قبل أيام من نهائي كأس ألمانيا بين بايرن ميونيخ وآينتراخت فرانكفورت، وقّعت إدارة النادي البافاري عقداً مع الكرواتي نيكو كوفاتش كي يستلم مهمّة تدريب القلعة الحمراء. ليخلف بذلك العجوز المخضرم يوب هاينكس، أراد الأخير أن يودّع ناديه بالطريقة المُثلى عندما ينجح بالفوز بكأس ألمانيا، لكن خليفته الكرواتي الذي يدرّب آينتراخت فرانكفورت رفض ذلك، فأفسد وداعيّة هاينكس عندما غلبه في المباراة النهائيّة 3-1، فعاشت جماهير الفريقين مزيجاً من التناقضات.
هل على جماهير بايرن ميونيخ أن تبكي على لقبٍ ضاع بقسوة في مباراة مثيرة؟
فهل تفرح جماهير آينتراخت على اللقب الذي أحرزه فريقها للمرة الخامسة في تاريخه، وهو الأول له منذ 30 عاماً؟ أم تحزن على فراق مدرّبها نيكو كوفاتش؟ وهل على جماهير بايرن ميونيخ أن تبكي على لقبٍ ضاع بقسوة في مباراة مثيرة؟ أم يجدر بها النظر بإشراق إلى مستقبل يبدو رائعاً مع كوفاتش الذي اختارته إدارتها لقيادة الفريق في الموسم القادم
اقرأ/ي أيضًا: مايكل بالاك ولعنة الرقم 13
تعذّب آينتراخت فرانكفورت كثيراً قبل أن يصل إلى نهائي برلين، فأقصى شالكة على ملعبه فيلتينس آرينا بالدور نصف النهائي، وهنا أراد كوفاتش أن يترك فريقه وهو في أحسن حال، فالفوز بنهائي الكأس سيضمن له مقعداً في الدوري الأوروبي، حيث احتلّ فريقه المركز الثامن بالدوري الألماني وفشل بتحقيق مركز مؤهل للمسابقة القارية، والفوز بكأس ألمانيا هو طوق النجاة الوحيد.
انطلقت المباراة النهائية دون مقدّمات من الجانبين، فكان بايرن ميونيخ هو المرشّح الأبرز لنيل اللقب وضمّه إلى بطولة الدوري التي توّج بها دون أي صعوبة تذكر، وبعد 8 دقائق من بداية اللقاء كاد روبيرت ليفاندوفسكي أن يفتتح النتيجة لبايرن ميونيخ عندما سدّد كرة من ركلة حرة ارتطمت بالعارضة، لكنّ زملاء الغاني كيفن برينس بواتينغ استفادوا من غياب شقيقه جيروم بواتينغ بسبب الإصابة، فاستغلّوا خطئاً دفاعيّاً أحرز به أنتي رييتش هدف فرانكفورت الأول في الدقيقة 11.
استفزّ هذا الهدف لاعبي البايرن، فكثّفوا هجماتهم تجاه مرمى الخصم، وأضاعوا العديد من الأهداف المحققة لتعديل النتيجة، أبرزها رأسيّة توماس مولر في الدقيقة 17 التي انحرفت عن القائم الأيسر، كذلك رأسية كيميتش الذي فشل في استغلال الخروج الخاطئ من حارس فرانكفورت، قبل أن يهدر البولندي ليفاندوفسكي كرة تعديل النتيجة بعد انفراد مع الحارس لوكاس هراديكي، وقبل نهاية الشوط الأول كاد لاعبو نيكو كوفاتش أن يسجّلوا هدفاً قاتلاً لكنّ الأقدار جنّبت البايرن هدفاً ثانياً.
على عكس المتوقّع، ضغط آينتراخت فرانكفورت على دفاعات البايرن مطلع الشوط الثاني، قبل أن يعيد الفريق البافاري سطوته على مجريات اللقاء، فاخترق كيميتش خاصرة فرانكفورت اليسرى وأهدى ليفاندوفسكي تمريرة أودعها الأخير في الشباك مسجّلاً هدف التعادل.
قبل نهائي الرجال بساعات خسرت سيدات بايرن ميونيخ نهائي كأس ألمانيا بركلات الترجيح، فكانت ليلة سوداء على عشاق البافاري
هدفٌ أعاد المباراة إلى نقطة البداية، فهجمة هنا وهجمة هناك، وواصل كيميتش تحرّكاته الخطرة التي كاد إحداها أن يمنح فريقه التقدّم، عندما مرر كرة لم تجد أحداً يودعها الشباك، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق اصطدمت كرة رأسيّة من هوملس بالقائم الذي منع فوزاً مؤكّداً لفريقه، فارتدّ لاعبو آينتراخت محاولين تسجيل هدف الفوز بعكس مجريات اللقاء دون جدوى، وفي الهجمة التالية فعلها أنتي رييتش وسجّل هدفه وهدف فريقه الثاني في المباراة بالدقيقة 82.
اقرأ/ي أيضًا: وهبط هامبورغ إلى الدرجة الثانية.. انكسرت الجرة وتوقفت الساعة!
هُنا صُدم بايرن ميونيخ ورمى يوب هاينكس بكافّة أوراقه بغية تعديل النتيجة، فأعلن حكم اللقاء عن 3 دقائق كوقت بدل من الضائع، شكّلت هذه الدقائق لحظات درامية بالنسبة للفريقين، فاستبسل دفاع فرانكفورت للحفاظ على التقدّم مقابل ضغط رهيب من البايرن، وقبل نهاية المباراة بلحظات سنحت لبايرن ميونيخ ركلة ركنية تقدّم على إثرها حارس مرماه لمؤازرة المهاجمين وترك مرماه خالياً.
تصدّت دفاعات فرانكفورت لكرة خاميس رودريغيز الخطرة في هذه الهجمة، فطالب لاعبو البايرن بركلة جزاء بسبب عرقلة داخل المنطقة المحرّمة، وهنا لجأ الحكم لتقنية الفيديو التي أثبتت عدم صحّة مطالب الفريق الخاسر وأن قراره باحتساب ركلة ركنية كان صحيحاً.
تأكّد الجميع أن هذه الركلة الركنية ستكون الفرصة الأخيرة لبايرن ميونيخ، وبقي حارس النادي البافاري أولريتش في منطقة جزاء فرانكفورت من أجل مؤازرة رفاقه، ومع تنفيذ هذه الركلة شتّت الدفاع الكرة بنجاح، فاستلمها جاسينوفيتش الذي قطع عشرات الأمتار تجاه مرمى البافاري ووضع الكرة في المرمى الخالي مسجّلاً هدف فريقه الثالث، والذي انتهت به وقائع نهائي برلين المثير.
وللمفارقة، خسر فريق بايرن ميونيخ للسيدات نهائي كأس ألمانيا قبل هذه المباراة بساعات، وذلك أمام سيّدات فولفسبورغ بركلات الترجيح 3-2، فكانت ليلة السبت 19 أيار- مايو حالكة السّواد بالنسبة لعشاق بايرن ميونيخ.
أكمل نيكو كوفاتش مسيرته مع آينتراخت فرانكفورت على أكمل وجه، ولم يتمالك نفسه عندما انهمرت دموعه فرحاً بالانتصار التاريخي على فريقه الجديد، وشكرت جماهير بايرن ميونيخ مدرّبها يوب هاينكس الذي أتى للنادي في مهمّة إنقاذ بعد تردّي نتائج الفريق مطلع الموسم، فخلف كارلو أنشيلوتي المُقال، ومنح الفريق بطولة الدوري المحلّي.
اقرأ/ي أيضًا: