نجح ريال مدريد في الموسم الماضي بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز على ليفربول في المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل هدف، بينما فشل الفريق في الحفاظ على لقبه كبطل للدوري الإسباني، واحتل المركز الثالث بفارق كبير عن برشلونة.
تقييم الموسم الماضي لريال مدريد كان معقدًا نوعاً ما، فقد فاز بدوري الأبطال لكنه جاء ثالثًا في الدوري الإسباني وخرج مبكرًا من كأس الملك
كذلك خرج الفريق مبكراً من بطولة كأس الملك، وبالتالي فإن تقييم موسم الفريق كان معقداً نوعاً ما. وإذا كانت جماهير الميرينغي ترضى وتكتفي بلقب دوري الأبطال، فإن فلورينتينو بيريز، يطمح دائماً للتتويج بكل الألقاب، وهو يعرف أن فريقه استفاد من الحظ وأخطاء المنافسين وإصابات نجومهم، وكذلك من إراحة زيدان لمعظم نجوم الفريق في الدوري.
اقرأ/ي أيضًا: بداية انحدار ريال مدريد.. زيدان المسؤول الأول
وبالتالي فإن التتويج بدوري الأبطال كان حاجة ضرورية للفريق، لإنقاذ موسم كاد أن يكون كارثياً على مستوى الأداء والنتائج، بعكس الموسم السابق الذي حقق فيه ريال مدريد ثنائية الليغا ودوري الأبطال بجدارة، وخرج من كأس الملك بسبب خطأ إداري.
وبعد التتويج بدوري الأبطال، اعلن زين الدين زيدان مغادرته القلعة البيضاء لأسباب شخصية تتعلق به، وقبيل انطلاقة كأس العالم، أعلن ريال مدريد تعاقده مع جولين لوبيتيغي، مدرب المنتخب الإسباني، الأمر الذي أثار غضب اتحاد الكرة الإسباني، فأقال لوبيتيغي وعيّن فرناندو هييرو لقيادة المنتخب.
وبعدها بأسابيع، وفي صفقة مدوية أصابت الجميع بالذهول، أعلن ريال مدريد بيع نجمه الأول كريستيانو رونالدو ليوفنتوس الإيطالي، لتُغلق صفحة زيدان ورونالدو، وتُفتح صفحة جديدة.
في العام الماضي، انتشرت شائعات حول مشاكل داخل ريال مدريد، إذ كان يقال إن إيسكو وأسينسيو لا يشعران بالرضى، كذلك غاريث بايل الذي يرى أنه يستحق أن يكون له دور أكبر، في المقابل يتشكل "غيتو" آخر، يضم رونالدو ومارسيلو وكروس ولوكا مودريتش.
وفور الإعلان عن التعاقد مع لوبيتيغي، توقع الجميع أن يكون لإيسكو دور أساسي في صناعة اللعب، فهو الابن المدلل للمدرب، والذي تألق تحت إمرته رفقة المنتخب الإسباني، حيث حقق لوبيتيغي نتائج مبهرة. كذلك الأمر بالنسبة لأسينسيو ولغاريث بايل، اللذين لم تكن ترتبطهما علاقة جيدة مع زيدان، وقد توقع المحللون أن يكون الويلزي نجم الفريق القادم، في حال لم تلاحقه لعنة الإصابات التي حدّت كثيراً من سرعة انطلاقته السريعة نحو النجومية، مفاجأة الريال لهذا الموسم.
وفي مباراته الرسمية الأولى ضد أتلتيكو مدريد، في نهائي كأس السوبر الأوروبي، لعب لوبيتيغي بتوني كروس وكازاميرو في المحور، في رسم قريب لخطة 4-2-3-1، وهو أمر لم نكن نشاهده كثيراً مع زيدان، الذي كان يبدأ دائماً بثلاثة لاعبي وسط يجيدون الأدوار الدفاعية (مودريتش وكروس وكازاميرو).
لكن أتليتكو فاز بأربعة أهداف مقابل هدفين، وأحرز اللقب، لذا فإن جماهير ريال مدريد التي اعتادت على الألقاب أوروبياً كانت غاضبة بعد الخسارة، بينما رأى المحللون أن الريال قدّم كرة قدم جميلة، وأنها المباراة الأولى الرسمية للمدرب، وضد فريق منظم ومستقر ولا يستسلم بسهولة. ثم فاز ريال مدريد في أول مباراتين بالدوري، ليتصدر التدرتيب بفارق الأهداف عن برشلونة.
وفيما يلي، نستعرض أهم الملاحظات والخطوط العريضة التي ظهرت خلال شهر تقريباً على استلام لوبيتيغي، للفريق عملياً:
النقاط الإيجابية:
1. استعادة بنزيما لشهيته التهديفية، حيث سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات، إضافة إلى تفاهمه الممتاز مع زملائه في الخط الهجومي.
2. المستوى الكبير الذي ظهر به غاريث بايل، المطالب بإثبات مقولة تتداولها الصحف: "عودة بايل الى مستواه وابتعاد الإصابات عنه، هي أفضل صفقة ممكنة للريال".
3. المستوى الكبير الذي قدمه الحارس كيلور نافاس، فالمنافسة على المقعد الأساسي بينه وبين كورتوا ستصب في مصلحة النادي.
4. حصول أسينسيو على فرصة لعب أكبر، وظهور أدوار جديدة له في مساندة الدفاع وفي صناعة اللعب.
5. خلال فترة زيدان، كان يتساءل كثيرون عن الأسلوب الذي يلعب به النادي. بينما ضد جيرونا، وتحديداً في الشوط الثاني، شاهدنا فريقاً منظماً، يلعب كرة قدم هجومية فيها الكثير من الجمل التكتيكية، وكانت بصمات المدرب واضحة.
من إلإيجابيات في ريال مديريد خلال شهر من تدريب لوبيتيغي له، استعادة بنزيما لشهيته التهديفية والمستوى الكبير الذي ظهر به غاريث بايل
النقاط السلبية:
1. غياب لوكا مودريتش عن التشكيلة الأساسية للمباراة الثالثة على التوالي، وهو أمر أثار قلق الجماهير التي تعتبر الكرواتي أحد ركائز الفريق، خاصة مع الحديث عن رغبته بالانتقال الى إنتر ميلانو.
2. الثغرات الدفاعية وخاصة من جهة مارسيلو، وهو أمر قد يدفع الفريق ثمناً غالياً بسببه وخاصة ضد الفرق الكبيرة.
3. شعور لدى المتابعين بأن ايسكو لا يأخذ الأمور بجدية كافية، خاصة وأنه مطالب بقيادة خط الوسط وربط الوسط بالهجوم.
اقرأ/ي أيضًا:
بصمات ساري الأولية مع تشيلسي.. تحسن هجومي واضح وثغرات دفاعية