ثلاثة مقاطع مصورة، نالت قدرًا كبيرًا من الانتشار، صاحبت الزخم الواسع للأحداث السياسية الأخيرة التي شهدتها مصر، مع حديث متصاعد حول الجيش ودوره وصورته الذهنية لدى الأطفال، بالموازاة مع تجاوزات الداخلية ضد النشطاء، وحملات الاعتقال العشوائية.
ثلاثة فيديوهات نالت انتشارًا واسعًا، ترسم صورة شبه كاملة عن ظاهر ما عرفته مصر من إجراءات أمنية قاسية مؤخرًا
ترسم الفيديوهات الثلاثة صورة شبه كاملة عن ظاهر ما عرفته مصر في الأسابيع القليلة الماضية، على خلفية دعوات الممثل والمقاول المصري محمد علي للخروج في تظاهرات ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أن يخفت نجم علي مؤخرًا.
اقرأ/ي أيضًا: الشرطة المصرية تبحث عن دور بعد سنوات من فقدان "الهيبة"
ومنذ التظاهرات التي خرجت في القاهرة وعدد من المدن المصرية، في 20 أيلول/سبتمبر الماضي، وتنفذ السلطات الأمنية المصرية ممارسات وُصفت بالانتهاكية للحقوق والحريات، على رأسها عمليات القبض العشوائي على مواطنين وأجانب، وغلق عدد من الشوارع والميادين أبرزها ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة.
وبلغت ممارسات قوات الأمن المصرية، بما في ذلك الاعتقالات التي طالت أكثر من 2500 شخص، درجة أن وصفها المجلس القومي لحقوق الإنسان التابع للدولة، بـ"المخالفة للدستور"، مشيرًا إلى تعرض مواطنين لـ"إجراءات أمنية تعسفية".
1. محاولة اقتحام فاشلة
هيثم وجيه، ناشط مدني مهتم بقضايا الإسكان، انتشر له عبر السوشال ميديا بث مباشر يصل لنحو 24 دقيقة، يتحدث فيه مع بعض الأشخاص غير واضحي الملامح، كانوا مُصرّين على اقتحام منزله للقبض عليه، لكنه استطاع أن يحول دون ذلك.
الفيديو الذي نشره الناشط يوم 27 أيلول/سبتمبر الماضي، يدور فيه حوار بينه وبين وهؤلاء المجهولين، حول سبب زيارتهم دون سابق معرفة فجرًا، مطالبًا إياهم بالكشف عن بطاقة هوياتهم، لكنهم أصروا على الرفض.
وخلال محاولة القبض عليه، وأثناء توثيقه لما يحدث بالفيديو، اتصل هيثم وجيه بشرطة النجدة لإبلاغها بمحاولة اقتحام منزله من قبل خمسة أشخاص، قبل أن يخبره أحد هؤلاء الخمسة أنهم من أفراد الشرطة، تابعين لقسم شرطة المناخ في محافظة بورسعيد شرق القاهرة، ولديهم أمر ضبط وإحضار، بدليل سيارة الشرطة أسفل المنزل.
وعقب انتشار الفيديو بعدة أيام، أكد الناشط أنه تحقق من الجهات القضائية ولم يجد له أي استدعاء في أي قضية، حتى أعلنت بعض الصفحات الإخبارية على فيسبوك اعتقال الناشط.
وبدأت أزمة هيثم مع محافظة بورسعيد منذ عام 2013، بعد طرح مشروعي الإسكان الاجتماعي والتعاوني في المحافظة بورسعيد وجمع مبالغ مالية من المواطنين، بلغت وفقًا لتصريح سابق لهيثم إلى 233 مليون جنيه، لكن إدارة التسكين فشلت في تحديد موعد لتسليم الوحدات السكنية للمواطنين.
على إثر ذلك بدأ هيثم وجيه نشاطًا مدنيًا هو ومجموعة من المتضررين لاستعادة حقوقهم المالية. وخلال تلك المدة أكد هيثم عدة مرات على رفضه الدخول في أي جدل سياسي، معربًا عن تخوفه من إلصاق تهم سياسية به على خلفية نشاطه.
يُذكر أنه في عام 2016، ألقت قوات الأمن القبض على هيثم وآخرين، بتهمة التحريض على التظاهر، بسبب أزمة الإسكان الاجتماعي في بورسعيد.
2. القبض على مؤيد للنظام
الفيديو الثاني لمواطن مؤيد للنظام، يدعى خير حلمي، كان يصور في ميدان التحرير محاولًا إثبات "كذب" خروج تظاهرات معارضة للسيسي.
وكما يوضح الفيديو، وأثناء تصويره، فوجئ المواطن لشخص يبدو أنه من قوات الأمن المنتشرة في الميدان لكن لم تظهر صورته في البث؛ حاول منعه من التصوير قبل أن يقبض عليه.
ويتضح من الصوت في الفيديو تعرض المواطن للاعتداء، وشخصٌ يتهمه بأنه يُصور القوات الأمنية المنتشرة في الميدان. ولم تنجح محاولات حلمي شرحَ موقفه، وأنه مؤيد للنظام.
وقعت الحادثة في 20 أيلول/سبتمبر الماضي، وبالبحث عن قوائم الذين ألقي القبض عليهم، لم نجد اسم خير حلمي، ما قد يعني إطلاق سراحه حينها، أو لاحقًا.
3. "الجيش بيفتشنا"
الفيديو الثالث يختلف عن سابقيه، إذ لا يكشف عن انتهاك صريح، لكنه يصف شيئًا من الوضع في البلاد، على لسان طفلة.
الفيديو الذي انتشر واسعًا على السوشيال ميديا، يُظهر روضة للأطفال، ومعلمة ترتدي زيًا يشبه زي الجيش، وتطرح أسئلة على الأطفال حول دور الجيش في حياة المصريين.
تفاجأت المعلمة بإجابة صادمة من إحدى الأطفال، حين قالت: "الجيش بيفتشنا"، ردًا على سؤال عن دور الجيش كان نتنظر المعلمة منه على ما يبدو إجابة تحمل مديحًا. لكن إجابة الطفلة أظهرت ارتباك المعلمة، التي سارعت بالقول: "لا مش بيفتشنا"، ثم استدركت: "بيفتشنا لكن بيحمينا".
انتشار المقطع بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء مصحوبًا بالعديد من التعليقات الساخرة من المتابعين، على الموقف برمته، وما بدا إحراجًا بريئًا من الطفلة للمعلمة.
اقرأ/ي أيضًا:
اعتقال أجانب في مصر من بينهم أردنيان بتهم "الشمّاعة"!
الغاز خيّم على السويس ودعوات لمليونية.. ما الذي يحدث في مصر؟