تتوجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية مساء اليوم الثلاثاء إلى ستاد ويمبلي في لندن، والذي سيحتضن قمة نارية بين المنتخب الإنجليزي المضيف، ومنتخب ألمانيا صاحب الألقاب الثلاثة في المسابقة، فيما يستقبل ملعب هامبدن بارك في غلاسكو بأسكتلندا، المباراة الأخرى في هذه الأمسية بين السويد وأوكرانيا، على أن يتواجه الفائزان في المباراتين في ربع نهائي يورو 2020.
ويمبلي يحتضن قمة النار مرّة أخرى
انطبعت مباريات المنتخبين الألماني والإنجليزي بسلسلة لا متناهية من الثأر والثأر المضاد، فالإنجليز فازوا ببطولتهم الكبرى الوحيدة في مونديال 1966 ضد ألمانيا بالذات، في مباراة يعتبر الألمان أن الحكم ظلمهم بها، بينما نجح الألمان في إخراج منافسيهم من نصف نهائي يورو 1996 بالركلات الترجيحية، في عقر دارهم، كما أخرجوهم من ثمن نهائي مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، فيما نجح الإنجليز في إلحاق خسارة مدوية بالألمان في تصفيات مونديال 2002 بنتيجة 5-1.
لم يقدّم المنتخبان المستوى المرجو منهما في الدور الأول، فالإنجليز وبالرغم من تصدرهم للمجموعة الرابعة بسبع نقاط، قد فشلوا في فرض إيقاعهم على المباريات، وعانوا الأمرين لتحقيق النقاط السبع التي منحتهم الصدارة، وقد تعرض الفريق لبعض النكسات، كغياب ماسون ماونت وتشيليول بسبب الحجر الصحي بعد مخالطتهما للاعب مصاب، ما أبعدهما عن المباراتين الثانية والثالثة، بالإضافة إلى مباراة ثمن النهائي، كذلك خاب أمل الجمهور بهداف وأفضل ممرر في الدوري الإنجليزي هاري كاين، والذي فشل في المساهمة بأي هدف في المسابقة حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا: حامل اللقب يودّع يورو 2020.. بلجيكا تطيح بالبرتغال وتضرب موعدًا مع إيطاليا
في المقابل قدمت ألمانيا أسوأ مستوياتها في اليورو منذ سنوات طويلة، وأعادت إلى أذهان أنصارها الذكريات السيئة ليورو 2000 و2004، عندما خرجت من الدور الأول، بعد ما كاد السيناريو أن يتكرّر لو لم ينقذها البديل ليون غوريتزكا في آخر مباريات الفريق ضد المجر.
على عكس عاداته في البطولات السابقة، لجأ يواكيم لوف في هذه البطولة إلى أسلوب اللعب بثلاثة لاعبين في محور الدفاع، لمنح حرية هجومية لكيميتش وجوسينس على الأطراف، وقد نجح رهانه في مباراة البرتغال، لكن الفراغات بدت واضحة في الدفاع الألماني، مع نجاح الخصوم في استغلال المساحة بين رباعي الوسط وثلاثي محور الدفاع، وهو الأمر الذي تكلّم عنه واين روني، الذي نصح ساوثغيت بالبدء بماركوس راشفورد على الأطراف، للاستفادة من هذه الثغرة.
العقم الهجومي الإنجليزي والاكتفاء بتسجيل هدفين عن طريق رحيم سترلنغ، قابلته صلابة دفاعية حيث حافظ الفريق على نظافة شباكه في المسابقة حتى الآن، كما أن الفريق لم يتلقَ أي هدف في آخر خمسة مباريات في جميع المسابقات.
يمتلك ساوثغيت حافزًا إضافيًا شخصيًا للفوز على الألمان، على اعتبار أنه كان ضمن التشكيلة التي خسرت في ويمبلي أمام ألمانيا في يورو 1996، بل أنه أهدر إحدى الركلات الترجيحية ما ساعد ألمانيا على الفوز، بالمقابل يمتلك لوف رصيدًا جيدًا ضد الإنجليز، حيث فاز عليهم في مونديال 2010، ولم تسبق له الخسارة أمامهم، وقد وعد في مؤتمره الصحافي الجمهور الألماني أنهم سيشاهدون منتخبًا مختلفًا في ويمبلي.
طموحات أوكرانيّة وخبرة سويدية
قدّمت السويد مستوى لافتًا في الدور الأول وتصدّرت بسبعة نقاط مجموعتها القوية التي ضمت إسبانيا، السويد وسلوفاكيا، في المقابل تأهلت أوكرانيا كأفضل ثالث عن المجموعة الثالثة خلف هولندا والنمسا وأمام شمال مقدونيا.
قبل المباراة أظهر مدربا الفريقين احترامًا كبيرًا للخصم، فقال جاين أندرسون مدرب السويد إن المنتخب الأوكراني قوي وأثبت ذلك في مباراته ضد النمسا، ولاعبوه بارعون وسريعون في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، فيما اعتبر مدرب أوكرانيا، وأسطورة المنتخب السابق أندريه تشفتشنكو، أنه يكنّ احترامًا كبيرًا للسويديين، ورأى أنهم جيدون في التمرير، أقوياء بدنيًا، ويمتلكون خط هجوم قويًا يصعُب إيقافه.
اقرأ/ي أيضًا: فعلتها سويسرا وأسكتت صياح الديوك.. ركلات الترجيح تطيح بفرنسا من يورو 2020
تسعى السويد ثالثة مونديال 1994 في الولايات المتحدة، إلى أن تبلغ ربع نهائي اليورو للمرة الأولى منذ بطولة 2004 في البرتغال، مع العلم أن أفضل مشاركاتها كانت في البطولة التي استضافتها في العام 1992، وخرجت أمام ألمانيا بعد الخسارة في نصف النهائي 2-3، على الضفة الأخرى تسعى أوكرانيا التي تلعب الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخها، إلى تخطي عتبة السويد وتذّوق طعم اللعب في ربع النهائي.
تعتمد السويد بشكل أساسي على ثنائي الهجوم إميل فولسبرغ صاحب الأهداف الأربعة في المسابقة حتى الآن، ومهاجم ريال سوسيداد المتألق ألكسندر إسحاق، في المقابل تعتمد أوكرانيا على نجم الوسط فلاديمير زيلينكسي، وظهير مانشستر سيتي ألكسندر زيتشينكو.
في الختام لا بد من الإشارة إلى أن الفريقين تواجها في دور المجموعات في يورو 2012 الذي استضافته أوكرانيا مع بولندا، وفازت يومها أوكرانيا بهدفين مقابل هدف، المفارقة أن مسجّل هدفي أوكرانيا كان المدرب الحالي أندريه تشفتشنكو، بينما سجل أسطورة السويد زلاتان إبراهيموفيتش هدف فريقه، مع الإشارة إلى أن الفريقين خرجا يومها من الدور الأول خلف إنجلترا وفرنسا.
اقرأ/ي أيضًا:
أوقفت دوران الطواحين.. التشيك تطيح بهولندا خارج يورو 2020
إيطاليا تتجاوز محنة النمسا بشقّ الأنفس.. والدانمارك تكتسح ويلز في يورو 2020