شخصاً تشاركه هذه المعرفة.
يمكنك أن تكتب مدونة أو تنتج بودكاست أو تشارك في نقاشات جماعية.
5- ابن على معلوماتك السابقة
إحدى الطرق الرائعة الأخرى لزيادة كفاءتك التعليمية هي استخدام طريقة التعلم العلاقاتي، والذي يتضمن اكتشاف العلاقات والروابط بين المعلومات الجديدة التي تعلمتها وتلك التي كنت تعرفها مسبقاً.
على سبيل المثال، إن كنت تتعلم لغة جديدة، يمكنك أن تجد الروابط بين الكلمات الجديدة وقواعد النحو التي تتعلمها وبين اللغات الأخرى التي تعرفها.
6- اكتسب خبرات عملية
بالنسبة لكثير من الطلاب، يقتصر التعليم على قراءة الكتب النصية وحضور المحاضرات أو القيام بأبحاث في المكتبة أو عبر الإنترنت. رغم أهمية رؤية المعلومات وكتابتها إلا أن تطبيق المعارف والمهارات الجديدة على أرض الواقع يساهم في تعزيز وتحسين نتائج عملية التعلم.
لو كان الأمر متعلقاً بالرياضة أو مهارة رياضية، مارسها بانتظام. إن كنت تتعلم لغة جديدة مارسها مع أشخاص آخرين وأحط نفسك بتجارب لغوية غامرة. شاهد أفلاماً بتلك اللغة وأبدأ محادثات مع متحدثيها الأصليين.
7- لا تخش ارتكاب الأخطاء
تنص الحكمة التقليدية المتبعة في صفوف المدارس على ضرورة تجنب الأخطاء في عملية التعليم، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن ارتكاب الأخطاء يزيد من كفاءة عملية التعلم.
وفقاً لإحدى الدراسات فإن طريقة التعلم القائمة على التجربة والخطأ التي كانت فيها الأخطاء قريبة من الإجابة الحقيقية ساهمت في زيادة فائدة عملية التعلم.
وتوصلت دراسة أخرى إلى أن الأخطاء حين تكون متبوعة بمراجعة تصحيحية تزيد من فوائد التعلم.
لذا إن ارتكبت خطأ أثناء التعلم، مثل الوصول إلى إجابة خاطئة، أمض بعض الوقت في تصحيح الخطأ واكتشاف الكيفية التي وصلت بها إلى هذه النتيجة الخاطئة. تساعدك هذه الاستراتيجية على صقل مهارات التفكير النقدي لديك وجعلك أكثر تكيفاً مع المواقف التعليمية المختلفة التي قد تطلب منك تغيير موقفك.
8- طبق طريقة "التدريب الموزع"
إحدى الاستراتيجيات المفيدة في التعلم هي الاستراتيجية المعروفة باسم "التدريب الموزع" (Distributed Practice). بدلاً من ضغط كل جهودك في قليل من جلسات الدراسة الطويلة، جرب جلسات التركيز القصيرة التي تنتهي كل منها بفسحة استراحة.
لذا إن كنت تتعلم لغة جديدة، يمكنك أن تخصص جزءاً من الوقت لجلسات تعلم مكثفة. ثم بعد الاستراحة راجع الذي تعلمته مسبقاً وأضف إليه معلومات جديدة. هذه الطريقة التي تتضمن جلسات تركيز منفصلة قصيرة ممتدة على مدة زمنية طويلة هي واحدة من أفضل طرق التعلم كفاءة وفائدة.
9- اختبر نفسك
قد يبدو للوهلة الأولى أن تمضية وقت أكبر في التعلم هي الطريقة المثلى للتعلم، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن حل الاختبارات يساعدك على تذكر ما تعلمته، حتى لو لم ترد كل المعلومات التي تعلمتها في الاختبار.
تسمى هذه الظاهرة بتأثير الامتحان وتنص على أن قضاء الوقت في محاولة استعادة المعلومات يزيد من ثباتها في الذاكرة. عملية الاستعادة هذه تزيد من فرص تذكرك لهذه المعلومات في المستقبل.
10- توقف عن القيام بعدة مهام في الوقت نفسه
لسنوات عدة، اعتقد الأشخاص الذي يقومون بمهام متعددة في الوقت نفسه لديهم أفضلية على سواهم. لكن الدراسات تشير إلى أن تعدد المهام يجعل عملية التعلم أقل كفاءة وفائدة.
لا يقتصر الأمر على القيام بمهام متعددة في الوقت نفسه، بل يشمل كذلك القفز جيئة وذهاباً بين المهام المختلفة أو محاولة إنجاز المهام بسرعة واحدة تلو الأخرى.
وفقاً للأبحاث تقلل هذه الممارسة من إنتاجية ممارسيها وتشتت التركيز وتقلل الفهم. وتشير الأبحاث كذلك إلى أن تشتيت الانتباه بين وسائط التعلم المختلفة، يمكن أن يكون لها تأثير ضار على عملية التعلم والأداء الأكاديمي.
ولتجنب مخاطر تعديد المهام، ابدأ بالتركيز على مهمة واحدة واعمل عليها لوقت محدد.
خاتمة
إن أردت التعلم من المهم أن تقوم أولاً باستكشاف تقنيات وطرق التعلم الذي أثبتت فاعليتها. استراتيجات تعزيز الذاكرة وتعديد طرق التعلم ومواصلة تعلم أشياء جديدة واستخدام منهج الممارسة الموزعة واختبار نفسك كلها قد تعينك على تعزيز نتائج عملية التعلم وزيادة كفاءتها.