حقّق منتخب المغرب إنجازًا تاريخيًا، وأقصى منتخب إسبانيا بطل العالم في العام 2010، من ثمن نهائي كأس العالم فيفا قطر 2022، بعدما تفوّق عليه بالركلات الترجيحية، إثر انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، لتعبر كتيبة وليد الركراكي إلى دور الثمانية في إنجاز عربي غير مسبوق، بينما ودع منتخب اللاروخا كأس العالم من بوابة دور الـ 16 للنسخة الثانية على التوالي.
لويس أنريكيه صرّح أنه اتفق مع مدرب ألمانيا على المواجهة في نهائي كأس العالم 2022
الصحافة الإسبانية صبّت غضبها على مدرب المنتخب لويس إنريكي، وحمّلته مسؤولية الخروج المبكر، بسبب عناده وتمسّكه برأيه، وإصراره على أسلوب لعب واحد، بالإضافة إلى خياراته في ما يخصّ اختيار التشكيلة المسافرة إلى قطر، فانتُقد بشكل أساسي بسبب اختياره ثمانية لاعبين من فريق برشلونة، بالرغم من أن النادي لا يمرّ بأفضل ظروفه، وهو خرج من دور المجموعات لدوري الأبطال، كذلك ارتسمت علامات استفهام حول استبعاده لبعض اللاعبين، مثل الحارس دافيد ديخيا، المدافعين باو توريس ودايفيد غارسيا، كذلك طالب البعض باستدعاء سيرجيو راموس بسبب خبرته في البطولات الكبرى، إضافةً إلى نجم خط الوسط تياغو ألكانتارا، وهداف سلتا فيغو إياغو أسباس، وجيرارد مورينو مهاجم فياريال.
حاول إنريكي استنساخ تجربة وأسلوب برشلونة في المنتخب، كما حصل في مونديال 2010 عندما توّج الإسبان باللقب، متسلّحًا بنجاحه ببلوغ نصف نهائي اليورو ونهائي كأس الأمم الأوروبية، لكن فلسفته هذه المرة منيت بنكسة كبيرة، وبدا جليًا أن الاستحواذ على الكرة بنسبة تفوق الـ 70 بالمئة، والاعتماد على التمريرات القصيرة، تكون بلا جدوى في حال كانت العناصر لا تمتلك الجودة الكافية. خيارات إنريكي الهجومية تركّزت على لاعبين غير أساسيين بشكل كامل مع فرقهم، مثل أسينسيو، فيران توريس، وألفارو موراتا، والبديل ساربيا البعيد عن مستواه مع بي إس جي.
إلى جانب الإخفاق الفني والتكتيكي، خسر إنريكي معركته النفسية والإعلامية، ففكرة غرفة التواصل مع الإعلاميين والمتابعين عبر أحد التطبيقات طوال فترة المونديال، واجهت انتقادات بدورها، ورأي المحللون أنها تشتت انتباه الفريق، وأن إنريكي ينزلق من خلالها إلى أمور بعيدة عن المنتخب المطالب بالتركيز على تحقيق الانتصارات فقط.
بعد الفوز على كوستاريكا والتعادل مع ألمانيا، جرى حديث على هامش المباراة الثانية بين إنريكي وهانز فليك مدرب ألمانيا، قال اللوتشو لاحقًا أنهما تواعدا على المواجهة في النهائي، تصريح أثار موجة غضب عارمة، فاتهم المدربان بأنهما اتفقا سلفًا على التعادل، كما حمل التصريح عنجهية ووضع ضغوطًا غير مبررة على اللاعبين بحسب الصحافة الإسبانية دائمًا.
من الأمور التي أزعجت الإسبان أيضًا، هو الشعور بأن إسبانيا تعمّدت الخسارة أمام اليابان لتتجنب مسارًا صعبًا في كأس العالم من الناحية النظرية، الأمر الذي كاد يكلف الفريق الخروج من الدور الأول، بعدما نجحت كوستاريكا بالتقدم على ألمانيا لبضع دقائق، كذلك فُهم من هذا الخيار، في حال كان صحيحًا، أنه استخفاف بالمنتخب المغربي، الذي نجح في النهاية بحصد بطاقة التأهل.
بالحديث عن مباراة المغرب، قال إنريكي أنه طلب من لاعبيه تسديد ألف ركلة ترجيحية تحسّبًا لها, تصريح يحمل ربما في طياته سخرية مبطّنة والرقم مبالغ به، ومع ذلك فقد أهدر الإسبان الركلات الثلاث التي سددوها، وهي المرة الثانية التي يفشل فيها فريق بتسجيل أية ركلة ترجيحية، منذ فعلت سويسرا ذلك في مونديال 2006 ضد أوكرانيا. عناد إنريكي تواصل عندما قال بعد المباراة إنه سيختار نفس المسددين فيما لو أعيدت المباراة!
بالمحصلة، يمكن القول إن إدارة إنريكي للأمور خلال كأس العالم اتّسمت بالفشل على المستويات كافة، وحتى إن كان الغموض يلفّ مصيره مع المنتخب، فإن الترجيحات تشير إلى أن الاتحاد الإسباني سيبحث عن خيار جديد.