تتجه أنظار القارّة الصفراء مساء الثلاثاء إلى استاد أحمد بن علي المونديالي في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يحتضن نصف نهائي كأس آسيا 2023 بين المنتخب الأردني والمنتخب الكوري.
الأردن بلغت نصف نهائي المسابقة للمرّة الأولى في تاريخها، عقب تخطّيها منتخب طاجكستان في ربع النهائي، بينما تسعى كوريا لتحقيق اللقب الثالث في مسيرتها، لقبٌ غاب عن خزائنها منذ عام 1960، ولا سبيل لتحقيق ذلك سوى بالفوز على الأردن وبلوغ المباراة النهائية.
ماذا قال مدرّبا كوريا والأردن قبل المواجهة التاريخية بينهما؟
مدرّب كوريا الجنوبية أثنى في المؤتمر الصحفي السابق للمباراة على المنتخب الأردني، ومدح مدرب كوريا "يورغن كلينسمان" المدير الفني للمنتخب الأردني "الحسين عموتة" وقال إنّه يقوم بعمل كبير للغاية.
ونوّه الألماني يورغن كلينسمان في المؤتمر الصحفي إلى أن فريقه قطع شوطًا كبيرًا في البطولة، مؤكدًا على رغبة الفريق في الذهاب بعيدًا: " قطعنا شوطًا كبيرًا ونود أن نذهب بعيدًا في كأس آسيا، لذلك نحن في قمة مستوانا، ومتحمسون جدًا لمواجهة الأردن".
يورغن كلينسمان قبل مواجهة الأردن: "الكل فخور بما قدّمناه لكنّنا نريد تقديم المزيد، وصلنا تقريبًا لنهاية الماراثون الذهني، ونتمنّى أن نتجاوزه".
المدرّب الألماني يورغن كلينسمان أكّد جاهزية فريقه لمواجهة النشامى، والتي وصفها باللقاء المذهل: "نود أن نصل للمباراة النهائية، أنا جاهز لمباراة الأردن وأستمتع بكل لحظة من لحظات البطولة، إنها مباراة مذهلة".
ووعد كلينسمان بتسخير كل إمكانياته وخبراته التدريبية من أجل المساهمة في تخطّي النشامى وبلوغ المباراة النهائية: "أنا فخور بتدريبي لهذا الفريق، وأريد أن أفعل الشيء الجيد لكوريا، وتسخير الخبرة التي أملكها من مباراة لأخرى للفريق، هناك الكثير من العواطف وأنا جاهز لمباراة الأردن"
ونصح كلينسمان لاعبيه بالاسترخاء، وعدم الاستماع لوسائل الإعلام: "أنصح لاعبي فريقي بأن يبقوا مرتاحين ومسترخين، وأن يتطلعوا لهذه المباراة، وأن يحيّدوا كل شيء غير مهم، كالذي قد تقوله وسائل الاعلام، وأنصحهم أن يبتعدوا عن كل ما يشتت اذهانهم"
وذكّر كلينسمان بأن لاعبيه جلّهم يمتلكون خبرة للمواجهات الكبرى كالتي سيلعبونها أمام الأردن: "اللاعبون في منتخب كوريا أصحاب خبرة، وهم إيجابيون، ويريدون الوصول للمباراة النهائية.. وهم يكافحون حتى الصافرة الأخيرة من المباراة".
وبيّن المدرّب الألماني أنه في البطولات الكبرى ككأس آسيا، تظهر الضغوطات، والتعامل الجيّد معها يتم بشكل تدريجي: "أظن أن في البطولات الكبرى تبدأ الضغوطات منذ البداية، ويكون التعامل معها صعبًا، ومع مرور الوقت يتم اكتساب الخبرة فيها، وتتراكم الخبرات وكيفية التعامل مع الضغوطات بمنهجية محددة"
يكمل كلينسمان حديثه عن الضغوطات التي تعرضت لها كوريا ويشبّه حالة فريقه بالأرجنتين في كأس العالم 2022: "مع وصولنا إلى الأدوار المتقدّمة يزداد الضغط، ونتعامل معه بمنهجية محددة، انظروا الى الارجنتين والضغط الهائل في مباراة المكسيك بعد خسارتها مع السعودية، حينما تدور العجلة يتم بناء الثقة المتزايدة، ونحن بحالة كبيرة من الثقة مع كل الدراما التي واجهناها بالبطولة، وكلّ البلاد تؤازرنا، وعلينا مواصلة تحويل الضغوطات إلى أمر إيجابي".
وختم كلينسمان كلامه: "الكل فخور بما قدّمناه لكنّنا نريد تقديم المزيد، وصلنا تقريبًا لنهاية الماراثون الذهني، ونتمنّى أن نتجاوزه".
على الجانب الآخر، امتدح مدرّب منتخب الأردن المغربي الحسين عموتة الإمكانيات التي يتمتع بها المنتخب الكوري الجنوبي، ووصف الفريق بأنه مميّز جدًا من النواحي البدنية والفنية والذهنية.
الحسين عموتة: "لم يتوقع أحد أن نصل لهذه المرحلة، ولكن من ناحية الضغط نحن مستعدون لذلك".
وتحدّث مدرّب النشامى في المؤتمر الصحفي عن أهمّية الجانب البدني، ومحاولة عدم إظهار المشاكل البدنية إن حلّت بفريقه، عن طريق حلول تكتيكية يتم الالتزام بها من قبل اللاعبين".
وحول قدرة كوريا الجنوبية في الأدوار الإقصائية على قلب تأخّرها إلى فوز في اللحظات الأخيرة من المباراة، تحدّث مدرّب الأردن عن تمنّياته بأن يكون بوضع مماثل لما عاشته السعودية أو أستراليا في اللقاءات، وهي متقدّمة بالنتيجة، منوّهًا إلى أن المجهود المقدّم من اللاعبين والتركيز سيكون كبيرًا في مواجهة كوريا.
وحول مدى تعافي موسى التعمري نجم الأردن الأوّل، تحدّث الحسين عموتة عن جاهزيته لمباراة كوريا، وبرر ابتعاده عن التمرير بضرورة راحته: "حفاظًا على موسى التعمري كان من العادي أن يرتاح، وكانت له تدريبات خاصة، اليوم سيكون حاضرًا في التدريبات، وفي الغد سيكون جاهزًا لمباراة كوريا، وهو يمتلك إرادة قوية للدفاع عن الوان المنتخب الأردني، سنحتاج مجهوداته في المباراة".
مدرّب الأردن تحدّث في المؤتمر الصحفي عن أهمّية العامل البدني في المباراة، حيث ستكون أصعب من اللقاء الذي جمع الفريقين في دور المجموعات، منوّهًا إلى أنه ثمّة مشاكل بدنية كانت متواجدة بالفريق، ويحاول المنتخب الأردني إخفاؤها بما يتناسب مع الخطط التكتيكية الموضوعة لمواجهة كوريا.
ونفى مدرّب الأردن الحسين عموتة في حديثه لـ"ألترا صوت" تفوّق الأردن على الكوريين في العامل البدني، ولم يعط خوض منتخب كوريا لمباراتين متتاليتين بعد التمديد قبل مواجهة الأردن أي أفضليّة للنشامى.
وقال مدرّب الأردن الحسين عموتة لـ"ألترا صوت": "على الرغم من لعب الكوريين ١٢٠ دقيقة في مباراتين متتاليتين، لكنّ الكلّ يعرف قيمة المنتخب الكوري الفنية من النواحي الفردية والجماعية".
وأكمل مدرّب الأردن الحسين عموتة حديثه لـ"ألترا صوت": "في المستوى العالي الذي وصلنا له بكأس آسيا، خوض مئة وعشرين دقيقة لا يعني شيئًا في الكثير من الأوقات، باعتبار أن لاعبي كوريا الجنوبية محترفين، ويمكن أن يستعيدوا قدراتهم الذهنية، وطراوتهم البدنية في أقل من 48 ساعة"
وأشار مدرّب الأردن الحسين عموتة في حديثه لـ"ألترا صوت" إلى عدم محاولة النشامى تمديد المباراة لوقتين إضافيين، فقال: "نحن نعرف أن منتخبات شرق آسيا ملتزمة بشكل كبير، وبالتالي لا اظن أن خوض ١٢٠ دقيقة أخرى ضدّ الأردن سيمثل فارقًا بالنسبة لكوريا الجنوبية"
وزاد مدرّب الأردن الحسين عموتة لـ"ألترا صوت": "نحن نحضر بجدّية، وبشكل جيد، ونخلق لأنفسنا الشروط لتحقيق النتيجة الإيجابية أمام كوريا الجنوبية".
وأشار الحسين عموتة في المؤتمر الصحفي إلى أهمّية التشجيع الجماهيري للمنتخب الأردني: "نعول كثيرًا على الجماهير، وان شاء الله سيكون الوعد في الملعب، وسنؤدي بشكل مطلوب"، وفي الوقت نفسه نفى مدرّب الأردن تشكيل الحماس والروح المعنوية العالية الفارق الأكبر بالأدوار الحالية: "من غير الصحيح أن الحماس والروح المعنوية العالية تشكل فارقًا في الأدوار الحالية، لأن الجميع في هذه المرحلة حاضرًا ذهنيًا، ويجب أن نركز ونطور الجانب التكتيكي، من السهل ان تكون بدنيًا وذهنيًا جاهز، لكن الأمور الفنّية هي الأهم الآن، والتطور الذي ركزنا عليه بشكل كبير هو التطور التكتيكي"
وختم الحسين عموتة: "لم يتوقع أحد أن نصل لهذه المرحلة، ولكن من ناحية الضغط نحن مستعدون لذلك".