حمل مؤتمر المناخ "كوب 27"، الكثير من النقاشات المناخية والسياسية، بما في ذلك الحديث عن أضرار حقيقية تتسبب فيها المصانع والانبعاثات الكربونية على البيئة وما ينتج عنها من أضرار، تصل إلى أخطار لا يمكن التراجع عنها وإمكانية غرق جزر كاملة. وفي الوقت نفسه، أثار المؤتمر نقاشات سياسية وحقوقية واسعة في مصر، فالمؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ، أعاد التركيز على قضية المعتقلين السياسيين في البلاد، وتحديدًا المعتقل علاء عبد الفتاح، وسط دعوات لإطلاق سراحه، في الوقت نفسه، رصدت منظمات حقوقية تزايد حالات الوفاة بالسجون المصرية.
حمل مؤتمر المناخ "كوب 27"، الكثير من النقاشات المناخية والسياسية
وفي الوقت الذي يواجه فيه العالم أخطارًا بيئية حقيقية، لا يبدو أن كوب 27 حمل جديدًا في هذا السياق، ولم ينتج عنه قرارات حاسمة بما يخص البيئة أو وعود بإمكانية التقليل من الانبعاثات الكربونية، كما لم يسهم في تحقيق انفراجة في ملف المعتقلين السياسيين في مصر. ورغم الإشادة بالتوصل إلى اتفاق بما يخص ملف "الخسائر والأضرار"، إلا أن نشطاء في مجال البيئة يؤكدون على أن العالم ما يزال على "شفا كارثة مناخية".
صندوق الخسائر والأضرار.. إنجاز دون إيضاحات
مع تمديد المؤتمر ليوم إضافي، ومفاوضات استمرت لأكثر من 40 ساعة، تحقق مطلب استمر بحثه لمدة 30 عامًا، وبالأخص من جزر المحيط الهادئ ودول الجنوب العالمي، التي كانت تطالب بتأسيس صندوق الخسائر والأضرار، والذي يفترض فيه أن يقدم التعويضات المالية اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية وإنقاذ وإصلاح ما تضرر على مدار السنوات الماضية من التغيرات المناخية. ورغم الإنجاز الذي تمثل بالإقرار في تأسيس الصندوق، إلّا أن الصعوبة تكمن، في عدم عدم إيضاح آلية عمله وتوفير التمويل اللازم له.
حصر ارتفاع درجة الحرارة
في بند ثابت أعيد نسخه من القمة السابقة، تم التأكيد على ضرورة حصر ارتفاع درجة الحرارة، بحدود 1.5 درجة مئوية، رغم محاولة عدة دول التنصل من هذا البند، ودون تحديد آلية واضحة للتوصل إلى الهدف.
الوقود الأحفوري
كرر بيان مؤتمر كوب 27 ما تم التوافق عليه في قمة كوب 26 التي عقدت في غلاسكو، وهو الالتزام بالتخفيض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري، ورغم محاولة بعض الدول وعلى رأسها الهند إدراج بند ينص على ضرورة التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، إلّا أن محاولتها لم تفلح.
التكيف
وعدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولًا سنويًا لدعم البلدان الفقيرة من أجل التكيف مع التحولات المناخية، من خلال بناء عوائق حامية من الفيضانات، والحفاظ على الأراضي الرطبة والمساهمة في عملية التشجير وزراعة الغابة، من أجل المساهمة في مواجهة آثار التغيرات المناخية، إلى أن الدول الغنية لم تقدم سوى 20 مليار دولار لهذا البند، ولكن في كوب 27 تم التوافق على مضاعفة المبلغ، رغم محاولة إزالة هذا البند من البيان الختامي.
تضمن البيان الختامي إشارةً تربط بين الصحة والمناخ، بما يتجاوز أثر التغيرات على البيئة وربطها مع الإنسان
كما تضمن البيان الختامي إشارةً تربط بين الصحة والمناخ، بما يتجاوز أثر التغيرات على البيئة وربطها مع الإنسان و"حقه في الحصول على بيئة صحية ومستدامة ونظيفة".