08-مارس-2018

كولين فاريل (The Talks)

يعتبر الممثل الأيرلندي كولين فاريل أحد أبرز نجوم هوليوود. في رصيده أدوار لا يمكن نسيانها أداها باقتدار، خصوصًا شخصية الإسكندر المقدوني. هنا حوار معه أجراه موقع The Talks ننقله مترجمًا.


  • سيد فاريل، هل تؤثر قناعاتك على نظرتك الشخصية للحياة؟

إن المعتقدات شديدة الأهمية، الأمر يشبه ركوب الخيل؛ فعندما تريد أن تتجه يسارًا، تتطلع إلى الجهة اليسرى أولًا ثم تجذب رأس حصانك إلى اليسار. والأمر شبيه بذلك على صعيد البشر، فالمكان الذي ستوجه انتباهك إليه هو المكان الذي ستصل إليه على الأرجح. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يجب علينا كذلك الانتباه إلى أهمية الأفكار والقصص التخيلية من أجل الوصول إلى حقيقة أكثر واقعية وتمركزًا.

 كولن فاريل: الحياة البشرية ساحرة في جميع مآسيها وأمجادها

  • هل تصدق القصص الخيالية؟  

أنا أصدق كل شيء يا رجل، الحياة البشرية ساحرة في جميع مآسيها وفي كل أمجادها؛ حقيقة وجودنا هنا في ذاتها فكرة ساحرة. بل إن مجرد التفكير فيما تتطلبه الحياة لتوجد، لهو أمر جنوني. ولكننا نتجاهل هذا التفكير بسهولة.

اقرأ/ي أيضًا: إدوارد نورتون: قد يأتي الإبداع من الفوضى

هل يرجع ذلك لقلقنا الدائم؟

نعم، لأننا نستنزف طاقاتنا من أجل البقاء والقروض والوظيفة والمنافسة والثياب والسيارات والعقارات. جميلٌ أن نسمح بمتنفس للخيال وأن ننظر للحياة باعتبارها رائعةً وساحرةً، وأحيانًا نحتاج إلى الخيال لنراها هكذا، ليأخذنا بعيدًا عن البيئة المحيطة. قبل أن نعود من جديد إلى حياتنا الواقعية بتلك الهدية التي منحنا إياها الخيال.

  • هل توافق على أن الناس الذين يقطنون القرى الصغيرة لا يعانون من نفس هذه المخاوف؟

تتسم حياتهم بالمزيد من التعايش المجتمعي والمشاركة بين الناس. إنهم لا يملكون فرصة الانعزال عن الآخرين بقدر الإمكان، سواء أكان ذلك حظًا حسنًا أو سيئًا. لا أقصد أن الناس يختارون فعل ذلك، ولكن في المدينة، يميل الناس إلى التركيز على الذات والانعزال عن الآخرين بالرغم من وجودهم وانسحاقهم معًا بشكل أكبر من القرى.

  • ربما يكونون مجهولي الهوية

يميل سكان المدينة إلى الأنانية والتمحور حول ذواتهم، بينما يختلف الناس في القرى الصغيرة، بالطبع هذه تعميمات، لكن هناك يشارك الناس حكاياتهم وتجاربهم وأفراحهم وأتراحهم مع الآخرين. فعلى سبيل المثال، الدعم الذي تتلقاه فرق كرة القدم المحلية من بعض القرى الريفية في أيرلندا غير معقول، إنه رائع في الحقيقة. إنهم يلتقون جميعًا في الحانة للاحتفال بالفوز.   

  • بمناسبة الحديث عن الحانات، قلتَ ذات مرة إنك تعلمت في أول دور لك كيف تشرب أثناء العمل.

نعم، لقد كان فعلًا طائشًا. لكنني وقتها كنت مخمورًا للغاية، وكنت نشيطًا جدًا.

 كولن فاريل: في المدن يميل الناس إلى التركيز على الذات والانعزال عن الآخرين، بالرغم من وجودهم وانسحاقهم معًا بشكل أكبر من القرى

  • هل تتناول أي مشروبات كحولية الآن؟

لا، لم تعد عندي الرغبة لتناول الشراب الآن. أنا محظوظ للغاية لهذا، ولم يعد الأمر يوترني، ولا أشعر أنني أفتقده في حياتي.

اقرأ/ي أيضًا: مونيكا بيلوتشي: أحب أن أستكشف الجانب المظلم في البشر

هل غيرت الأبوة نظرتك للأمور؟

أنا لا أعتقد أن الأبوة تغير منك في حقيقة الأمر. لا أعتقد أنها تفعل ذلك في حد ذاتها – أعلم أنها لا تفعل. انظر إلى العالم من حولك، سوف تكتشف أنها لا تفعل ذلك. لقد كنت صلبًا لدرجة أنها لم تكن لتغيرني.

  • قليل من الناس يجلسون هنا ويقولون ذلك.

لكنها لا تغير حياتك. يمكنك استخدامها كمنطلق للتغيير، وهو ما قمت به في نهاية المطاف. فعلى مدار ثلاث سنوات كأب، كنت أقول لنفسي "لماذا أُصر بشدة على ألا تغير الأبوة من حياتي؟" لا بد أن تغير حياتي. هل حياتي جيدة لدرجة ألا تتغير؟ أعني، بصفة شخصية؟ ثم كنت أسمح بقليل من التغيير، وسار الأمر على هذا المنوال. كنت مقتنعًا أنني سوف أكون أبًا رائعًا، لن أتعامل معه معاملة الأب لابنه، بل سوف أتخذه كصديق -وكما تعلمون، أمور من هذا القبيل. وقد تغيرت في نهاية المطاف. يا إلهي، ياله من تغيير رائع.

  • هل هناك أي مخاوف مصاحبة لكونك أبًا؟

العالم أصبح مكانًا خطيرًا على الدوام بشكل لا يُصدق، لكنني أعيش في ظروف آمنة تمامًا. الخوف قوة هائلة، وأعتقد أنه من أجل ألا تدع الخوف يتحول إلى شعور مدمر، يجب أن تعترف به، وألا تسمح له بالهيمنة على حياتك. سوف أبذل أقصى ما في وسعي لكي أحمي ابني.

  • لم يعد هناك تناول للمشروبات، إلى جانب تربية الاطفال، مع العمل طوال الوقت. كيف توازن حياتك؟  

أستطيع موازنتها بشكل جيد حقًا. عندي منزل في لوس أنجلوس، وقد استأجرت شقة في دبلن، على الرغم من مكوثي فيها ثلاث مرات فقط خلال العام -لقضاء إجازة عيد الميلاد لمدة أسبوعين، ثم أحاول إحضار ابني إلى الوطن على الأقل مرة في السنة، حتى يتسنى له سماع اللهجة الأيرلندية من شخص آخر غيرى. يمنح ذلك حياتي التوازن الذي أريده. بلدي الأم، أمر غاية في الأهمية بالنسبة لي.

  • هل لا زلت تعطي انطباع الولد الشقي. أم هو شيء لا تريد الارتباط به أكثر من ذلك؟

لست مرتبطًا بأي شيء يتعلق بآراء الناس. لا يعني ذلك أن الآراء لا تؤثر في، لكنني لا أظل منشغلًا بها بكل تأكيد. أنا لا أدع أي شئ يتحكم بي، فضلًا عن عدم خضوعي لأي شيء أيضًا، هل تفهم قصدي؟

ولا حتى عندما يواجه فيلمٌ ما انتقادات؟

إنه أمرٌ مخيبُ للآمال، لكني أعتبر نفسي الآن أقل انغماسًا في عملي مما كنتُ عليه من قبل، ولهذا السبب لم يعد يؤثر ذلك بشكلٍ عميقٍ مثلما كنتُ من قبل عندما كانت مشاريعي لا تحقق نجاحًا في الماضي. كاد فيلم "الإسكندر" أن يقضي علي! أقصد معنويًا، خاصة وإنني كنت قبله أعيش فترة رغدة من حياتي،  فكانت التجربة صعبة للغاية، من الناحية العاطفية والنفسية.في عالم مثالي، تقومُ بصناعة أفلام وتكون جزءًا من القصص التي يتفاعل معها الناس، أنا لا أصنع الأفلام فقط لنفسي. لكن بالمقابل أكتب القصائد وغيرها من الأشياء، ولا أكتب ذلك لأحد غيري، أكتبها فقط لنفسي. في حين أن الأفلام تُصنع لكي يشاهدها الجمهور، ولتؤثر على الآخرين، لتجعلهم يضحكون، أو تجعلهم يضعون أنفسهم أو بيئتهم موضع المسائلة، أو أي شيء آخر، وكذلك للترفيه عن أنفسهم، ولذلك، فمن الناحية المثالية، يكون تفاعل الناس إيجابيا.

 كولن فاريل: بدا لي أن الأفلام الأكثر حميمية هي فقط التي كانت تستحق أن أوليها اهتمامي

غالبا ما يقول الناس أن وجود أطفال في الأسر يجعلهم يختارون أفلامًا مختلفة..

أنا الآن في مرحلة التحضير لإنجاز أفلام بيكسار. لذا يمكنني القول، لا أعتقد أنه يُوجد نوعٌ محددٌ من المعايير لما أريد القيام به فيما يتعلق بعملي. عندما تقرأ شيئًا ويؤثر فيك، تدرك ذلك على الفور. وبطبيعة الحال، يعتمد دائما إلى حد ما، على موضعك الراهن في حياتك، أو حتى إلى طبيعة المزاج الذي تكون فيه أثناء قراءة النص، ولكن عند مطالعته، إما أن تشعر بإحساس الانجذاب نحو هذا العمل أو لا تشعر به.

اقرأ/ي أيضًا: بيل موري: حس الفكاهة نوع من الالتزام

وماذا عن السيناريوهات ذات الراتب الكبير، ربما تختارها أنت بنفسك؟

أنا أحب الراتب الكبير. إنه شيءٌ رائعٌ. ليس لدي أي شعور بالنفور إزاء هذه الفكرة. أحب أفلام الإثارة الجيدة، أحب مشهد الذهاب إلى السينما، ومن ثم إذا عثرتُ على شيءٍ عظيمٍ، وأعتقد أنه يمكنني تحقيق الأهداف التي يتضمنها، ويفتح أفقا واسعًا، لن أتردد في القيام به، لكن فقط إذا نال إعجابي. في السنوات الماضية، بدا لي أن الأفلام الأكثر حميمية هي فقط التي كانت تستحق أن أوليها اهتمامي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تارانتينو: لا أعتزم الاستمرار في إنتاج الأفلام

أليسيا فيكاندر: الألم الذي يمكنك احتماله يتغيّر