يصدر قريبًا عن "دار سطور"، في بغداد، كتاب "الحرس الثوري والحرب العراقية الإيرانية: العقيدة والسلاح، كتابة لم تكتمل للتاريخ"، لمؤلفته آنييه سامويل، ترجمة قيس قاسم العجرش.
تبحث سامويل في كتابها، الصادر عن "مطبعة جامعة كامبريدج" أواخر عام 2021، في الدوافع والمحركات التي تقف وراء تشكّل تصورات وأفكار ووجهة نظر الحرس الثوري الإيراني، بوصفه قوة عسكرية عقائدية شُكّلت بهدف حماية الثورة الإسلامية ونظام الحكم الذي تمخض عنها.
ترى المؤلفة أن الحرب العراقية – الإيرانية لعبت دورًا محوريًا في تطوّر الحرس الثوري الإيراني ونمو قوته ونفوذه داخل إيران وخارجها
وتقدّم الباحثة الأمريكية دراسة للصيغ التي تشكّلت بها قناعات قادة وأفراد هذه المنظمة، ودور العوامل الداخلية والخارجية في تشكّلها، خاصةً وقوف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، عمومًا، ضد الثورة ونظام الحكم الذي تمخض عنها، إضافةً إلى الحرب العراقية – الإيرانية وتداعياتها التي ساهمت في تطور قوتها.
وتحلل المؤلفة كذلك طريقة تعاطي الحرس الثوري مع الحرب العراقية – الإيرانية، وطريقة توثيقه لها في منشوراته. وترى، في هذا السياق، أن هذه الحرب هي المدخل الأساسي لفهم هذه المنظمة على اعتبار أنها ساهمت في إضفاء الشرعية عليها، وعلى النظام الجديد برمته، ودفعت باتجاه توسيعها.
ولا تغفل سامويل قراءة وتفسير الخطاب الذي استخدمه القادة الإيرانيون، ساسة وعسكر ورجال دين، خلال الحرب. كما تتطرق كذلك إلى الخطاب الذي روِّج داخل المجتمع الإيراني، والقائم على فكرة أن الحرس الثوري لعب الدور الأكبر في الدفاع عن الثورة ومكتسباتها.
لذلك ترى المؤلفة أن الحرب العراقية – الإيرانية لعبت دورًا محوريًا في تطور هذه المنظمة ونمو قوتها ونفوذها داخل النظام الإيراني وفي منطقة الشرق الأوسط عمومًا.
تحاول سامويل في كتابها إذًا تقديم فهم جديد للحرس الثوري الإيراني اعتمادًا على دوره وموقعه في الحرب العراقية – الإيرانية. وتبيّن، من خلال محاولتها هذه، تأثير تلك الحرب على مستقبل إيران.