مع دخول فصل الشتاء، وبسبب غزارة الأمطار، وجد آلاف النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا أنفسهم أمام فصلٍ جديد من فصول المأساة التي تتكرر سنويًا، حيث غمرت مياه الأمطار، أمس السبت، خيام المئات منهم في ريفي محافظتي حلب وإدلب.
وأدت الأمطار والسيول الناجمة عنها، بعد منتصف ليل الجمعة وحتى مساء أمس السبت، إلى تضرر العديد من المخيمات، بشكل كلي أو جزئي، التي يقيم فيها النازحون من ديارهم جراء هجمات قوات النظام السوري وداعميه التي تسببت، قبل نحو 4 سنوات، بنزوح مئات الآلاف نحو المناطق القريبة من الحدود التركية.
أدت السيول الناجمة عن الأمطار إلى تضرّر 102 خيمة بشكل كامل، و193 بشكل جزئي، في 66 مخيمًا شمال غرب سوريا
وقالت "منظمة الدفاع المدني" (الخوذ البيضاء)، في بيان، إن فرقها تواصل استجابتها لما خلّفته الأمطار الغزيرة بفتح ممرات لتصريف المياه المتجمعة في محيط المخيمات وفي الطرقات في المدن والبلدات، التي تشكلت جراء الأمطار الغزيرة التي تشهدها مناطق شمال غرب سوريا منذ أكثر من 24 ساعة.
وأضاف البيان: "استجابت فرقنا منذ بداية العاصفة لأكثر من 65 مخيمًا تضرّرت فيها أكثر من 1551 خيمة بين أضرار جزئية وكلية، وأكثر من 150 مسكنًا ذات سقف بلاستيكي، وتضرر مرافق عامة وخدمية، حيث عملت الفرق على تحصين بعض المخيمات لمنع تسرب المياه إليها من جديد، وتصريف المياه وتسليك قنوات التصريف وفتح قنوات جديدة، وتفقد عشرات المخيمات للتأكد من عدم وقوع أضرار فيها".
من جهته، وثّق "فريق منسقو استجابة سوريا" تضرر 9.743 شخصًا في 66 مخيمًا جراء الأمطار الغزيرة، لافتًا إلى أن من بينهم 2.894 امرأة و3.172 طفلًا. كما تسببت الأمطار والسيول بنزوح 816 شخصًا من المخيمات، فيما أصبح 2.843 شخصًا بلا مأوى.
وبحسب الفريق، بلغ عدد الخيام المتضررة بشكل كلي 102 خيمة، مقابل 193 خيمة بشكل جزئي، في 66 مخيمًا بينها 42 مخيمًا بمحافظة إدلب وريفها، و19 مخيمًا في ريف حلب الشرقي.
وقال الفريق، في بيان نُشر على صفحته في موقع فيسبوك، مساء أمس السبت، إن: "بقاء المخيمات حتى الآن في وضعها الحالي هو أكبر أزمة فعلية ضمن الأزمة الإنسانية في سوريا".
وأضاف البيان: "جميع الحلول التي تُقدَّم في المرحلة الحالية أو ضمن أي خطة مستقبلية محكوم عليها بالفشل"، ذلك أن: "المخيمات تجاوزت العمر الافتراضي لها، إضافةً إلى تشييد مخيمات جديدة بشكل غير مدروس خلال الشهر الماضي زاد من حجم الكارثة الإنسانية".
وذلك بالإضافة إلى: "عدم جدوى الحلول المقدمة حاليًا، والتي من المفترض أن يتم العمل عليها سابقًا، الأمر الذي يُثبت الفشل في إدارة المخيمات"، ويشير كذلك إلى: "العجز الواضح في التعامل مع الحالات الطارئة ضمن تلك المخيمات، وتحتاج المنطقة إلى حلول جذرية لإنهاء معاناة المدنيين المستمرة".
ويعيش النازحون في مخيمات إدلب وريفي حلب الشرقي والشمالي أوضاعًا إنسانية كارثية تزداد سوءًا في فصل الشتاء، سيما في ظل افتقار المخيمات للحاجات الأساسية، واعتمادها بشكل كلي على المساعدات الغذائية والطبية التي تقدّمها المنظمات الدولية.