توّجت إسبانيا بكأس العالم لكرة السلّة المقامة في الصين للمرّة الثانية في تاريخها، بعد فوزها المستحق في المباراة النهائيّة على الأرجنتين بفارق وصل إلى عشرين نقطة 95/75.
لم يخطر ببال أحد أن يجمع نهائي المونديال بين هذين الفريقين، إذ رشّح الكثيرون فريقي صربيا والولايات المتحدة الأمريكية لبلوغ النهائي، لكنّ الأخير أُقصي على يد فرنسا في الدور ربع النهائي وخرج بأسوأ مشاركة في تاريخه احتلّ بها المركز السابع، بينما تكفّلت الأرجنتين بهزيمة صربيا في الدور ذاته بفارق عشر نقاط.
لم تنجح الأرجنتين في التقدّم على إسبانيا طيلة مراحل المباراة، فكان النهائي إسبانيًّا بالأداء والنتيجة
واصل فريق التانغو مغامرته في الدور نصف النهائي وأقصى فرنسا صانعة الحدث الأبرز بالمونديال الذي تجلّى بطرد أمريكا من البطولة، وكان ذلك بقيادة النجم الأرجنتيني المخضرم لويس سكولا، والذي قاد لاعبين شبه مغمورين إلى النهائي ليجعل من فريقه أوّل منتخب يبلغ نهائي المونديال دون وجود أي نجم مشارك في الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلّة.
اقرأ/ي أيضًا: خروج مهين للولايات المتّحدة ..الأرجنتين تواجه إسبانيا في نهائي مونديال السلّة
سكولا صاحب الـ39 عامًا الذي وصل لنهائي مونديال 2002 ونصف نهائي مونديال 2006، وفي المناسبة الأولى خسر النهائي أمام صربيا بعد التمديد، وفي الثانية أمام الإسبان ودّع البطولة بخسارة كانت بفارق نقطة واحدة فقط، نصف سلّة حرمت سكولا وجينوبيلي ونجومًا آخرين من الوصول للنهائي للمرّة الثانية على التوالي، كلّ تلك التفاصيل كفيلة لسكولا من أجل أخذ الثأر على حساب الإسبان، وهو الوحيد المتبقّي من ذاك الجيل الذهبي، الجيل الذي يحوي الكثير من نجوم الـNBA، وفشل رغم ذلك في إحراز المونديال، أسوة بالفريق الأرجنتيني الذي فعل ذلك في النسخة الأولى من كأس العالم 1950، لذلك شعر الشعب الأرجنتيني أن النسخة الحالية من المونديال ستهدي بلادهم الكأس الغالية الثانية.
على الجانب الآخر اشتركت إسبانيا مع الأرجنتين بحلم تحقيق الكأس الثانية في التاريخ، الأولى كانت عام 2006 بجيل ذهبي لم يبقَ منه سوى مارك غازول نجم تورنتو رابترز الحائز على بطولة الدوري الأمريكي لمحترفي كرة السلّة الموسم الماضي، والفوز بهذه البطولة سيمنحه إنجازًا تاريخيًا نادرًا يتمثّل بجمع خاتم الـNBA وبطولة العالم بموسم واحد.
لم تخسر إسبانيا في أي مباراة بالبطولة، حالها حال الفريق الأرجنتيني، لكنّها عانت كثيرًا في الدور نصف النهائي واضطرت للجوء لشوط إضافي مرّتين كي تحسم اللقاء لصالحها أمام أستراليا، في مباراة ساهم بحسمها بشكل كبير مارك غازول وريكي روبيو نجم فينيكس سونز، ببساطة تامّة وبغضّ النظر عن خيبة أمل التوقّعات، جمع النهائي بين الفريقين الوحيدين اللذين يُهزمان في البطولة وحقّق كلّ منهما 7 انتصارات متتالية.
بدأت إسبانيا الربع الأوّل بقوّة، وصدمت الأرجنتين بسلّات متتالية، فاتّسع الفارق مبكّرًا إلى 12 نقطة، قبل أن تذلّل الأرجنتين الفارق في منتصف الربع الأوّل إلى نقطة واحدة، وهي المرّة الأخيرة التي تنجح بها في فعل ذلك، لأن إسبانيا انتفضت في وجه الأرجنتين وأنهت الربع الأوّل لصالحها بفارق تسع نقاط 23/14.
حاولت الأرجنتين أن تذلّل الفارق في الربع الثاني دون جدوى، فمع غياب سكولا عن مستواه بان ضعف خبرة زملائه، بعكس ما يملكه نجوم منتخب إسبانيا لاعبي الـNBA، فوسّعت إسبانيا الفارق إلى 12 نقطة بواقع 43/31.
اقرأ/ي أيضًا: نهاية حقبة الواريورز الذهبية.. الرابترز يمنحون كندا لقبها الأوّل في الـ NBA
من المعروف في كرة السلّة أن الربع الثالث هو الحاسم بدرجة كبيرة، فإما تبدي الأرجنتين استعدادًا للعودة أو تنهي إسبانيا الأمور لصالحها، لكنّ الأرجنتين خيّبت ظنّ عشّاقها وقدّمت أسوأ مبارياتها في البطولة، بالمقابل تفوّقت إسبانيا بكل التفاصيل، فالكرات المرتدّة من لوح السلّة هجوميًا ودفاعيًا تفوّق بها الإسبان، وبدا الأرجنتينيون كالأقزام أمام عمالقة إسبانيا، وانتهى الربع الثالث بفارق 19 نقطة 66/41.
قدّمت الأرجنتين أفضل مستوى لها في المباراة خلال الربع الرابع، ونجحت في أن تكون ندًّا لإسبانيا بسلّة مقابل سلّة، وقلّصت الفارق حتّى وصل إلى عشر نقاط، لكنّ ريكي روبيو وغازول ولولي حسمو الأمور في الوقت المناسب، وأعادوا توسيع الفارق، فسرى الإحباط في نفوس الأرجنتينيين لأن الوقت قارب على النهاية، ووصل الفارق أخيرًا إلى 20 نقطة، فنالت إسبانيا كأس العالم للمرّة الثانية في تاريخها بفوزها 95/75.
ومع نهاية البطولة في حفل الختام وزّعت اللجنة المنظّمة الجوائز على أفضل لاعبي كأس العالم فيما يعرف بتشكيلة المونديال، وحضر في هذه التشكيلة الصربي بوغدان باغدانوفيتش والفرنسي إيفان فورنييه، والإسبانيين مارك غازول وريكي روبيو والأرجنتيني لويس سكولا، كما نال الإسباني ريكي روبيو أيضًا جائزة أفضل لاعب في البطولة.
اقرأ/ي أيضًا:
الواريورز يقهر الكافز في نهائي الـ NBA.. إليكم أبرز محطّات هذا الموسم