أعادت المحكمة الرياضية العليا في إيطاليا نادي يوفنتوس إلى النفق المظلم، بعد اتخاذ قرارها النهائي بشأن قضية التلاعب المالي، التي لاحقت النادي وعدد من مسؤوليه في بداية العام الجاري، قبل أن تعلق المحكمة قرارها في شهر أبريل/نيسان الحالي، لتؤكد في نهاية المطاف خصم عشر نقاط من رصيد نادي السيدة العجوز، ومن ثم يسوي نادي السيدة العجوز مساء اليوم الثلاثاء صفقة مع المحكمة تقضي بقبوله الحكم، على أن لا يتم خصم مزيد من النقاط من رصيده.
كيف كان حال يوفنتوس قبل العقوبة؟
لعب يوفنتوس 15 جولة قبل التوقف الدولي بسبب مونديال كأس العالم قطر 2022، حصد الفريق من خلالها 31 نقطة جاءت من 9 انتصارات واربعة تعادلات وخسارتين، حيث حلّ في المركز الثالث خلف الميلان بنقطتين، ومتخلفاً عن البطل نابولي بفارق عشر نقاط.
بعد كأس العالم حقق البيانكونييري فوزين متتالين على كريمونيزي وأودينيزي بهدف نظيف، لكنه تعرّض لهزيمة مذلّة بخمسة أهداف لهدف من المتصدر نابولي، هنا أعلنت المحكمة الإيطالية عن خصم 15 نقطة من رصيد اليوفي، بعد انتهاكات مالية شملت صفقات مشبوهة وتزوير وإخفاء وثائق مالية هامة، ليتراجع الفريق من المركز الثالث إلى المركز العاشر.
قد نشهد رحيل بعض اللاعبين مثل ديماريا وفلاهوفيتش ورابيوت وباريديس، لكن رحيل هؤلاء لن يكون المشكلة الوحيدة التي سيواجهها الفريق، بل تكمن في كيفية إقناع اللاعبين بالقدوم لفريق مثقل بالمشاكل المادية والإدارية
بعيد قرار الخصم تعادل الفريق مع أتالانتا ثم خسر من مونزا بهدفين مقابل لا شيء، قبل أن يستعيد اليوفي توازنه بفوزعلى ساليرنتانا وفيورنتينا وسبيزيا وتورينو، ليصل للمركزالسابع في الجولة الـ30 حيث خسر أمام ساسولو بهدف وحيد.
ونجح نادي السيدة العجوز بالحصول على تعليق لعقوبته، بعد عدة طعون قدمها موكلوه ضد المحكمة الرياضية، التي أعلنت إعادة النقاط مع دراسة العقوبة خلال الأسابيع التالية، ليقفز النادي من المركز السابع إلى الثالث برصيد 59 نقطة، قبل ثمان جولات من النهاية.
خصم 10 نقاط يهدد تواجد الفريق أوروبياً
في صباح يوم الإثنين 22/5/2023، أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم خصم عشر نقاط من رصيد يوفنتوس، في قرار جديد ونهائي من المحكمة الإيطالية التي تحقق في قضية التلاعب المالي للفريق.
هبط اليوفي من المركز الثاني للمركز السابع، ليحرم مبدئياً من المشاركة بدوري أبطال أوروبا، مع بقاء ثلاث مباريات ضد إيمبولي وميلان وأودينيزي.
خسر يوفنتوس ضد إيمبولي، ثم خسر على أرضه أمام الميلان، فتجمد رصيده عند النقطة 59 في المركز السابع، وبات بحاجة لفوز في الجولة الأخيرة مع تعثر منافسيه للعب في اليوروباليغ.
هل ينهار موسم السيدة العجوز كما حدث بعد فضيحة الكالتشيو بولي؟
بعد إدانته عام 2006 وهبوطه إلى الدرجة الثانية (فضيحة الكالتشيو بولي)، هاجر أغلب نجوم الفريق كالفرنسي ليليان تورام الذي ذهب إلى برشلونة، وباتريك فييرا لإنتر ميلان وإيميرسون وكانافارو إلى ريال مدريد، كما رحل زلاتان إيبراهيموفيتش إلى إنتر ميلان.
انهار يوفنتوس وقتها بطبيعة الحال، وأمضى النادي أعواماً يصارع لاستعادة هيبته في إيطاليا، كما نرى الآن قد يعاد السيناريو ذاته، حيث سيفقد النادي عدداً كبيراً من نجومه إضافة لخسائر مادية ضخمة، فهو مرشح للعب في دوري المؤتمر الأوروبي حتى الآن.
هذا المكان لا يشبع رغبات اليوفي وأنصاره، حتى أننا قد نشهد رحيل بعض اللاعبين مثل ديماريا وفلاهوفيتش ورابيوت وباريديس، لكن رحيل هؤلاء لن يكون المشكلة الوحيدة التي سيواجهها الفريق، بل تكمن في كيفية إقناع اللاعبين بالقدوم لفريق مثقل بالمشاكل المادية والإدارية ويلعب في بطولة أوروبية غير دوري الأبطال.
يوفنتوس طلب أن تؤجل العقوبة للموسم القادم، لكن الاتحاد الإيطالي أصرّ عليها قبل نهاية الموسم الجاري، بينما يتحدث كثيرون عن عقوبة سيتلقاها الفريق الأبيض والأسود من قبل اليويفا قد تصل للحرمان من المسابقات الأوروبية، لكنّ الجديد أتى اليوم الثلاثاء بالتهدئة على نار الوضع قليلًا، حينما وافقت المحكمة الرياضية على طلب يوفنتوس بالتوصّل إلى تسوية في قضية تضخّم رأس المال ورواتب اللاعبين، واكتفت بفرض عقوبة مالية على النادي دون خصم نقاط إضافية.
