ودّعت باكستان يوم أمس الأحد، 10 تشرين الأول/أكتوبر، عالم الذرّة الشهير عبد القدير خان، الذي قضى نحبه بعد إصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 85 سنة.
دفن عبدالقدير خان في مقبرة إسلام أباد بعد جنازة رسمية مهيبة شارك فيها كبار المسؤولين والشخصيات العامة في باكستان
عُرف عبد القدير خان بأنّه مهندس الرنامج النووي الباكستاني، وينظر إليه الشعب الباكستاني بصفته البطل الذي جعل من بلادهم أول بلد إسلامي يتمكن من إنتاج قنبلة نووية، ما عزّز من قوتها في مواجهة عدوتها اللدودة الهند، وهذا ما جعله يعُرف في العالم العربي والإسلامي باسم " أبو القنبلة النووية الباكسانية". من جهة أخرى يعتبر البعض عبد القدير خان المسؤول الأول عن تهريب التكنولوجيا النووية إلى دول معادية للغرب، مثل إيران وكوريا الشمالية.
بعد الإعلان عن وفاته، تحوّل عبد القدير خان إلى مادة أساسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتباينت الآراء والتعليقات حول شخصيته المعقّدة والمثيرة للجدل، وانتشر وسم #DrAbdulQadeerKhan بشكل كبير في العديد من دول العالم الإسلامي، ولاسيما في باكستان وبنغلادش وإيران وفي العديد من الدول العربية. في أبرز التغريدات على تويتر، وصف الكاتب السوري حسن أبو بكر، الراحل عبد القادر خان بالرجل العظيم، الذي نجح من خلال عقله الكبير على حد تعبيره، بوضع باكستان على خارطة الدول النووية، و"جعلها من الدول المُهابة، بالرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة".
كما علقت الباحثة الأردنية فاطمة الصمادي، المختصة بالشأن الإيراني، على وفاة عبدالقدير خان، وأشارت إلى أنّه قد كانت تربطه صداقة مع العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اغتالته "إسرائيل" في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
وتفاعلت الناشطة السعودية سارة الغامدي مع خبر وفاة عبد القدير خان، ووصفته بأنّه "المؤسس والعنصر الأبرز في البرنامج النووي الإيراني".
أما الدكتور والإعلامي السوري أحمد موفق زيدان المتخصص في الشأن الباكستاني والأفغاني، فذكر بأنه قد التقى بالراحل عبدالقدير خان في بيته بعيد التجربة النووية الباكستانية، وقال إنه "سيظل علامة فارقة بالتقنية النووية الإسلامية،وسيبقى مثالاً للتحدي".
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور العراقي علي قره داغي، عزّى الأمة الإسلامية بوفاة عبدالقدير خان، ووصفه بأنه "شخصية مخلصة وأحد مهندسي الحرب التقنية النووية كان وفياً لبلاده التي أمنت الحماية له إلى أن لقي الله".
أما أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة لندن الدكتور عبد العزيز الخلاوي، فقال إن عبد القدير خان لديه الفضل الأكبر بأن تكون باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك قنبلة نووية، وأن "له الفضل بعد الله في أن جعل دولة إسلامية في مصاف الدول النووية ولاتزال الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي تمتلك هذه القوة النووية"، وذلك ردًا على اتهامات له تصفه بأنه مجرد "سارق" للتقنية النووية ومهرب لها للدول الأخرى.
في باكستان، علق الناشط فرحان حسن على وفاة عبدالقدير خان الذي يعدّ من أبرز الأيقونات الوطنية شعبيًا، وقال إن بلاده ودّعت خلال هذا الأسبوع اثنين من أيقونات البلاد، هما عبد القدير خان، والممثل الكوميدي الشهير والمخرج صاحب الشعبية الكبيرة في البلاد عمر شريف.
كما نشر حزب حركة الإنصاف الباكستانية الحاكم تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، يظهر فيه تسليم العلم الباكستاني الذي شيّع فيه عبدالقدير خان إلى مثواه الأخير، إلى ابنته الكبرى، تكريمًا للأسرة وتخليدًا لاسم عميدها.
وقد توفي الدكتور عبدالقدير خان يوم الأحد، 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ودفن في مقبرة إسلام أباد بعد جنازة رسمية مهيبة شارك فيها كبار المسؤولين والشخصيات العامة في باكستان.
اقرأ/ي أيضًا:
في جنازة رسمية مهيبة.. تشييع عبد القدير خان مهندس برنامج باكستان النووي
كشمير.. قصة الإقليم الذي يهدد بإشعال حرب نووية