ألترا صوت - فريق التحرير
توّج بايرن ميونيخ ببطولة الدوري الألماني لكرة القدم قبل مرحلتين من ختام المسابقة، حامل اللقب ظفر بالبطولة للموسم التاسع تواليًا، وعزّز سطوته على المسابقة بلقبه الـ31 فيها.
في كلّ عام يتساءل الكثيرون في ألمانيا حول هويّة الفريق القادر على إيقاف عملاق بافاريا، تناوب بعض من الأندية على هذه المهمّة، أحيانًا يظهر بوروسيا دورتموند، وفي بعض المرّات يحمل لايبزيج الراية، لكنّ الفشل في تحقيق ذلك يبقى شعارهم جميعًا، لأن بايرن ميونيخ سيّد ألمانيا الأزلي، وبإمكان الجميع الاقتتال على المركز الثاني، وغير ذلك سيبقى ممنوعًا حتّى إشعار آخر.
لم تشهد المنافسة في هذا الموسم كثيرًا من الإثارة فيما يخصّ الصراع على اللقب، لأن أبرز المنافسين بوروسيا دورتموند رفع راية الاستسلام مبكّرًا، تاركًا هذه المهمّة لفريق قوي اسمه لايبزيج، لكنّ الأخير يفتقد للخبرة التي امتلكها أسود فيستفاليا في مصارعة البافاريين، فأيقن الجميع قبل أسابيع أن تتويج البايرن يمثّل مسألة وقت لا أكثر.
النادي البافاري لم يسمح لأحد أن يسلبه لقبه التاسع توليًا، لا يليق بناد كبايرن ميونيخ أن يخرج من الموسم بخفّي حُنين، خصوصًا بعد وداعه لكأس ألمانيا مبكّرًا، أتبعه بخروج من دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، فبطولة الدوري تمثّل له طوق نجاة هذا الموسم، طوق كان ولا يزال بمتناول المدرّب هانز فليك، والذي أعلن نهاية مغامرته الجميلة مع سيّد ألمانيا في ختام الموسم.
أُتيحت لبايرن ميونيخ فرصة التتويج باللقب في الجولة الماضية، لكنّ رفاق ليفاندوفسكي تلقّوا هزيمة مفاجئة أمام ماينز، تزامن ذلك مع فوز لايبزيج الوصيف على شتوتغارت، فتأجّل التتويج الرسمي بالبطولة حتّى الجولة الحاليّة، والتي تقاطعت فيها رغبات غريم البايرن التاريخي بوروسيا دورتموند مع البطل بشكل نادر.
حيث جمعت قمّة الجولة الـ32 بين لايبزيج الثاني وبوروسيا دورتموند الخامس، أسود فيستفاليا كانوا بعيدون بشكل كبير عن المركز الرابع الموصل لدوري أبطال أوروبا، ابتعدوا عن آينتراخت فرانكفورت بفارق سبع نقاط، لكنّ سلسلة تكوّنت من أربعة انتصارات متتالية أعادت رفاق هالاند للمنافسة على مركز مؤهّل إلى دوري الأبطال، فباتوا يبتعدون عن صاحبي المركزين الثالث والرابع بنقطتين ونقطة على التوالي، وهم ينتظرون تحقيق الفوز في الجولات الثلاث المتبقّية، مع انتظار تعثّر أحدهما بالتعادل أو الهزيمة فيما تبقّى من مباريات.
من أجل ذلك توجّب على بوروسيا دورتموند أن يدخل موقعته مع لايبزيج في سيغنال إيدونا بارك مساء السبت بعقليّة أكون أو لا أكون، لو فاز فسيتوّج البايرن باللقب قبل خوضه مباراة بوروسيا مونشنغلادباخ، ولو تعثّر بالتعادل أو الهزيمة، فلن يساهم ذلك في حرمان البايرن من الظفر بالبوندسليغا، ولكن سيؤجّل احتفالاته باللقب لساعات فقط، لكنّ الأهم، أن التعثّر أمام لايبزيج سيحرم أسود فيستفاليا بشكل كبير من خوض دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وقد يسفر ذلك عن خسارة المزيد من نجومه أمثال هالاند وسانشو وآخرين.
مواجهة ملعب سيغنال إيدونا بارك كانت شديدة الإثارة، رغم غياب النجم هالاند بداعي الإصابة، نجح دورتموند بتسجيل هدف مبكّر عبر القائد ماركو رويس، ثمّ عزّز تفوّقه بهدف ثان دوّنه النجم الإنجليزي سانشو، وهنا ظنّ الجميع أن الأمور حُسمت لصالح أصحاب الأرض، لكنّ لايبزيج كان له رأيٌ آخر، فأعاد المباراة إلى نقطة البداية في الدقيقة 63 عبر كلوسترمان، ربع ساعة بعد ذلك ويسجّل أولمو هدف التعديل، وفي الوقت القاتل نجح سانشو في إضافة هدف الانتصار لدورتموند، مستثمرًا كرة عرضيّة أكملها في الشباك.
بذلك توّج البايرن رسميًا بلقب الدوري الألماني، واحتلّ دورتموند المركز الرابع، مع بقاء مباراة زائدة لآينتراخت فرانكفورت، لكنّ الأنظار اتّجهت نحو ملعب أليانز آرينا الخاص بالبايرن، فبعد تتويجه باللقب بدقائق كان عليه مواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ، النيّة الأساسيّة في هذه المواجهة هو الاحتفال، ورفض السماح لرفاق الجزائري بنسبعيني بتعكير هذه الأجواء.
لم يسمح بايرن ميونيخ لخصمه بالتفكير بالأمر أبدًا، بل أرادها احتفاليّة على طريقته الخاصّة، دكّ شباك خصمه بستّة أهداف كاملة، سجّل نصفها هدّافه الأسطوري روبيرت ليفاندوفسكي، والذي يتصدّر ترتيب هدّافي البوندسليغا برصيد 39 هدفًا، رغم غيابه عن كثير من مباريات الموسم بسبب الإصابة، فلم يعد أمامه سوى هدف واحد كي يعادل رقم الأسطورة غيرد مولر، والذي سجّل 40 هدفًا في موسم واحد، وهو أمر لم يجرؤ أحد على تكراره، لكنّ العملاق البولندي ينوي كسره الآن، وبوسعه فعل ذلك مع بقاء جولتين على نهاية المسابقة، النادي البافاري سيّدًا على ألمانيا، وهو أمر ليس بجديد على أيّ متابع.
اقرأ/ي أيضًا:
البايرن يلامس لقب البونسليغا.. وأحلام دورتموند الأوروبية تتحوّل إلى كوابيس
كلاسيكو الدوري الألماني.. بايرن ميونيخ يقلب تأخّره إلى فوز في الدقائق الأخيرة