أحرز الأرجنتيني إميليانو مارتينيز جائزة أفضل حارس مرمى في العالم للعام 2022، الممنوحة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، خلال الحفل الذي أقيم مساء الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس، ليخلف الحارس السنغالي إدوارد ميندي المتوّج بالجائزة في العام الماضي.
مارتينيز الذي يحرس مرمى أستون فيلا الإنجليزي أيضًا، استحق الجائزة بسبب المستوى الكبير الذي قدّمه في كأس العالم الأخيرة رفقة راقصي التانجو، وتصدّيه للعديد من الكرات الحاسمة، أبرزها كان لتسديدة المهاجم الفرنسي كولو مواني في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني للمباراة النهائية، في لقطة حبست أنفاس ملايين المتابعين، واعتبرها كثيرون أنها التصدّي الأهم بتاريخ كأس العالم.
بالإضافة إلى كرة مواني، كان لمارتينيز بصمة واضحة في الركلات الترجيحية، حيث تصدى لكرتين ضد هولندا في ربع النهائي، وواحدة لكينجسلي كومان في النهائي، ما أعطى فريقه أفضلية في الركلات ومكّنهم من حسم المباريات.
قال مارتينيز بعد الفوز بالجائزة: "شيء رائع أن أفوز بهذه الجائزة، وهذا فخر كبير لبلدي، في صغري كانوا يسألوني من هو قدوتك في الحراسة ومن تنظر إليه كقدوة، ولكنني كنت أقول بأن أمي من تعمل وتنظف في البيوت لساعات وأبي الذي يكافح هم قدوتي في الحياة"
من هو مارتينيز؟
وًلد مارتينيز مدينة مار ديل بلاتا الأرجنتينية في العام 1992، ولعب مع أكاديمية نادي انديبندينتي حيث لفت الأنظار إليه، وحصل على فرصة خضوع للاختبار مع نادي أرسنال الإنجليزي، فتجاوز المهمة وحصل على عقده الأول.
قضى مارتينيز السنوات العشر الأولى بعد توقيع العقد، متنقلًا بين عدة أندية في الدرجات الدنيا على سبيل الإعارة، وأمضى ساعات طويلة على مقاعد البدلاء، وانتظر حتى منتصف العام 2020 للحصول على فرصته الأولى مع أرسنال، عندما حلّ بديلًا للحارس الألماني بيرند لينو الذي تعرّض لإصابة، فلعب جميع المباريات المتبقية من الموسم، وساعد الفريق في التتويج بلقب الدرع الخيرية على حساب ليفربول.
في العام التالي انتقل مارتينيز إلى أستون فيلا حيث قدّم مستويات كبيرة، لفتت أنظار الجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني، ليصبح الحارس الأول للفريق، ويكون دوره حاسمًا في تتويج الفريق ببطولة كوبا أميركا 2021، وكأس الفيناليسما 2022، بالإضافة إلى مساعدة الأرجنتين في التأهل إلى مونديال قطر 2022، وتحقيق سلسلة لا هزيمة امتدت إلى 36 مباراة، وصولًا إلى الإنجاز الأكبر المتمثّل بكأس العالم.
اشتهر مارتينيز بشكل خاص بسبب ردود فعله خلال ركلات الجزاء والركلات الترجيحية، من خلال قيامه بتشتيت تنبيه المسددين بطرق مختلفة، كما فعل مع تشواميني مثلًا في نهائي المونديال، وبرقصته الشهيرة بعد التصدي للركلات، والتي راجت بشكل واسع على مواقع التواصل بعد المونديال.
يُعرف مارتينيز بين زملائه بلقب " ديبو "، بعدما أطلقه عليه زملائه في إنديبندينتي، بسبب الشبه بينه وبين أحد الشخصيات الكرتونية التي تحمل الاسم نفسه، وهو يتحدّر من عائلة رياضية، فوالده بطل سابق في رياضة زلاجة الشوارع في الأرجنتين، ويحمل عمه ميدالية فضية أولمبية في رياضة القفز بالزانة، بينما يلعب أخوه مارتن مع أحد أندية الكرة في الدرجة الثانية بالدوري الإسباني.
خلال مونديال 2018 في روسيا، تواجد إيميليانو مارتينز على المدرجات لتشجيع زملائه، بعدها بأربع سنوات كان الحارس ابن الثلاثين سنة يساهم بشكل كبير بفوز بلاده بنجمتهم الثالثة، ويحرز جائزة أفضل حارس في المسابقة، ومن بعد ذلك الأفضل في العام.
