توّج أولسان هيونداي الكوري الجنوبيّ بلقب دوري أبطال آسيا للمرّة الثانية في تاريخه، بفوزه في المباراة النهائيّة على بيرسيوليس الإيراني 2-1، ليحجز بطل آسيا مكانه في كأس العالم للأندية، والتي ستقام في قطر مطلع العام القادم.
مع انتشار فيروس كورونا في العالم، توقّفت أغلب نشاطات كرة القدم في العالم بشكل تدريجي، وكانت مسابقة دوري أبطال آسيا إحدى ضحايا هذا الفيروس، فظنّ الكثيرون أن إيقافها لأشهر سيُلغيها، ومن شبه المستحيل قدرة الاتحاد الآسيوي لوجستيًا على إتمامها، لأنها البطولة تضمّ أندية تتبع لدول من شرقي القارّة الصفراء وغربها، إضافة إلى أستراليا، وفي ظروف الجائحة العالميّة يستحيل إتمام البطولة.
لكنّ قطر أنقذت الموقف، واستعدّت لاستكمال المسابقة بقسميها الشرقي والغربي، لما تملكه من ملاعب وبنى تحتيّة مميّزة، وخبرة تنظيمية كبيرة في محافل كهذه، التحدّي هنا أنّك لا تقيم بطولة بنظام خروج مغلوب فحسب، بل استكملت قطر المباريات الخاصّة بالفرق بدءًا من مرحلة المجموعات، فكلّ الفرق لعبت في الملاعب القطريّة، واستفادت من التنظيم الاستثنائي للبطولة وفق نظام التجمّع، مع الأخذ بعين الاعتبار التدابير الصحيّة الاستثنائيّة التي اتّبعتها قطر من أجل إتمام هذه المسابقة.
لم تنجح الأندية الإيرانية في الظفر ببطولة آسيا بالقرن الحالي، اقترب بيرسبوليس مرّتين من تحقيق ذلك ولكن دون جدوى
أنهى بيرسبوليس الإيراني تجمّع فرق غرب آسيا لصالحه، وحجز مكانه في نهائي المسابقة بعد فوزه في نصف النهائي على النصر السعودي بركلات الترجيح، الفريق الإيراني طمح لكسر عقدة أندية بلاده في هذه المسابقة، لم يفز أي نادٍ إيراني بهذه البطولة وفق نظامها الحديث، كذلك لم يحظى أيّ فريق إيراني ببطولة قارّية في القرن الحالي، اقترب كثيرًا بيرسبوليس من تحقيق هذا الإنجاز، لكنّه خسر في نهائي 2018 أمام كاشيما إنتلرز الياباني.
الطرف الآخر من النهائي الآسيوي نادي أولسان الكوري سبق وأن توّج باللقب عام 2013، وأراد رفع الكأس الغالية للمرّة الثانية في تاريخه، ومن أجل ذلك قدّم عروضًا مذهلة للغاية، فرغم بدايته المتعثّر في دور المجموعات بالتعادل مع إف سي طوكيو، إلا أنّه انتصر في كلّ المباريات التي تلت ذلك حتّى وصوله للمباراة النهائيّة، حقّق الفوز في ثمان مباريات متتالية سجّل بجميعها هدفين أو أكثر، وهو رقم قياسيّ عزّزه بانتصار تاسع على التوالي في النهائي، مسجّلًا هدفين في شباك بيرسبوليس.
المباراة التي أقيمت في استاد الجنوب بقطر، بدأت بحذر شديد من الفريقين، وندرت الفرص في الشوط الأوّل، الذي ظنّ الكثيرون أنّه سينتهي كما بدأ، ولكن الدقيقة الأخيرة منه حملت نبأ تسجيل الهدف الأوّل لبيرسبوليس، حينما سدّد مهدي عبدي كرة من على حافّة منطقة الجزاء، على يمين الحارس الكوري سو هيوك جو، معلنًا تفوّق فريقه الذي لم يدم سوى ثوان معدودة.
لأنّ الدفاع الإيراني ارتكب هفوة قاتلة، حينما ضرب المدافع الإيراني بقدمه مهاجم الفريق الكوري بدلًا عن الكرة، ليمنح الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم الكوريين ركلة جزاء، سدّدها البرازيلي جونيور نيجراو، وتصدّى لها الحارس حميد لاك، لكنّ الكرة ارتدّت للمهاجم البرازيلي الذي وضعها سهلة في الشباك، لينتهي الشوط الأوّل بتعادل مثير.
الأخطاء الدفاعيّة الساذجة من الفريق الإيراني استمرّت في الشوط الثاني، ومنحت الكوريين هدف البطولة، حينما رفع المدافع الإيراني يده بسذاجة ليبعد كرة مرفوعة داخل منطقة الجزاء، فأعلن الحكم القطري عن ركلة جزاء، نفّذها البرازيلي نيجراو بنجاح، ليرفع رصيده إلى سبعة أهداف في البطولة، متساويًا مع المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر السعودي، والذي نال لقب الهدّاف بسبب خوضه دقائق لعب أقل من البرازيلي، المباراة انتهت لصالح الكوريين، واستمرّت لعنة دوري الأبطال تطارد الإيرانيين، بينما حجز أولسان هيونداي مكانه في كأس العالم للأندية التي ستقام في قطر مطلع العام المقبل.
اقرأ/ي أيضًا:
روعته ببساطته وشموله.. الكشف عن شعار كأس العالم قطر 2022
بطولة كلّ العرب.. قطر تتسلّم رسميًّا شارة استضافة مونديال 2022