رصد تقرير لموقع "The American Conservative" مقالًا جديدًا لعضو جديد في جوقة "المُطبّلين" لابن سلمان في الإعلام الغربي، هذه المرة كاتب بريطاني يكيل المديح لابن سلمان، متجاهلًا كالعادة الكوارث التي خلفتها سياساته الطائشة، وهو ما اعتبره التقرير من مخاطر "التطبيل". في السطور التالية ترجمة للتقرير بتصرف.
المديح والمغازلة الصريحة أو بالأحرى "التطبيل" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ينتشر في وسائل الإعلام الغربية، فها هو الكاتب البريطاني جون برادلي يروج لابن سلمان، واصفًا إياه بـ"الصفقة الرابحة"، ويقول عنه إنه أكثر صراحة بشأن الإرهاب الناشئ عن الأفكار الوهابية، أكثر حتى من بريطانيا.
المديح والمغازلة الصريحة أو بالأحرى "التطبيل" مدفوع الأجر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ينتشر في وسائل الإعلام الغربية
لا يتطلب الأمر الكثير لإبهار جوقة المصفقين لابن سلمان. فتأمل هذا المنطق، إذ يخبرنا جون برادلي أن محمد بن سلمان يستحق الثناء لكونه أكثر صراحة بشأن الإرهاب الوهابي من الحكومة البريطانية، كما يقول جون برادلي إننا نعرف ذلك لأن الحكومة البريطانية أخفت الأدلة التي أظهرت وجود علاقة بين السعودية وبين دعم وتمويل الإرهاب. وحينها، وإن لم يكن ابن سلمان وليًا للعهد، إلا أنه كان المتنفذ في السعودية. هذا ولم يفعل ابن سلمان أي شيء قد يجعلنا نعتقد أنه لا يوافق على ما قامت به الحكومة البريطانية للتغطية على السعوديين.
اقرأ/ي أيضًا: السعودية عرابة الإرهاب.. تقرير "هنري جاكسون" يذكر بما يعرفه الجميع
المثير أكثر في وصلة المديح التي أغدقها جون برادلي على ابن سلمان، عبارةً كتبها بيقين أعمى، مثير للدهشة: "الأهم من ذلك أن محمد بن سلمان ليس مكروهًا كما كان شاه إيران أو حسني مبارك"!
في هذه العبارة خطأ من حيث المبدأ، فالمقارنة مغلوطة من الأساس، إذ لم يمضِ على وجود ابن سلمان على الساحة السياسية سوى نحو ثلاث سنوات، بينما كل من شاه إيران وحسني مبارك، احتاجوا لعقود كي يأسسوا قاعدة الكراهية التي أفضت إلى الانتفاض عليهما في بلدانهما.
ومع ذلك، فإن السنوات الثلاث التي قضاها ابن سلمان في صدارة المشهد السياسي السعودي، استطاع وبجدارة أن يكسب خلالها عداوة داخل الأسرة الحاكمة لم يسبقه إليها أحد. والانتهاكات المستمرة في عهده، والاعتقالات واسعة النطاق، والتدخلات الخارجية، جميعها أمور لن تجعله أكثر حاكم محبوب من شعبه أبدًا.
وبدلاً من النظر إلى ما يقوله ابن سلمان أو يعد به، من الأفضل أن ننظر إلى ثمار سياساته: ربما تحدث ابن سلمان كثيرًا عن محاربة الإرهاب والتطرف، لكن عمليًا، فالحرب الوحيدة التي خاضها ابن سلمان، وهي حربه في اليمن، دمرت البلد، وعززت التطرف والإرهاب، فضلًا عن ترسيخ الطائفية. وعمومًا فإن العداء الطائفي هو أساس صراع السعودية في المنطقة مع إيران.
مع هذا، لا نسمع عن هذه الأمور الواقعية من أفعال ابن سلمان، من قبل جوقته بين الصحافة والإعلام الغربي، كما أننا لا نسمع شيئًا من نفس الجوقة عن جرائم التحالف السعودي في اليمن التي لا تعد ولا تحصى.
تكمن خطورة "التطبيل" لابن سلمان بين إعلاميين غربيين، في أنهم حين يقومون بذلك، يتجاهلون كوارث سياسات الأمير الطائش
تكمن إذن خطورة "التطبيل" لابن سلمان بين صحفيين وإعلاميين غربيين من أمثال جون برادلي وغيره، في أنّهم حين يقومون بذلك، فإنهم يتجاهلون التبعات الكارثية لسياساته، والتي قد ترقى للجرائم ضد الإنسانية كما هو الحال في اليمن، أو الانتهاكات الجسيمة بحق أي صوت معارض أو حتى مطالب بالحقوق الأساسية داخل السعودية.
اقرأ/ي أيضًا: