أحرز أتلتيكو مدريد الإسباني لقب كأس السوبّر الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخه عقب فوزه على مواطنه وجاره ريال مدريد 4-2 بعد التمديد، في المباراة التي أقيمت بالعاصمة الأستونية تالين، وبذلك ثأر الروخي بلانكوس من هزيمته أمام الريال في نهائي دوري الأبطال عامي 2014 و 2016.
لم يدخل شباك ريال مدريد 4 أهداف في أي مباراة خاضها زيدان مدرّباً
تحمل خسارة ريال مدريد الكثير من المعاني، وقد تشكّل حدثاً مفصليّاً في تاريخ النادي الملكي، إن لم يكن في تاريخ اللعبة بأسرها، فخسارة الأمس عدّها الكثيرون بمثابة نهاية حقبة معيّنة، وبداية عصر جديد على صعيد أندية كرة القدم الأوروبية، فهنالك نقاط كثيرة سجّلها أتلتيكو بحقّ جاره في نهائي تالين، وعلى إدارة الريال إدراكها قبل أن يمضي قطار الليغا بعيداً عنها، ويصبح اسم النادي الملكي من الماضي..
لم يخسر ريال مدريد أيّ مباراة نهائيّة له على الصعيد الدولي منذ بداية القرن الحالي، عندما هُزم أمام بوكاجونيورز الأرجنتيني في كأس الإنتركونتينينتال، وقبلها بأشهر خسر نهائي السوبر الأوروبي أمام غلطة سراي التركي، ومنذ ذلك الوقت خاض الريال العديد من النهائيّات وانتصر فيها جميعها، فحصد السوبر الأوروبي 4 مرات ودوري أبطال أوروبا 5 مرات وكأس العالم للأندية 3 مرات، وكأس الإنتركونتينينتال مرة واحدة، وبالمجموع حصد الريال 13 لقباً من 13 مباراة نهائيّة خاضها، وربّما يتوقّف هذا الرصيد عند رقم الشؤم هذا، فهو كان سبباً للعنة أسطوريّة آمنت بها الشعوب.
اقرأ/ي أيضًا: مايكل بالاك ولعنة الرقم 13
كم هو قاسٍ أن يبدأ المدرّب الجديد لريال مدريد جولين لوبيتيغي أولى مبارياته الرسمية بالخسارة، والمصيبة أنّها أمام جاره اللدود أتلتيكو مدريد، والفاجعة الكبرى أنّ شباك فريقه تلقّت خلالها 4 أهداف، وهو ما لم يحدث في حقبة سلفه زيدان على الإطلاق طيلة 149 مباراة أدار بها فريقه، بينما أصبح لوبيتيغي أوّل مدرّب تمزّق شباكه 4 أهداف في تاريخ النادي الملكي منذ عام 1948.
كذلك لم يكن الحارس كيلور نافاس أكثر حظّاً منه، ففي وقت بات عرشه مهدّداً كحارس أول للفريق بعد قدوم البلجيكي كورتوا، تلقّى الحارس الكوستاريكي 4 أهداف في أوّل لقاء رسميّ، ما يجعل مشاركته أساسياً في مباريات النادي الملكي القادمة محلّ شكّ كبير.
بدأ أتلتيكو المباراة النهائيّة بظروف رائعة جدّاً، إذ أحرز مهاجمه دييغو كوستا أوّل أهداف اللقاء بعد 49 ثانية فقط، وهو الهدف الأسرع في تاريخ السوبّر الأوروبي، وأتى الهدف من مجهود فرديّ للمهاجم الإسباني برازيلي الأصل عندما تخطّى راموس ورافائيل فاران، وصوّب بقوّة تجاه مرمى نافاس من زاوية ضيّقة.
اقرأ/ي أيضًا: برشلونة ينذر الخصوم.. وميسّي يتفوّق على نفسه
هذا الهدف أجبر لوبيتيغي على إعادة ترتيب أوراقه، قبل أن ينجح بالعودة للقاء عبر كرات خطرة كان أبطالها أسينسيو ومارسيللو وإيسكو، لكن حارس الروخي بلانكوس أوبلاك لم يكتفِ بالمشاهدة، فتدخّل في أكثر من مرّة بنجاح لحماية مرماه، قبل أن ينجح كريم بنزيما في تعديل النتيجة بالدقيقة 27، عندما استغلّ كرة مرفوعة من غاريث بيل ووضعها برأسه في مرمى السلوفيني يان أوبلاك.
قلّت خطورة لاعبي الفريقين في الشوط الثاني مع سعي المدرّبَين للفوز بمعركة خطّ الوسط، وفي الدقيقة 63 سنحت للميرينغي ركلة جزاء بسبب لمس مدافع الأتلتي للكرة داخل المنطقة المحرّمة، نفّذها سيرجيو راموس بنجاح محرزًا هدفاً ثانياً لريال مدريد، الأمر الذي استفزّ الفريق المتأخّر، فرمى دييغو سيميوني بكافّة أوراقه بغية تعديل النتيجة، ما أسفر عن ضغطٍ هجومي كبير على الدفاع متمثّلاً براموس وفاران، ومن إحدى هذه الهجمات استطاع الروخي بلانكوس أن يعدّل النتيجة عبر دييغو كوستا نفسه، عندما استغلّ كوريا خللاً في دفاعات الريال، فاخترق الخطّ الخلفي ومرّر كرة سهلة لكوستا الذي أضاف هدف التعادل، بذلك سجّل ثنائيّة هي الأولى له منذ أن كان يلعب مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي.
بات بحوزة أتلتيكو مدريد 7 بطولات أوروبية
بعد هدف التعادل بان على الفريقين رغبتهما خوض وقت إضافي، وهو ما حدث، وبه بدأ الريال بامتلاك زمام المبادرة قبل أن يرتكب سيرجيو راموس ورافائيل فاران خطئاً مشتركاً استغلّه توماس بارتي، والذي منح زميله ساؤول تيغويز شرف تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 98، هدفٌ زعزع ثقة لاعبي ريال مدريد بأنفسهم، واستغلّ الأتلتي ذلك أحسن استغلال بإضافة رصاصة الرحمة عبر كوكي في الدقيقة 104، مستغلّاً عرضيّة من فيتولو.
لم يستطع ريال مدريد تدارك الفارق في الشوط الإضافي الثاني، فجاره يمتلك أحد أفضل خطوط الدفاع في العالم متمثّلاً بدييغو غودين ولوكاس هيرنانديز، بذلك رفع الفريق رصيده في البطولات الأوروبية إلى 7 ثلاث منها من كأس السوبر الأوروبي، و ثلاث أخرى من الدوري الأوروبي، وواحدة من كأس الكؤوس الأوروبية عام 1962.
اقرأ/ي أيضًا: