21-فبراير-2019

يوفنتوس يتعثّر في ميدان أتلتيكو مدريد بهدفين دون رد (Getty)

قطع أتلتيكو مدريد شوطًا مهمًّا في سبيل تأهّله للدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد تفوّقه على يوفنتوس الإيطالي بهدفين دون رد في ذهاب دور الستة عشر، والذي شهد أيضًا في ثاني لقاءاته الختاميّة انتزاع مانشستر سيتي فوزًا مثيرًا على حساب مضيفه الألماني شالكه. فعلى الرغم من تأخّر كتيبة بيب غوارديولا بالعدد والنتيجة، تفوّق السيتيزينس على أنفسهم وقلبوا المعطيات لصالحهم في الدقائق الأخيرة.

بعشر لاعبين فقط استطاع مانشستر سيتي أن يقلب الموازين لصالحه، فيما احترم يوفنتوس مضيفه أكثر من اللازم فاقترب من وداع البطولة 

فور إعلان قرعة دور الستة عشر التي أسفرت عن مواجهة يوفنتوس مع أتلتيكو مدريد، صبّت الترشيحات لصالح الفريق الإيطالي الذي تسيّد دوري بلاده في السنوات السبع الأخيرة، كما قدّم أداءً مبهرًا في الموسمين السابقين في دوري الأبطال، وهو الذي يبتعد بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه في الكالتشيو، بعكس أتلتيكو مدريد الذي يبتعد عن متصدّر الليغا، والذي ابتعد عن مستواه في البطولة الأوروبية، فنال وصافة مجموعته التي خسر فيها هيبته الدفاعيّة بعد رباعيّة تاريخية من بوروسيا دوتموند.

دخل أصحاب الأرض المباراة متجاهلين الحقائق السابقة، فشنّوا هجمة سريعة أبطلها ماتويدي من أمام مواطنه الفرنسي انطوان غريزمان، وهنا طالب الفريق بركلة جزاء بسبب خشونة لاعب اليوفي، ليسيطر الضيوف بشكل تدريجي على مجريات المباراة الخشنة التي شهدت الكثير من الالتحامات، وافتتح كريستيانو رونالدو فرص السيدة العجوز بكرة قويّة من ركلة حرّة أنقذها الحارس السلوفيني أوبلاك، أتبعها زميله بونوتشي بكرة رأسية علت العارضة. واستمرّت أفضليّة اليوفي النسبيّة في هذا الشوط إلى أن منح حكم اللقاء ركلة جزاء لأصحاب الأرض، لكنّه تراجع عنها بعد اللجوء لتقنية الفيديو، والتي بيّنت أن الخطأ المُرتكب على دييغو كوستا كان خارج منطقة الجزاء، فانتهى الشوط الأوّل دون أهداف.

اقرأ/ي أيضًا: هزيمة تاريخية لليونايتد

 

مع بداية الشوط الثاني كاد أتلتيكو مدريد أن يفتتح النتيجة في مناسبتين، إذ مرّر الفرنسي غريزمان كرة متقنة إلى دييغو كوستا، فانفرد الأخير بحارس المرمى تشيزني ولكنّه وضع الكرة بسذاجة بعيدًا عن المرمى. بعد دقائق أخرى انفرد غريزمان بالمرمى ليضع الكرة "لوب" من فوق الحارس البولندي، لكنّ تشيزني أنقذ الكرة بأطراف أصابعه فارتدّت من القائم وشتّتها كيلني بعيدًا.

لم تنفع هذه الإنذارات شديدة اللهجة مدرّب اليوفي ماسيميليانو أليغري في تغيير خطّة لعبه أو إيجاد الحلول الكفيلة بإيقاف المدّ المدريدي، فلم يشكّل رفاق كريستيانو رونالدو أيّة خطورة على مرمى أوبلاك، بعكس أتلتيكو الذي سجّل له مهاجمه الجديد ألفارو موراتا هدف التفوّق، قبل أن يتدخّل الحكم مجدّدًا ويلغي الهدف بعد استعانته بتقنيّة الفار، وفي الدقيقة 78 استطاع المدافع الأوروغوياني خوسيه خيمينيز أن يفتتح النتيجة مستغلًا فوضى في خطّ الدفاع بعد ركلة ركنيّة، 5 دقائق أخرى ويضاعف مواطنه دييغو غودين النتيجة بهدف ثان أتى بعد سوء تشتيت دفاع اليوفي لكرة أتت من ركلة ثابتة، وهي أوّل مرّة في تاريخ دوري أبطال أوروبا ينجح فيها لاعبان من الأوروغواي في تسجيل أهداف في مباراة واحدة. ولم تفلح محاولات اليوفي المتواضعة في تقليص الفارق، ليقطع أتلتيكو مدريد شوطًا كبيرًا في التأهّل لدور الثمانية، في المقابل يحتاج اليوفي في مباراة الإياب لفوز بفارق 3 أهداف، وهو أمر قد يكون من المعجزات في وقت يتألّق به الحارس أوبلاك، والذي لم تهتزّ شباكه في البطولة خلال 4 مباريات متتالية، وهو أمر لم يحدث في تاريخ النادي بالمسابقة الأوروبية.

اقرأ/ي أيضًا: تعادل سلبي بين برشلونة وليون.. والحسم في الإياب مع فرصة أفضل للفريق الفرنسي

في الوقت نفسه رحل مانشستر سيتي إلى مدينة غيلسينغيرشن الألمانية وعينه على اقتناص فوز هام من مضيفه شالكه، وهو الذي يعيش أيامًا عصيبة جعلته يحتل المركز الرابع عشر في ترتيب البوندسليغا، بعكس الفريق الإنجليزي متصدّر البريميرليغ.

دخل الضيوف المباراة بنسق هجومي واضح، فاستحوذوا على الكرة وحصروا اللعب في مناطق شالكه الخلفيّة، وأنقذ حارس شالكه مرماه من هدف محقّق للأرجنتيني سيرجيو أغويرو بعدما أبعد كرته الرأسيّة إلى ركلة ركنيّة، لكنّه لم يحرّك ساكنًا إزاء الكرة التي صوّبها أغويرو داخل شباكه في الدقيقة 18 مستغلًّا تمريرة زميله دافيد سيلفا، ليسجّل لأغويرو مع السيتيزينس في سابع مباراة على التوالي خارج الديار بدوري الأبطال، ليحقّق إنجازًا تاريخيًا كونه الوحيد الذي فعل ذلك مع فريق إنجليزي، علم لاعبو شالكه حينها أن تكتّلهم الدفاعي لم يؤتي ثماره أمام اكتساح الضيوف الهجومي، فربّما يكون الهجوم أفضل وسيلة للدفاع.

صدم شالكه فريق مانشستر سيتي بشنّ الهجمات، فلم يتوقّع الضيوف هذه الجرأة، ومن إحدى المحاولات سدّد دانييل كاريغوري كرة من خارج منطقة الجزاء أثبتت تقنية الفار أنها ارتطمت بيد المدافع الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي، فمنح الحكم أصحاب الأرض ركلة جزاء انبرى لها الجزائري نبيل بن طالب مسجّلًا هدف التعادل في الدقيقة 38، ومع نهاية الشوط الأوّل منح الحكم ركلة جزاء ثانية لأصحاب الأرض نفّذها بنجاح نبيل بن طالب، لينتهي الشوط الأوّل بسقوط مدوّ لمانشستر سيتي.

استمرّت مجريات المباراة على المنوال  ذاته كما في الشوط الأوّل، ضغط كثيف من مانشستر سيتي ودفاع محكم من شالكه، ومرّت كرة دي بروين بجانب قائم شالكه، إلى أن اقترب الفريق الألماني من تحقيق المفاجأة أكثر من أي وقت مضى، إذ تلقّى المدافع أوتاميندي بطاقة صفراء ثانية له في المباراة، طُرد على إثرها وأجبر غوارديولا على خوض اللقاء خاسرًا 2-1 وناقص الصفوف منذ الدقيقة 68.

 لم يستسلم السيتيزينس على الإطلاق، واستمرّوا بمحاولاتهم رغم النقص العددي والتشجيع الحماسي الجنوني من جماهير أصحاب الأرض، وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق نفّذ ليروي ساني ركلة حرّة مباشرة من بعيد نجح في إيداعها بقوّة داخل شباك فريقه السابق، فاعتذر عن الاحتفال بالهدف الجميل، ومع نهاية المباراة اقتنص رحيم ستيرلينغ هدف مانشستر سيتي الثالث مستغلَا كرة مرفوعة من حارس مرمى فريقه إديرسون موراليس، فسار بها مسرعًا تجاه مرمى شالكة وأودعها داخل الشباك. بذلك وضعت كتيبة المدرّب الإسباني بيب غوارديولا قدمًا لها في دور الثمانية، بانتظار ما ستفضي إليه مباريات الإياب من مفاجآت قد تحفر مكانها في تاريخ دوري أبطال أوروبا.

اقرأ/ي أيضًا:

توتنهام يحبط دورتموند في دوري الأبطال.. وخبرة الريال تغلب شجاعة أياكس

ليون يصدم السيتزنز في دوري الأبطال.. ويوفنتوس يرفض الخضوع للطعنات