07-مايو-2024
دورتموند وباريس

من لقاء سابق جمع باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند

تتجه أنظار متابعي كرة القدم حول العالم مساء اليوم الثلاثاء إلى العاصمة باريس، والتي تحتضن مواجهة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند، في لقاء ملحميّ مرتقب.

أصحاب الأرض يطمحون للوصول للمباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخهم، حيث سبق وبلغوا الدور النهائي في موسم 2019-2020، وقتها توّج بايرن ميونيخ باللقب، فيما يكافح بوروسيا دورتموند لضمان وصوله إلى نهائي المسابقة للمرة الثالثة في تاريخه، حيث سبق أن بلغ نهائي عام 1997 وتوّج باللقب على حساب يوفنتوس، ووصل إلى نهائي ويمبلي عام 2013، وخسر المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ.

قواسم مشتركة بين دورتموند وباريس

القاسم المشترك بين الناديين أن كليهما فشل في تحقيق الفوز بالنهائي الأخير له، وكلاهما خسر المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ، لكن الفارق كبير بين وضعية الفريق الإجمالية هذا الموسم، فباريس سان جيرمان يملك تشكيلة مدججة بالنجوم، قيمتها السوقية تتخطى المليار يورو، وهو ما يزيد عن ضعف القيمة السوقية للاعبي بوروسيا دورتموند.

من تابع لقاء الذهاب بين دورتموند وباريس يخيّل له أن الكرة بداخلها قنبلة موقوتة، ستنفجر إن بقيت في أقدام أحد لاعبي دورتموند أكثر من 5 ثوان

كذلك عاش باريس سان جيرمان موسمًا مميزًا في فرنسا، كلّله بالتتويج بالدوري الفرنسي كعادته في السنوات الأخيرة، بعكس بوروسيا دورتموند الذي فرّط ببطولة الدوري الألماني في اللحظات الأخيرة الموسم المنصرم، حيث فشل في التواجد بالمراكز الأربع الأولى، وضمن المركز الخامس في البوندسليغا.

دورتموند.. فريق بوجهين

لكنّ بوروسيا دورتموند اختلف عن باريس سان جيرمان هذا الموسم بأنه ملك وجهين متناقضين، الوجه الشاحب الذي أظهره بالدوري الألماني، والوجه المشرق الذي أبهر به المتابعين في دوري الأبطال.

حكاية بوروسيا دورتموند مع دوري الأبطال هذا الموسم كانت شيّقة منذ بدايتها، حيث وضعته القرعة بمجموعة حديدية ضمّت أيضَا باريس سان جيرمان والميلان ونيوكاسل يونايتد، وأكثر المؤشرات دلّت على أن هذا الفريق الألماني سيتذيّل مجموعته، وربما تفاءل البعض بأن له حظوظ في القتال على المركز الثالث المؤدي لمسابقة الدوري الأوروبي، وهذه المؤشرات السلبية بحق أسود فيستفاليا كانت قياسًا على أداء الفريق في بطولته المحلية، ومقارنتها مع أداء فرق مجموعته في الدوريات الإنجليزية والإيطالية والفرنسية.

باريس ودورتموند
باريس ودورتموند في لقاء سابق بدوري الأبطال

زادت قناعة المتشائمين بمسيرة دورتموند الأوروبية مع انقضاء أوّل مرحلتين من دور المجموعات، الفريق حقق نقطة واحدة فقط في أول جولتين بخسارة خارج أرضه مع باريس سان جيرمان، وتعادل مع الميلان في ملعب سيغنال إيدونا بارك، لينهي الجولة الثانية متذيلًا لمجموعته دون أن ينجح في تسجيل أي هدف.

لكن أسود فيستفاليا انتفضوا بعد ذلك وحققوا 3 انتصارات متتالية، منها 2 خارج الديار على الميلان ونيوكاسل، ليضمنوا بذلك عبور مجموعة الموت كأولّ المتأهلين إلى دور الـ16، ليس ذلك فحسب، بل ضمنوا صدارة المجموعة متفوّقين على جميع منافسيهم الذين ظنّ الكثيرون أن لهم الأفضلية عليهم.

من حينها أكّد بوروسيا دورتموند للجميع أن وجهه الأوروبي يُرعب أي منافس، وكان شاهدًا على ذلك فريق نادي آيندهوفن الذي أطاح به بوروسيا دورتموند من دور الـ16، وأبرز من تلظى من نيران أسود فيستفاليا كان أتلتيكو مدريد الذي تلقى رباعية قاسية في ملعب سيغنال إيدونا بارك، ليودع المسابقة من الدور ربع النهائي، ويدرك الجميع أن من ينجح في تسجيل 4 أهداف في شباك أتلتيكو مدريد الذي يدربه دييغو سيميوني، سيكون قادرًا على أن يفعل ذلك أمام أي منافس آخر.

باريس سان جيرمان والتفاصيل الصغيرة

 على الجانب الآخر، يدرك باريس سان جيرمان جيّدًا أنه يسير بالطريق الصحيح نحو إتمام مشروعه الذي بدأه منذ أكثر من 10 أعوام، هدفه كان واضحًا، وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا، وفي هذه الفترة فعل كلّ ما هو ممكن، وتوّج بكل البطولات، إلا ذات الأذنين الطويلتين، وفي كلّ محاولة سابقة تأتي تفاصيل صغيرة تحرمه من تحقيق هذا الحلم، وأقرب مرّة كاد فيها الباريسيون أن يتوّجوا باللقب كانت في عام 2020، وقتها بلغوا النهائي، وخسروا اللقب أمام بايرن ميونيخ.

أمسية الثلاثاء تحوي حدثًا استثنائيًا في باريس، ملعب حديقة الأمراء سيكون شاهدًا على أوّل مباراة لجماهير باريس سان جيرمان في تاريخهم بنصف نهائي دوري الأبطال، لأن البطولة التي وصلوا فيها إلى نهائي 2020 جرت مراحلها الأخيرة بنظام تجمّع بالبرتغال بسبب انتشار فيروس كورونا، وهي فرصة مثالية للنادي الفرنسي من أجل إرضاء الجماهير، والتي قد تحتفل ببلوغ فريقها النهائي وهي على مدرجات ملعبها المفضّل لأول مرة في تاريخها.

لا يوجد تحدّ أكبر من هذا  الذي ينتظر بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان،  فمن سيقطع تذكرة العبور إلى نهائي ويمبلي؟

باريس سان جيرمان خسر لقاء الذهاب أمام بوروسيا دورتموند بهدف وحيد، وسيكون عليه الردّ إيابًا بأي سيناريو ممكن كي يطيح به خارج البطولة، ولا يأبه لو انتهت مباراة الإياب بفوزه برباعيّة أو وصل النهائي بركلات الترجيح، المهم هو العبور والباقي مجرّد تفاصيل.

لكنّ هذه التفاصيل الصغيرة قد تغيّر مجرى المباراة، ومعها تاريخ البطولة، لأن التفاصيل الصغيرة ساهمت بطريقة أو بأخرى في بلوغ باريس سان جيرمان المربع الذهبي، بعدما قلب طرد لاعب برشلونة المعطيات في الدور ربع النهائي، وساهم بعودة الباريسيين المتأخرين إيابًا والخاسرين ذهابًا.

باريس سان جيرمان سيصطدم بفريق جماعي يقوده مدرب اسمه إيدين تيرزيتش، ولا يعتمد على لاعب معيّن في منظومته، ومن تابع لقاء الذهاب يخيّل له أن الكرة داخلها قنبلة موقوتة، ستنفجر إن بقيت في أقدام أحد لاعبي دورتموند أكثر من 5 ثوان، باستثناء جادون سانشو الذي يسمح له الاحتفاظ بالكرة والتلاعب بلاعبي الفريق المنافس كيفما شاء.

هي مباراة الموسم لكلا الفريقين، وحتى اللحظة، لا يوجد تحدّ أكبر من هذا التحدي الذي ينتظر بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان، والسؤال هنا، من سيقطع تذكرة العبور إلى نهائي ويمبلي؟