05-أكتوبر-2024
النظام السوري

دمار طريق معبر المصنع الحدود جراء استهدافه بقصف إسرائيلي (رويترز)

في وقت يتصاعد فيه الصراع بين "إسرائيل" والجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك "حزب الله" في لبنان، رأى محللون أن النظام السوري كان "هادئًا بشكل واضح لتجنب الانجرار إلى الصراع" الذي يشهده لبنان، في ظل التصعيد الإسرائيلي العنيف الذي بدأ في الـ23 من الشهر الماضي، وفقًا لموقع "صوت أميركا" الإخباري.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من الهجمات الصاروخية التي تشنها "إسرائيل" ضد أهداف داخل سوريا، بما فيها الهجمات التي استهدفت مدن مختلفة في سوريا خلال اليومين الماضيين، إلا أن النظام السوري أمتنع عن إدانتها. 

"هناك الكثير ليخسره"

وبحسب "صوت أميركا"، اعتبر الزميل المساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، سيث فرانتزمان، أن "تحفّظ النظام السوري على الانضمام إلى تهديدات إيران ضد إسرائيل ينبع على الأرجح من شعوره بأنه ليس لديه ما يكسبه من التصعيد، وأن هناك الكثير ليخسره".

يقول محللون إن "مرتفعات الجولان هي إحدى المناطق التي يمكن أن تكون هدفًا للجماعات المدعومة من إيران، والتي لها وجود في سوريا"

وتابع موضحًا أنه "مع استمرار الحرب الأهلية السورية طويلة الأمد دون حل، فإن النظام السوري لا يزال يحاول إيجاد طريقة لإعادة قواته إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال البلاد، بالإضافة إلى رغبته في أن تغادر القوات الأميركية، وأن توقف واشنطن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية"، مضيفًا "لذلك، فإن النظام السوري لديه ما يكفي من المشاكل".

وينقل "صوت أميركا" عن المحللين قولهم، إن "مرتفعات الجولان هي إحدى المناطق التي يمكن أن تكون هدفًا للجماعات المدعومة من إيران، والتي لها وجود في سوريا".

وقال فرانتزمان إن "حزب الله والجماعات المدعومة من إيران، قد ترغب في تهديد إسرائيل من الجزء السوري من الجولان، لكن نظام الأسد من المرجح أن يتظاهر بأنه يتمتع بقدرة معقولة على منع مثل هذا التصعيد"، مشيرًا إلى أنه "يعلم الأسد أن إسرائيل ستحمله المسؤولية عن أي دعم للهجمات".

واعتبر فرانتزمان أنه "على مدى عقود، أظهرت دمشق أنها تفضل الوضع الراهن مع إسرائيل"، مضيفًا "إنها (سوريا) تخشى المخاطرة.. ورغم أنها تتظاهر بأنها جزء من "المقاومة" ضد إسرائيل، فقد قبلت بأنها لا تستطيع هزيمة إسرائيل منذ سبعينيات القرن الماضي"، وفق قوله.

من جانبه، أوضح الضابط السوري السابق المنشق عن النظام السوري عام 2012، أحمد رحال، في حديثه لـ"صوت أميركا"، أن "سياسة عدم التدخل من قبل نظام الأسد، ظلت قائمة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023".

وأضاف في حديثه أن "(بشار) الأسد يعرف أن أي تنشيط لجبهة الجولان يمكن أن يعني نهاية نظامه.. لكنه لا يملك القدرة على السيطرة على حزب الله والجماعات الأخرى المدعومة من إيران، لذلك اختار البقاء بعيدًا".

استهداف ماهر الأسد

وبحسب الموقع ذاته، قال مسؤولون إسرائيليون إن "إيران تواصل استخدام سوريا لتهريب الأسلحة إلى حزب الله"، في الوقت الذي أوضح الخبراء أن "هذا يمثل أيضًا خطرًا على النظام السوري في هذه المرحلة من الصراع بين إسرائيل وحزب الله".

وقال رحال لـ"صوت أميركا": "ربما لأن حزب الله سحب معظم مقاتليه من سوريا للقتال في لبنان، فإنه لا يزال بحاجة إلى شخص لنقل الأسلحة الإيرانية، وهذا الشخص هو، ماهر الأسد (شقيق بشار الأسد)، والذي يرأس الفرقة الرابعة في الجيش السوري".

وكانت العديد من وسائل الإعلام العربية، قد أفادت بأن "من بين الضربات الإسرائيلية التي استهدفت سوريا، الأسبوع الماضي، كانت غارة أصابت مسكن، ماهر الأسد، بالقرب من دمشق"، وفقًا لما نقل الموقع الأميركي.

وختم رحال حديثه لـ"صوت أميركا" بالقول: "كانت الرسالة الإسرائيلية للأسد واضحة، وهي: لا تسلموا أسلحة لحزب الله. لذا يبدو أنه في ظل مثل هذه التهديدات الإسرائيلية، اضطر نظام الأسد إلى النأي بنفسه عن إيران في سياق هذا الصراع".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد صرح بأن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وصل إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، مضيفًا أن عراقجي سيبحث مع المسؤولين السوريين خلال الزيارة التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية.