نزع مانشستر سيتي غبار الهزيمة أمام توتنهام في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما فاز على النادي نفسه في قمّة مباريات الجولة 35 من الدوري الإنجليزي الممتاز بهدف وحيد، بذلك ارتقى مانشستر سيتي مؤقّتا لصدارة البريميرليغ، بانتظار مواجهته مع جاره مانشستر الأربعاء المقبل في لقاء سيحدّد بنسبة كبيرة بطل المسابقة.
بعد يومين و14 ساعة من كارثة ملعب الاتّحاد، عندما أُقصي مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا في الدور ربع النهائي بمباراة مثيرة للغاية، كان على كتيبة المدرّب بيب غوارديولا نسيان الخروج المفجع، من أجل استكمال كتابة صفحة بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، الخصم هو توتنهام نفسه، والذي سيرتدي القمصان ذاتها، فإما يُنسي السيتيزينس جماهيرهم خيبة ليلة الأربعاء السوداء، أو يصفع الفريق اللندني أصحاب الأرض بضربة ثانية أكثر إيلامًا من الأولى.
تخلّص مانشستر سيتي من عقبة توتنهام، ولم يبقَ أمامه منطقيًا سوى الفوز على مانشستر يونايتد من أجل نيل اللقب
آخر يوم من عشريّة سوداء في تاريخ السيتيزينس إن تعثّروا أمام توتنهام، إذ وضعت قرعة دوري أبطال أوروبا مانشستر سيتي بمواجهة الفريق اللندني بالدور ربع النهائي بمواجهتي ذهاب وإياب في أسبوع واحد، وشاءت الأقدار أن يكون هذا الأسبوع سابقًا لمواجهة مقرّرة مسبقّا بينهما ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز، ثلاثة مواجهات في عشرة أيام انتهت حصيلة أوّل اثنين منها لصالح توتنهام، ولم يتبقَّ لحامل اللقب منها سوى الثالثة، وهي أهمّ ما تبقّى لغوارديولا من أجل التشبّث بآماله لنيل الثلاثيّة بعد أن فقد أحد أضلاع مربّع البطولات الحلم.
اقرأ/ي أيضًا: الأنفيلد يتخلّص من لعنة تشيلسي.. صلاح يهدي ليفربول صدارة البريميرليغ
مع نيل مانشستر سيتي كأس الرابطة ووصوله لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وخروجه من دوري أبطال أوروبا، سيكون على غوارديولا الفوز فقط دون غيره من أجل الحفاظ على أفضليّته أمام ليفربول متصدّر البريميرليغ، وهو أمر إن تحقّق فلن يكون هنالك حاجزًا منطقيًّا في طريق الظفر باللقب سوى الجار مانشستر يونايتد، والذي سيلاقيه ليلة الأربعاء المقبل.
يتوق فريق ليفربول لتعثّر السيتيزينس أكثر من مدرّب توتنهام بوكيتينيو، ورغم أن فوز الأخير بالمباراة سيعني بدرجة كبيرة ضمان مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا، وخسارة اللقاء ستودي به لحسابات معقّدة من أجل تحقيق الهدف سابق الذكر، إلا أن أحلام ليفربول أكثر من تطلّعات توتنهام المنشغل حديثًا بمسيرته في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، هٌما مباراتان للسيتيزينس أمام توتنهام واليونايتد، يعوّل عليهما ليفربول كثيرًا من أجل سقوط حامل اللقب، ويكفي الريدز سقوط غوارديولا في إحداها من أجل الظفر باللقب الغائب عن النادي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي.
أراد مانشستر سيتي أن يحسم اللقاء مبكّرًا بتسجيله أكثر من هدف يريح أعصاب فريقه المتشنّجة، فيما كان لاعبو توتنهام يلعبون بأريحيّة كبيرة، فلا ضغوط لديهم إذا ما قورنت حالتهم بأصحاب الأرض، ورغم ذلك كاد الكوري سون هيونغ مين أن يقلب الطاولة على السيتيزينس مبكّرًا عندما صوّب الكرة من داخل منطقة الجزاء في مرمى الحارس إيديرسون في الدقيقة الثالثة، لكنّ الحارس البرازيلي أنقذ الموقف، ردّ الفريق الطامح لاقتناص الصدارة بهجمة منسّقة وصلت فيها الكرة إلى رأس سيرجيو أغويرو، فهيّأها لزميله فيل فودين الذي أودعها برأسية جميلة في الشباك، وهو أوّل لاعب من مواليد الألفية الحالية يسجّل للسيتي، إذ يبلغ من العمر 18 عامًا.
اقرأ/ي أيضًا: ليفربول يستعيد صدارة البريميرليغ.. وتوتنهام يدخل منطقة الخطر
بعد هذا الهدف المبكّر عاد لاعبو توتنهام بذاكرتهم إلى الوراء، ليس بعيدًا جدّا بل حتّى ثلاث أيام سابقة فقط، أرادوا أن يكرّروا ما فعلوه بمضيفهم الذي بادر بالتسجيل مبكّرًا فصفعوه بهدفين، لكنّ رفاق سون أهدرو فرصتين ثمينتين بالدقيقتين 14 و16، كانتا كفيلتين بقلب النتيجة لصالح المدرّب بوكيتينيو، ولولا إنقاذ الحارس إيديرسون ودفاع إيمريك لابورت المستميت لتحقّق الأمر، قبل أن يتعرّض مانشستر سيتي لهزّة كبيرة تمثّلت بإصابة أحد أبرز مفاتيح لعبه البلجيكي كيفن دي بروين وخروجه من الملعب، وكم هو قاسٍ أن يُصاب أفضل لاعب صانع للأهداف في الفريق بوقت كهذا من الموسم.
مع بداية الشوط الثاني بان الحذر الشديد على الفريقين، فلم يكن حماس توتنهام لتعديل النتيجة كافيًا، ولم تكن محاولات أصحاب الأرض للتسجيل أكثر شجاعة من نظرائهم، حذرٌ دفاعي من غوارديولا خوفًا من هدف غادر، وقتال من توتنهام مع الابتعاد عن الاحتكاكات البدنية القوية التي قد تؤدي لإصابة أحد نجوم الفريق، لذلك زاد الزحام في خطّ وسط الميدان مع أفضليّة نسبيّة لأصحاب الأرض، قبل أن تعود المباراة لإثارتها في لحظاتها الأخيرة.
إذ كاد رحيم ستيرلينغ أن يسجّل هدف الاطمئنان لفريقه، عندما تلقّى كرة عرضيّة وأودعها في المرمى، لكنّ الحارس الأرجنتيني باولو غازانيجا أنقذ الموقف بصعوبة بالغة، عندما أبعد بقدمه الكرة القويّة من على خطّ المرمى، استنفر توتنهام بعد هذه الهجمة وكأن تسجيل هدفه القاتل حان موعده، لكنّ أبرز محاولاته التي أتت من لوكاس مورا أنقذها البرازيلي إيديرسون، وغير ذلك من فرص لم يرتقِ لدرجة معانقة الشباك، فانتهى اللقاء بفوز مانشستر سيتي بهدف وحيد، فوزٌ سيمسح دموع الخروج من دوري أبطال أوروبا، ويعيد مانشستر سيتي لصدارة البريميرليغ، بانتظار المهمّة التالية في ملعب الأولد ترافورد أمام الجار اللدود مانشستر يونايتد، والذي سيكون من دواعي سروره إحباط ضيفه الأربعاء القادم.
اقرأ/ي أيضًا:
البريميرليغ.. ساري يستعيد هيبة تشيلسي وليفربول يتشبّث بالصدارة