ألحق بايرن ميونيخ خسارة قاسية بضيفه بوروسيا دورتموند في كلاسيكو البوندسليغا الذي يحمل رقم 100، عندما دكّ شباكه بخمسة أهداف نظيفة، ليقتنص البايرن صدارة الدوري الألماني بفارق نقطة واحدة عن بوروسيا دورتموند المتصدّر السابق، وقبل 6 جولات من نهاية الموسم.
قبل هذه المواجهة دلّت أغلب المؤشّرات على سهولة مهمّة أسود بافاريا، وراهن الكثيرون على ذلك نظرًا للغيابات التي يعاني منها المارد الأصفر وأبرزها إصابة أشرف حكيمي ورافائيل غوريرو إضافة لهدّاف الفريق باكو ألكاسير، لكنّ الفريق المتصدّر نجح في اقتناص الفوز أو التعادل بالكلاسيكو في آخر 4 مواجهات جمعت بينهما عندما يكون متفوّقًا عليه بالترتيب، وهو أمر أدركه أصحاب الأرض بشكل جيّد، فعلموا جيّدًا أن الفوز على دورتموند سينسي الجماهير خيبات هذا الموسم المتتالية، وأبرزها الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنجليزي، ونتائج الفريق المتذبذبة في الموسم المحلّي التي أبعدت النادي في وقت سابق عن كرسي الصدارة بفارق 8 نقاط عن دورتموند نفسه.
لذلك كان لزامًا على مدرّب البايرن نيكو كوفاتش حسم الأمور مبكّرًا، فالتفريط بمباراة كهذه في ظلّ ظروف الخصم السيّئة بسبب الإصابات سيعني بدرجة كبيرة ضياع لقب الدوري، بمعنى آخر سيؤدي ذلك لإنهاء مسيرته مع الفريق مع نهاية الموسم، وعلى هذا الأساس دخل أصحاب الأرض المباراة بقوّة، ولم يمنحوا ضيوفهم أي احترام عندما بادروا بشنّ الهجمات من ثواني اللقاء الأولى، ومع ذلك كاد دورتموند أن يفتتح النتيجة بالدقيقة السادسة، عندما أهدر اللاعب ذو الأصول السورية محمود داود الهدف الأوّل بطريقة غريبة، إذ تلقّى كرة عرضيّة مباغتة من ماركو رويس، فوجد نفسه في نقطة منطقة الجزاء أمام المرمى، لكنّه صوّبها خارج الأخشاب الثلاث، لتضيع أوّل وآخر محاولة للضيوف في المباراة، وتبدأ حفلة الأهداف لصالح البايرن.
اقرأ/ي أيضًا: بعد شراء هيرنانديز بـ80 مليون يورو.. هل بدأ بايرن ميونخ سياسة جديدة؟
أدرك أصحاب الأرض بعد فرصة دورتموند أن خصمهم قادر على لدغهم بهدف مباغت يربك حساباتهم في أي وقت من المباراة، والدليل على ذلك مباريات أسود فيستفاليا في الموسم الحالي، إذ سجّلوا 9 أهداف بعد الدقيقة 90 وحقّقوا الانتصار أكثر من مرّة في الوقت القاتل من المباريات، لذلك واصل البايرن ضغطه إلى أن نجح نجم دورتموند السابق وبايرن ميونيخ الحالي ماتس هاميلس في تسجيل الهدف الأوّل، عندما انبرى برأسه مترجمًا كرة ركنية مرفوعة من ألكانتارا، وأودعها في شباك رومان بوركي في الدقيقة العاشرة.
هدفٌ واحد لا يُروي عطش البايرن، لذلك واصلوا الضغط الرهيب على دفاعات دورتموند المتهالكة، والتي بدى من الواضح أثر الغيابات عليها، فاستغلّ ليفاندوفسكي هفوة كارثيّة من المدافع زاغادو، والذي أراد أن يمرّر كرة عرضية لزميله، لكنّ المهاجم البولندي نجم دورتموند السابق نجح في اقتناص الكرة وراوغ الحارس بإبداع، وأودعها في المرمى بالدقيقة 17، ليصبح أوّل لاعب في التاريخ ينجح في التسجيل بخمس مباريات متتالية في مرمى فريقه السابق.
تمنّى مدافعو دورتموند لو أن في كرة القدم ما يسمّى بالوقت المستقطع أسوة برياضات أخرى، لأن هجوم البايرن الكاسح لم يمنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس، هجمة هنا وأخرى هناك، ولولا تألّق الحارس لمُني دورتموند بأهداف كثيرة، حيث تألّق في التصدّي لكرات رأسيّة من هاميلس وليفاندوفسكي، وردّت العارضة كرة رأسية قويّة من توماس مولر، دون أي ردّ فعل هجومي من دورتموند الذي خسر كلّ المعارك التكتيكيّة بدءًا من خطّ الدفاع مرورًا بخطّي الوسط والهجوم اللذين بان عليهما الاستسلام، وكان أكثر من تشوّق للمس الكرة هو حارس البايرن مانويل نيوير الذي كان حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه.
اقرأ/ي أيضًا: موقعة كلاسيكو ألمانيا رقم 100.. دورتموند يسعى لحسم اللقب في عرين أسود بافاريا
وقبل نهاية الشوط الأوّل بأربع دقائق نفّذ ألكانتارا ركلة حرّة مباشرة، فتهادت الكرة إلى مولر الذي صوّبها نحو الشباك، فأنقذها الحارس بوركي، لتصل الكرة إلى خافي مارتينيز الذي سدّدها من حدود منطقة الجزاء، هدفٌ ثالثٌ لا يُرد، أتبعه بعد ذلك بدقيقتين غنابري بالهف الرابع، بعد كرة مرفوعة من مولر صوّبها برأسه داخل الشباك التي اهتزّت 4 مرّات في شوط واحد فقط، إلى أن انتهى كابوس الشوط الأوّل المهين بحقّ دورتموند.
بان على الفريقين قناعتهما بنتيجة المباراة في الشوط الثاني، فلم ترق محاولات دورتموند لخلق فرص محقّقة من جهة، وكان من الواضح خشية لوسيان فافر من تلقّي فريقه أهدافًا تزيد من مرارة الهزيمة المذلّة، كذلك هدأ نسق البايرن الهجومي وكأن الفريقان تعاهدا على نهاية الشوط الثاني كما بدأ، إلى أن حنث ليفاندوفسكي بالعهد المفترض قبل النهاية بدقيقة واحدة، عندما تلقّى كرة عرضيّة من غنابري وأودعها في الشباك، وهو الهدف رقم 13 في شباك فريقه السابق بقميص البايرن، منذ أن رحل عن دورتموند قبل 5 أعوام.
بذلك استعاد البايرن صدارة البوندس ليغا برصيد 64 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن دورتموند قبل 6 جولات من نهاية المسابقة، ما يعني اشتعال المنافسة على اللقب هذا الموسم بعكس المواسم السابقة، وسينتظر دورتموند تعثّر البايرن في إحدى الجولات الست القادمة، بشرط فوزه في كلّ المباريات المقبلة وتناسي هزيمة الأليانز آرينا التي لا تنسى.
اقرأ/ي أيضًا:
الدوري الألماني.. دورتموند يقبل هديّة فرايبورغ وينفرد بكرسي الصدارة
هوفنهايم يشعل الدوري الألماني.. وبايرن ميونيخ يقترب من الصدارة