بعد أكثر من أسبوعين على طرحه، لا تزال أخبار فيلم " لا تنظر إلى السماء Don’t Look Up" تتصدر اهتمامات النقاد الفنيين وجمهور السينما ورواد مواقع التواصل، وتتباين الآراء حوله، بين من يعتبره تحفة فنية وأحد أفضل إنتاجات العام 2021، ويحمل في طياته رسائل عميقة، ودلالات رمزية تعكس واقع المجتمع الأمريكي، وتعامل إدارة ترامب مع جائحة كورونا، ومحاولة أصحاب الشركات العملاقة الإفادة من الجائحة لمضاعفة ثرواتهم، بالإضافة إلى الانتقادات المبطنة للامبالاة تجاه التغير المناخي، وبين من رأى أن الفيلم مبالغ بتقديره، وأن كمية نجوم الصف الأول الذي لعبوا دور البطولة فيه، أعطتهم انطباعًا زائفًا بأن الفيلم سيكون أفضل، فهم يعتبرون أن الفكرة مكررة وتمت معالجتها في السابق أكثر من مرة بطرق مختلفة.
تتمحور فكرة الفيلم حول اكتشاف طالبة دكتوراه لمذنب مهول سيفجر الأرض ويقضي على الحياة فيها، وتعامل رئيسة الولايات المتحدة مع الأمر باستهزاء ولامبالاة، ومحاولتها لاحقًا مع رئيس شركة اتصالات عملاقة، الإفادة من المذنب للحصول على معادن ثمينة كالإيثيريوم، من خلال تفجير المذنب وإضعاف قوته، ليسقط في المحيط الهادئ وتحصل الولايات المتحدة على المعادن التي يتوفر عليها.
الفيلم متوفّر على موقع نيتفليكس، وهو من بطولة ليوناردو دي كابريو، جنيفر لورانس وميريل ستريب، كتابة وإخراج آدم مكاي المشهور بأفلامه المميزة ومنها Succession و The Big Short الذي حصل بسببه على جائزة الأوسكار في العام 2015. الفيلم مصنف ضمن فئة الخيال العلمي، وقد حاز على تقييم 7.3 على موقع تطبيق IMDB المعروف.
وسم #DontLookUp انتشر بشكل كبير في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وحقق أرقامًا مرتفعة في عدد كبير من البلدان، حيث استعمله ناشطو وسائل التواصل للتعبير عن رأيهم بالفيلم بالسلب أو بالإيجاب.
في أبرز التعليقات قالت الناشطة هوبي إن الفيلم بالرغم من أنه ساخر للغاية، إلا انها شعرت وهي تشاهده بأن نهاية العالم وشيكة، فهذه هي الطريقة التي تصير عليها الأمور، وهذا مضحك ومخيف في الوقت نفسه.
وأشاد جاكسون بأحد مشاهد دي كابريو المؤثرة في الفيلم، عندما يطلق صرخة ضد الذين يحاولون تجاهل المشكلة، بسبب جشعهم وطموحاتهم السياسية أو المالية، فطالب بتقديم الورود له طالما هو على قيد الحياة، ووصفه بالأسطورة.
وقال المغرد نيك ألين إن الفيلم ممتع، وهو مكتوب ببراعة، والممثلون كانوا رائعين، لكنه في الوقت نفسه دقيق جدًا ويدفع إلى الكآبة، ناصحًا متابعيه بمشاهدة الفيلم.
الناشطة أليكس نشرت صورًا من الفيلم تضم ديكابريو، لورانس وستريب، وكتبت : " سبعة أوسكار و41 ترشيحًا في غرفة واحدة!
الكاتب والمخرج ديلان بارك رأى أن الفيلم يتضمن انتقادات ذكية للحزب الجمهوري وأنصاره، وهو أيضًا تعليق إجتماعي مرعب على الرأسمالية، وتجاهل التغيير المناخي، واعتبر أن Don’t Look up هو أفضل فيلم لهذا العام.
أحد المغردين قال إن مارك ريليانس مالك شركة الاتصالات العملاقة في الفيلم، يمثّل في الحقيقة إيلون ماسك، مارك زوكربرغ،جيف بيزوس وبيل غايتس، في غطرستهم، سيطرتهم على الحكومة، وتفانيهم لتحقيق مكاسب مالية على حساب العالم.
الناشط باتريك مايير رأى أن الفيلم يمثل السنوات السيئة لدونالد ترامب،إلى جانب ردود الفعل الضعيفة من الحكومات تجاه جائحة كورونا،التغير المناخي، والفساد، ونصح بدوره متابعيه بمشاهدة الفيلم.
في أبرز التعليقات المنتقدة للفيلم، وصفه جوردان توماس بالمبتذل، ومضيعة للوقت والأموال، فقط للاستهزاء برئيس لم يعد في السلطة، وأضاف توماس : " لم يكن ترامب أفضل رئيس، لكن الكراهية اليوم متفشية ".
واعتبر ديفيد هنري أن الفيلم يضم أسماء كبيرة، لكنه هجاء سياسي رديء،وهو ليس مضحكًا وستخسر ساعتين لدى مشاهدتك له.
اقرأ/ي أيضًا: