اتحد المشاهير من غرب العالم إلى شرقه في نشر صورة "كل العيون على رفح" (All Eyes On Rafah) شاجبين العدوان الإسرائيلي على مخيم اللاجئين. وأعرب ما يقرب من مائة نجم هندي عن تضامنهم مع الفلسطينيين من خلال مشاركة "كل العيون على رفح" في قصصهم على "إنستغرام" وفق موقع "مكتوب"، وشمل ذلك ممثلين ومخرجين وشخصيات سينمائية أخرى.
تحولت هذه الصورة التعبيرية، التي تصور المخيم مع عبارة "كل العيون على رفح"، إلى ظاهرة عالمية بعدما شاركها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب مجزرة رفح التي خلفتها غارة جوية إسرائيلية وأسفرت عن مشاهد بشعة أثارت غضب الشعوب والحكومات حول العالم.
تفصّل مجلة فوربس قصة الحملة المستمرة منذ أشهر، حيث اكتسبت شهرة واسعة، خصوصًا في أوروبا الغربية وأستراليا والهند، بفضل جهود حثيثة للناشطين والمنظمات الإنسانية.
وتُرجّح المجلة أن مفتاح هذا الشعار نشأ من تصريح لمدير مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبيركورن، الذي أطلق عبارة "كل العيون على رفح" في شباط/فبراير الماضي، بعد أيام قليلة من إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمرًا بوضع خطة إخلاء للمدينة. هذا القرار جاء قبل الاجتياح المقرر له للقضاء على ما ادعى نتنياهو أنه آخر المعاقل لحركة حماس، مما أثار موجة من الاستنكار والتنديد على المستوى الدولي.
مشاهير من مختلف أنحاء العالم انضموا في حملة تضامنية، حيث شاركوا صورة تعبيرية تحمل عبارة "كل العيون على رفح"، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على مخيم اللاجئين في رفح
المقصود من هذه العبارة أن تطلب من الرأي العام ألا ينظر بعيدًا عما يحدث في مدينة رفح، حيث يلجأ ما يصل إلى 1.4 مليون شخص بعد فرارهم من العدوان الإسرائيلي الذي خلّف حتى حدود اليوم الأربعاء 36 ألفًا و171 قتيلًا، و81 ألفًا و420 مصابًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واستُخدم شعار "كل العيون على رفح" من قبل منظمات مثل "إنقاذ الطفولة"، "أوكسفام"، "أميركيون من أجل العدالة في فلسطين"، "الصوت اليهودي من أجل السلام"، وتكرّر خلال حملات التضامن الواسعة مع الفلسطينيين والاحتجاجات على الأرض. إذ رُفع شعارًا في عواصم عالمية مثل باريس ولندن وأمستردام، ومدن نيويورك ولوس أنجليس.
وذكرت "فوربس" أنه جرت مشاركة وسم #AllEyesOnRafah في الإنترنت أكثر من 195 ألف مشاركة، وحققت ملايين المشاهدات في "تيك توك"، حيث ظلّت القيود أقل على الصوت الفلسطيني مقارنة بالتطبيقات الأميركية.
I stood with Palestine 🇵🇸. I stand with Palestine 🇵🇸. I will stand forever with Palestine 🇵🇸. 🙏#AllEyesOnRafah pic.twitter.com/2f4suemYWu
— Licypriya Kangujam (@LicypriyaK) May 29, 2024
وذكرت إن بي سي نيوز أن الصورة ظهرت في أكثر من 37 مليون مشاركة على "إنستغرام" في أقل من 24 ساعة، وهو التطبيق الذي استخدمه الصحافيون والمؤثرون والمواطنون الفلسطينيون لفضح جرائم الاحتلال بالصوت والصورة، بالرغم من القيود الشديدة لشركة ميتا، مالكة "إنستغرام"، على المحتوى الفلسطيني والمتضامن مع الفلسطينيين.
وتخطّت صورة "كل العيون على رفح" قيود "ميتا" التي حاصرت مقاطع الفيديو التي نشرها صحافيون فلسطينيون من رفح لدرجة إزالة بعض المقاطع تمامًا.
وبرّر متحدث باسم "إنستغرام"، لـ"إن بي سي نيوز"، أن إزالة المحتوى كان بسبب طبيعته العنيفة والقاسية، التي قال إنها تنتهك سياسات المنصة.
في المقابل، لا تصوّر صورة "كل العيون على رفح" آثار الجرائم الإسرائيلية، ما سمح لها بالبقاء والانتشار بهذه القوة في وقت قصير. بالإضافة إلى نشرها من قبل مشاهير ونجوم من المؤثرين والفنانين والرياضيين، وأيضًا من قبل المنظمات والمواطنين المتضامنين حول العالم.
وقال مستشار وسائل التواصل الاجتماعي، مات نافارا، إن صورة "كل العيون على رفح" قد تكون بمثابة تحايل على المراجعة الآلية لمنصة إنستغرام، لأنها صورة أنشأها الذكاء الاصطناعي ولا يوجد فيها أي شيء خطير أو مثير للجدل على نطاق.