02-مارس-2016

ماركوس راشفورد (Getty)

منذ أسابيع لم يكن أحد قد سمع بماركوس راشفورد في عالم كرة القدم، فجلالة الاسم غالبًا ما ارتبطت بإله الحرب عند الرومان القدامى. إسقاط اللقب على الطفل الجديد في ملعب الأحلام بعد ظهوره المفاجىء يبدو أقرب إلى الحقيقة، فإله الحرب ارتدى الكنزة الحمراء وساهم باجتياز فريقه لمعركتين كبيرتين في فترة حساسة كان الدعاء خلالها هو سلاح جماهير مانشستر يونايتد الوحيد.

ماركوس راشفورد كتب تاريخًا جديدًا مرّ عليه 51 عامًا حين كسر رقم جورج بيست لكونه أصغر لاعب يسجّل في مسابقة أوروبية بقميص مانشستر يونايتد

ماركوس جاء من التاريخ لينقذ رقبة لويس فان غال ويصنع المعجزة بجعله يترك مكانه في مقاعد البدلاء وينبطح على خط الملعب بطريقة كوميدية. ماركوس جاء من التاريخ ليكتب تاريخًا جديدًا مرّ عليه 51 عامًا حين كسر رقم جورج بيست لكونه أصغر لاعب يسجّل في مسابقة أوروبية بقميص مانشستر يونايتد.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز أسباب تقهقهر النوادي الفرنسية أوروبيًا

في 31 تشرين الأول/أكتوبر في سنة 1997 ولد ماركوس راشفورد في جنوب مدينة مانشستر، وفي تلك اللحظة بالذات كان لويس فان غال في طريقه لمغادرة فريق أياكس بعد صنعه لمعجزة دوري أبطال أوروبا بلاعبين شبّان مثل كلويفرت وسيدورف وفان دير سار ومع تلك اللحظة التي علا فيها صوت ماركوس في الحياة، كان المدرب الهولندي يوقّع عقده مع نادي برشلونة الإسباني.

فان غال الذي يُعد أعند المدربين وأكثرهم راديكالية يُحسب له في جميع الفرق التي درّبها حسنة واحدة في بحر السيئات وهي منحه الفرصة للشبان، وماركوس راشفورد تحوّل منذ أسبوع إلى إحدى هذه الاكتشافات التي يتغنّى بها لويس فان غال منذ عشرات السنين.

راشفود التحق بأكاديمية مانشستر في عمر السنوات السبع ويملك ولاءً كبيرًا لمدينته، فهو رفض عروضًا متكررة من فرق كبيرة في الدوري الإنجليزي مثل مانشستر سيتي وليفربول وآرسنال، وأتى من مدرسة "فليتشر موس راينجرز" التي تخرج منها ويس براون وداني ويلبيك، وانتظر إصابة واين روني وأنطوني مارسيال ليلعب مبارتين حاسمتين لفريقه ويسجّل ثنائيتين.

"روني الجديد" الذي سجّل أول هدف له في عمر 18 سنة و120 يومًا في السّن ذاته الذي سجّل فيه الفتى الذهبي أول أهدافه في الدوري الإنجليزي يجيد اللعب في المركزين 9 و10، ويسمح له طول قامته بأن يكون استثمارًا مميزًا في الكرات الثابتة، كذلك فإن تحركاته داخل منطقة الجزاء تمنحه القدرة على خطف الكرات بطريقة مميزة من بين المدافعين. فماركوس أثبت في مبارتين أنه قادر على التسجيل بطرق مختلفة ومن وضعيات مختلفة، كذلك هو قادر على رؤية الملعب بشكل جيّد وتمرير الكرة في الموقع اللازم لزملائه ووصلت نسبة تمريراته الصحيحة في مواجهة آرسنال إلى 79%.

اقرأ/ي أيضًا: قديسون وخونة في المستطيل الأخضر

راشفورد الذي لم يستطع الاحتفال بعد مباراة آرسنال بسبب تمضيته للوقت بالتحضير لامتحان مادة الكيمياء في المدرسة، نجح في سنة واحدة بالتسجيل لفرق مانشستر يونايتد تحت 18 وتحت 19 وتحت 21، إضافةً لتسجيله للفريق الأول. كذلك نجح بتسجيل 13 هدف من 25 مباراة لفريق مانشستر يونايتد تحت 18 سنة وهو ما يؤكد سُرعة تطوّر هذا اللاعب ونضوجه وقدراته البدنية على التعامل مع لاعبين أكبر منه سنًا وأكثر قوّة.

تُعد تجربة راشفورد درسًا للأندية التي لا تمنح فرصًا كثيرة للاعبين الشبان وغالبًا ما تبحث خارج قواعدها عن حلول مُكلفة، فوجود راشفورد في مانشستر يونايتد الذي كلّفه حوالي 350 ألف باوند كان يمكن أن يؤمن له بديلًا لتكلفة أنطوني مارسيال التي وصلت إلى 58 مليون باوند، كذلك حدث مع السيتي الذي قام بشراء رحيم ستيرلينغ مقابل 49 مليون باوند وهو يملك اللاعب النيجيري كيليتشي إيهيناتشو الذي تخرج من أكاديمية الفريق ليقدّم أداءً مميزًا في المباريات التي شارك بها.

تحتاج الأندية التي تقوم بصرف مبالغ خيالية لشراء لاعبين في الدوري الإنجليزي أن تثق بأكاديمياتها ومدارسها الكروية وهو ما يُعد في المستقبل مكسبًا فنيًا وماليًا لها. فلاعبون مثل ديلي آلي في توتنهام وروبن تشيك في تشيلسي وبورثويك جاكسون في مانشستر يونايتد قادرون على صنع المستقبل المبهر لفرقهم. فماذا كان سيفعل الشياطين الحمر لولا خروج إله الحرب من مخبئه لإنقاذهم؟

اقرأ/ي أيضًا: 

أين العرب من كرة القدم ليحكموا الفيفا

الوسطاء..غول صناعة كرة القدم