منذ أعلن السيسي عام 2017 "عامًا للمرأة"، قابل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان بموجة من السخرية والخوف والمرارة في آن واحد، ففي العام الماضي، الذي أسماه السيسي "عام الشباب"، رصدت عدة منظمات حقوقية عالمية ومحلية في مصر وجود أكثر من 50 ألف معتقل من الشباب في السجون المصرية، كما رصدت ميزانية الدولة المصرية ملايين الجنيهات لإنشاء سجون جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المعتقلين.
منذ أعلن السيسي عام 2017 "عامًا للمرأة"، قابل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان بموجة من السخرية والخوف
اقرأ/ي أيضًا: هل مصر مكان يصلح لتعيش فيه امرأة؟
القبض على عزة سليمان
بدأ "عام المرأة" في مصر بإلقاء السلطات القبض على عزة سليمان في السابع من كانون الأول/ديسمبر الماضي موجهين لها عدة تهم، ومنها "إنشاء كيان يمارس نشاطًا يشبه نشاط الجمعيات الأهلية مع مخالفة القانون (مركز قضايا المرأة)، وتلقي أموال بطرق غير مشروعة والتهرب الضريبي".
بعد فترة، تم إخلاء سبيل عزة سليمان بكفالة قدرها 20 ألف جنيه مصري وذلك بعد التحفظ على أموالها، ومنعها من السفر والتصرف في ممتلكاتها، مع تجميد حساباتها المصرفية، لحين الانتهاء من التحقيق فى القضية. يُذكر أن عزة سليمان هي ناشطة حقوقية ومديرة مركز قضايا المرأة المصرية.
خدمة مدنية إجبارية للفتيات أو.. تجنيد؟
أما ثاني مفاجآت عام المرأة، فكان الموضوع الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي بمزيد من السخرية، واتجهت بعض المنشورات في مصر إلى لهجة الشماتة في الفتيات بسبب اعتبار الموضوع نوعًا من "المساواة"، التي طالما طالبت النسوة بها. ولكن بمزيد من التدقيق في الأمر تبين أن الموضوع يتمثل في صدور قرار لوزارة التضامن خاص بتكليف الفتيات بتأدية الخدمة العامة لمدة عام اعتبارًا من شباط/فبراير المقبل.
نص القرار الذي نشر، يتعلق بتكليف الإناث من خريجي الجامعات والمعاهد العليا دور ثان 2016، والذكور ممن تقرر إعفاؤهم من الخدمة العسكرية، وممن يزيدون عن حاجة القوات المسلحة، شرط مضي 3 سنوات من تاريخ وضعهم تحت الطلب، ومن خريجي الجامعات والمعاهد العليا.
ونصت المادة الثالثة من ذات القرار على أن يكون التكليف لهذه الدفعة في مجالات: النيابة العامة، التأمينات الاجتماعية، أطفال بلا مأوى، رعاية أيتام، رعاية مسنين، بنك ناصر، محو الأمية، تكافل وكرامة، التعداد، أسر منتجة، تنمية، خدمات طفولة، وخدمات تعليمية، إضافة إلى المجالات الأخرى طبقًا لاحتياجات كل محافظة.
اقرأ/ي أيضًا:التهميش .. كلمة سر الأقاليم المصرية
قضية ريم قطب
يبدو أن عام المرأة في مصر سيحمل الكثير من "المصائب" للمصريات وقد يكون ما حصل خلال الأيام الأولى من هذا العام أول البواكير
وفقًا لرواية الأمن، تم القبض على ريم فور عودتها من تركيا إلى مصر، وتوجيه اتهامات لها كـ"انتمائها لجماعة الإخوان، ومحاولة إدخالها طائرة تجسس إلى مصر، وحملها لأجهزة تصوير لنشر أخبار كاذبة عن الدولة المصرية"، أما أسرة ريم فقد نفت أي صلة لها بجماعة الإخوان المسلمين، وأكدت أن النيابة منعت المحامين الخاصين بريم من حضور التحقيقات معها.
في المقابل، أعلنت أسرة ريم أن ابنتهم تدرس في مجال الإخراج السينمائي في "نيويورك فيلم أكاديمي"، وأنها كانت في تركيا للسياحة بعد وفاة والدتها وسوء حالتها النفسية. وقد استنكر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي الطريقة التي تم بها القبض على ريم، فقد تم اختطافها من المطار واختفت تمامًا لفترة حتى ظهرت رواية الأمن عنها، فيما أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبسها بصفتها عضوًا في تنظيم الإخوان 15 يومًا على ذمة التحقيق. ويبدو باختصار أن عام المرأة في مصر سيحمل الكثير من "المصائب" للمصريات وقد يكون ما حصل خلال الأيام الأولى من هذا العام أول البواكير.
اقرأ/ي أيضًا: