يقع الولاء في كرة القدم بشكل دائم على عاتق اللاعبين، وهو ما يعد أحد أبرز وجوه النفاق في كرة القدم، فاللاعبون ومع كل سوق انتقالات وكل انتقال يقومون به وكل انتقال يرفضونه تُعمم عليهم صفات تتراوح بين القديسين والمرتزقة، فلماذا؟
الجماهير قامت بردة فعل عنيفة على دوناروما وهو ما زال لاعباً في النادي في عمر الـ 18
في كرة القدم الحكم يكون للجماهير والتي يعد ارتباطها باللعبة هو الشغف، ولذلك فإن الجمهور ينظر إلى الأمور من زاويته فقط وزاوية الفريق الذي يشجعه، ولا يرى أن كرة القدم هي عمل مهني آخر كأي عمل.
اقرأ/ي أيضًا: كيف حصل محمد صلاح على الرقم 11 من فيرمينيو؟
ببساطة يعد لعب كرة القدم الطريقة الوحيدة أمام أي لاعب لجني الأموال، وفي الوقت الذي يحصل فيه اللاعبون على مبالغ مالية هائلة مقارنة بطبيعة عمل الناس الآخرين، فإن ما تنساه الجماهير هو أن لاعب كرة القدم هو إنسان كأي إنسان، لديه المشاعر ذاتها ولا يهم ما هي قيمة الأموال التي يتقاضاها أو مستوى العمل، فالإنسان يرغب دائمًا بتحقيق المزيد من النجاح والتطور ولذلك فهو سيحاول انتهاز أي فرصة تكون سانحة له.
بعد أيام من رفض جيانلويجي دوناروما توقيع عقد جديد مع ميلان، انفجرت جماهير الفريق الإيطالي في وجهه ووصلت معه لرمي الأموال عليه في يورو تحت 21 سنة. هذا واللاعب ما زال في ميلان وما زال من الممكن أن يتوصل إلى اتفاق ليجدد مع الفريق فضلاً عن كونه في عمر الـ 18 سنة. وليست حالة دوناروما هي الأولى فالأمر ذاته حدث مع روبن فان بيرسي حين وصفته جماهير آرسنال بـ"يهوذا" بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد، كذلك هو الأمر بالنسبة لجماهير الشياطين الحمر عند الحديث عن كريستيانو رونالدو وجماهير توتنهام عند الحديث عن غاريث بيل.
غادر كاسياس ريال مدريد باكيًا ولم يقف إلى جانبه أي من جماهير الفريق
تكمن المشكلة الأساسية في ازدواجية المعايير، فحين يقرر فريق التخلي عن لاعب يرى أنه لم يعد مجديًا للفريق يكون هذا القرار من النادي "مفهومًا" لدى الجماهير، لكن حين يقرر اللاعب المغادرة يكون "خائناً". فجماهير يوفنتوس لم تعترض على الفريق حين رفض تجديد عقد أليساندرو دل بييرو على الرغم من أن اللاعب بقي مع النادي في أسوأ أيامه وأعاده إلى الدرجة الأولى، لكن تبرير الجماهير كان حاضرًا وهو إن دل بييرو بات كبيرًا في السن.
اقرأ/ي أيضًا: 5 أرقام قياسية سُجلت في بطولة كأس القارات
تعد إحدى أسوأ حالات تخلي الجماهير عن أساطيرها، لحظة بكاء إيكر كاسياس في ملعب البرنابيو في الملعب الخالي من جماهير تودعه حين غادر إلى بورتو. فالحارس الذي اعتمد عليه ريال مدريد وخدم المنتخب الإسباني طويلاً غادر النادي من دون أي وداع يليق به في ريال مدريد، ورُبما لو أن كاسياس هو من قرر مغادرة الفريق من نفسه لكانت الجماهير قد اتهمته بـ "الخائن".
يعد الأمر عاطفيًا إذن لدى الجماهير، فهي ترفع اللاعب إلى مستوى القديسين وتعود وتحوله إلى شيطان بالنسبة لها في ثوانٍ، لكن الحقيقة هي أن لاعب كرة القدم إنسان عادي يبحث عن فرص جديدة ويكون مجبرًا على اتخاذ قرارات وفق ظروف معينة، وفكرة "الولاء" في كرة القدم هي مجرد شماعة تحاول الجماهير أن تعلق عليها "ضحاياها".
اقرأ/ي أيضًا:
فيديو: مشاجرة عنيفة بين لاعبي المكسيك ونيوزلندا والحكم يكتفي بالإنذارات