ألترا صوت - فريق التحرير
أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" حديثًا، كتاب "التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية: الهوية والقبيلة والتنمية"، الذي يضم بين دفتيه أبحاثًا منتقاة من الدورة الخامسة لـ "منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية"، التي عُقدت مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2018، وتناولت مجموعة من القضايا المتعلقة بالتحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية، مثل إشكالات الهوية والقبيلة، وأسئلة التنمية والتحديث، وأزمة عام 2017 وما رافقها وتمخض عنها من أسئلةٍ مهمة حول الهوية الخليجية.
يضم الكتاب عشرة فصول موزعة على ثلاثة أقسام رئيسية تتناول إشكاليات الهوية والقبيلة، والتنمية والتحديث، وأزمة ٢٠١٧ في منطقة الخليج
يسعى الكتاب إلى فهم التحولات الاجتماعية في منطقة الخليج العربية، بمختلف أبعادها، خلال السنوات الأخيرة، والوقوف على علاقة هذه التحولات بحركية المجتمعات الخليجية وتطورها، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تحيل على بعضها، وتتصل بمسائل مختلفة ذات أهمية في هذا السياق، مثل أسئلة الهوية والقبيلة والتنمية، وتقاطع الهويات الوطنية مع الهويات التقليدية، القبلية تحديدًا، والتحديات التي تعيق بناء هوية خليجية واحدة.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "تنظيم حراس الدين".. صعود القاعدة وأفولها في المشرق العربي
يتضمن الكتاب الذي جاء في 307 صفحات، عشرة فصول موزعة على ثلاثة أقسام. في القسم الأول "الهوية والقبيلة في دول الخليج العربية"، يضيء يعقوب الكندري في بحثه "التحولات الاجتماعية في الكويت: الهوية والمواطنة"، على تراجع الهوية الوطنية في الكويت مقابل صعود وتنامي الهويات الفرعية، وأثر ذلك في استقرار المجتمع، وتراجع مكانة قيم الانتماء والمواطنة فيه.
ويتناول قاسم علي شعبان في بحثه "التحولات اللغوية في دول الخليج العربية وأثره في الهوية الخليجية والإقليمية"، التحولات اللغوية التي شهدتها منطقة الخليج العربي، وفي مقدمتها تقلص مجالات استخدام اللغة العربية الفصحى الحديثة، والتعلق باللهجات المحلية باعتبارها رمز الهوية الوطنية، وغيرها من التحولات التي نشأت وتطورت تدريجيًا بعد اكتشاف النفط والغاز، وانطلاق عجلتي التنمية والتحديث.
وتحت عنوان "المحدّدات الدولية لتشكيل الهوية في دول الخليج العربية"، تبحث نسيبة هجرت أوغلو في أثر العوامل الإقليمية والدولية في بناء الهويات الإقليمية والوطنية في دول الخليج العربية، على اعتبار أن الأحداث الإقليمية والدولية واحدة من الديناميات المهمة في تشكل الهوية في منطقة الخليج العربية. فيما يشير مبارك بن خميس الحمداني في بحثه "القبيلة بين التفكك السياسي وإعادة التموضع الاجتماعي: دراسة في راهن القبيلة كأفق سياسي واجتماعي في المجتمع العماني"، إلى أن القبيلة لا تزال تمثّل مكونًا اجتماعيًا وسياسيًا رئيسيًا من مكونات بناء الدولة في عُمان، وذلك على الرغم من انتقالها إلى مرحلة تنموية جديدة، إن كان لناحية بُنى الحكم أو حتى أُسس النظام السياسي.
في القسم الثاني من الكتاب "التنمية والتحديث في دول الخليج العربية"، يبحث مهران كامرافا في ورقته "من مساحات عمرانية إلى مدن عالمية: تقييم التوسع العمراني المفرط في الخليج"، في ماهية الآثار الاجتماعية التي تتركها المدن الناشئة حديثًا في دول الخليج على سكانها، بما هي مدن يرتبط بناؤها بخطط التوسع العمراني التي تسترشد بمنطق السوق العالمية من جهة، والرغبة في توفير مشاهد عمرانية متطورة من جهةٍ أخرى، مما يجعل من هذه المدن مراكز إقليمية ودولية لا بد أن تفرض تحولات اجتماعية مختلفة، على منطقة الخليج وسكانها.
ويسعى علي عبد الرءوف وهديل علي في بحثهما "حقبة ما بعد الهوية وقيم الفضاء الخاص والعام في المدينة الخليجية المعاصرة"، إلى الإضاءة على التحولات الرئيسية التي شهدتها المدن الخليجية المعاصرة في العقد الأخير، وتحليلها انطلاقًا من فكرة أن التوسع العمراني فرض، في العقد الأخير، جملة متناقضة من التحولات الاجتماعية والإشكاليات المحفزة عن حاضر الهوية الوطنية للدولة الخليجية، ومستقبلها. فيما يتناول ناصر المعمري وزينب الغريبية في بحثهما "تعليم التربية الوطنية في دول الخليج العربية: جدلية بناء الهوية الوطنية مقابل الهوية الخليجية"، مكانة تعليم الهوية الوطنية في كتب الدراسات الاجتماعية في الكويت، وسلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية.
أما القسم الثالث واﻷخير "أزمة 2017 وانعكاساتها على الهوية والقيم في منطقة الخليج العربية"، فقد خُصص لـ "الأزمة الخليجية" عام 2017 وما ترتب عليها. وفيه، يناقش محمد هاشم الهاشمي في بحثه "الهوية الخليجية الموحدة: كيف كشفت أزمة حصار قطر هشاشة مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟"، إشكالية الهوية الخليجية الموحدة في سياق مساعيه لتحليل أسباب ضعف هذا المشروع، في ضوء اﻷزمة الخليجية.
يسعى الكتاب إلى فهم التحولات الاجتماعية في منطقة الخليج العربية وعلاقة هذه التحولات بحركية المجتمعات الخليجية وتطورها خلال السنوات اﻷخيرة
في المقابل، تقف العنود آل خليفة في بحثها المعنون بـ "الهوية الخليجية في ظل اﻷزمة الخليجية: خلفيات وتحديات وآفاق"، على التحديات الرئيسية لبناء الهوية الخليجية الموحدة لدول مجلس التعاون، من خلال اﻹجابة على مجموعة من اﻷسئلة، منها: ما الذي يأتي أولًا، الهوية الخليجية أم الهوية الوطنية؟ وأي الهويتين أهم؟ وهل للأزمات السياسية والخلافات بين دول مجلس التعاون وغياب سياسة خارجية مشتركة آثار في بناء الهوية الخليجية؟
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة".. دراسات حول الأرض والإنسان والحكاية
وتحت عنوان "دور الشيلات واﻷغنية الشعبية في اﻷزمة الخليجية"، تسلط مريم محمد الكواري الضوء على أثر استعمال الشعر المحلي والأغاني الشعبية، ما يسمى بـ "الشيلات"، في بناء الهوية الوطنية في منطقة الخليج العربية خلال اﻷزمة الخليجية عام 2017 ، بوصفها أداةً مستحدثة في الحوادث السياسية المهمة، في إعادة إنتاج الهويات في هذه المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "مدخل إلى المنطق التقليدي".. كل ما تريد معرفته عن المنطق
محمد عُبيد الله في كتابه "بلاغة المنفى".. تجربة في قراءة القصيدة الدرويشية