19-أبريل-2024
ما أهمية الطاقة المتجددة؟

(freepik) ظهرت أهمية استخدام مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها طاقة مستمدة من الموارد الطبيعية

أهمية الطاقة المتجددة في الوقت الحاضر ازدادت كثيرًا، كما أن استخدامها أكثر من أي وقت مضى أصبح ضرورة قصوى، إذ لجأ العالم في الآونة الأخيرة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة؛ كطاقة الشمس والمياه والرياح، نظرًا لما يتعرض له كوكب الأرض من تلوث كبير ناتج عن استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة؛ كالوقود الأحفوري، والذي سبب استخدامه انبعاثات كبيرة من غازات الدفيئة أدت إلى ثقب طبقة الأوزون ونشوء ظاهرة الاحتباس الحراري وغيرها العديد، لذا ظهرت أهمية استخدام مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها طاقة مستمدة من الموارد الطبيعية وقادرة على تجديد نفسها باستمرار دون الإضرار بكوكب الأرض، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول أهمية الطاقة المتجددة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن وجود جسيمات وملوثات في الهواء مسؤول بشكل رئيسي عن ملايين الوفيات المبكرة

أهمية الطاقة المتجددة 

فيما يأتي تفاصيل حول أهمية الطاقة المتجددة واستخدامها كبديل أفضل من الطاقة غير المتجددة:

  1. طاقة نظيفة

من أهمية الطاقة المتجددة أنها من مصادر الطاقة النظيفة، إذ لا يصدر عنها أي ملوثات للهواء أو الماء أو التربة، وهو ما يعد أفضل لصحة الإنسان والحيوانات والنباتات، إذ إن الزيادة العالمية في وسائل النقل المعتمدة على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة الصناعية، وتوليد الطاقة من خلال حرق الوقود الأحفوري وحرق النفايات في الهواء الطلق في العديد من المدن، تساهم في ارتفاع مستويات الملوثات في الهواء، كما أن استخدام الفحم والحطب للتدفئة والطهي في بعض البلدان ساهم في تدني جودة الهواء فيها.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن وجود جسيمات وملوثات في الهواء مسؤول بشكل رئيسي عن ملايين الوفيات المبكرة، بالإضافة إلى التكاليف الصحية والاقتصادية الكبيرة الناتجة عن ذلك، بينما في المقابل، لا تؤثر الطاقة المتجددة على جودة الهواء كما تفعل غير المتجددة، وبالتالي فإن استبدال نظام الطاقة القائم على الوقود الأحفوري بنظام الطاقة القائم على مصادر الطاقة المتجددة هو الطريقة الأفضل للتخلص من تلوث الهواء وظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة من حرق الوقود الأحفوري.

  1. تكلفة أقل

إن من أهمية الطاقة المتجددة أنها رخيصة التكلفة، إذ إن استخدام تقنيات الطاقة المتجددة؛ كطاقة الرياح والطاقة الشمسية أكثر فاعلية من حيث التكلفة من الوقود الأحفوري، وفي الحالات التي يبدو فيها الوقود الأحفوري هو الخيار الأقل تكلفة، فإن هذا يرجع إلى حد كبير إلى كونه مدعومًا بشكل كبير من قبل المؤسسات المالية والحكومات، إذ توفر الطاقة المتجددة الكهرباء بأسعار معقولة، كما أنها تساعد على استقرار أسعار الطاقة في المستقبل.

  1. فرص عمل أكثر

إن من أهمية الطاقة المتجددة زيادة عدد الوظائف المتاحة، إذ يساعد استخدام مصادر الطاقة المتجددة على إيجاد فرص عمل أعلى، كما أنها تساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، فبالمقارنة مع تقنيات الوقود الأحفوري التي عادة ما تكون ميكانيكية وذات رأس مال مرتفع، فإن التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة يزيد من فرص العمل، فعلى سبيل المثال؛ تحتاج الألواح الشمسية إلى البشر لتركيبها، كما تحتاج توربينات الرياح إلى فنيين للصيانة، بالإضافة إلى الحاجة إلى موظفي تسويق ومبيعات ونقل وخدمات لوجستية، وخدمات مالية وقانونية واستشارية وغيرها، مما يعني خلق المزيد من فرص العمل لكل وحدة من الكهرباء المولدة من مصادر طاقة متجددة مقارنة بالوقود الأحفوري.

أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تحتاج إلى الماء لتوليد الكهرباء

  1. عدم التأثر بالظروف المحيطة

يعد استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية أقل تأثرًا بالظروف المحيطة من استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة، إذ إن أنظمة الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو طاقة المياه موزعة على مساحات جغرافية واسعة، وبالتالي فإن حدثًا مناخيًا في مكان معين لن يؤدي إلى قطع الطاقة عن المنطقة بأكملها، كما أن تلف أحد المعدات الموجودة في النظام لن يعطل عمل باقي المعدات.

فعلى سبيل المثال؛ ألحق إعصار ساندي أضرارًا بأنظمة توليد وتوزيع الكهرباء التي يهيمن عليها الوقود الأحفوري في نيويورك ونيوجيرسي، وتسبب بقطع طاقة الكهرباء عن ملايين المنازل، وفي المقابل، نجت مشاريع الطاقة المتجددة في الجزء الشمالي الشرقي من المنطقة التي ضربها إعصار ساندي بأقل قدر من الضرر أو الأعطال.

ومن الجدير بالذكر أن ندرة المياه تشكل خطرًا آخر على محطات الطاقة غير المتجددة، إذ تعتمد محطات الفحم والطاقة النووية والعديد من محطات الغاز الطبيعي على وجود كمية كافية من المياه للتبريد، مما يعني أن موجات الجفاف الشديدة وموجات الحرارة يمكن أن تعرض توليد الكهرباء للخطر، وفي المقابل، فإن أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تحتاج إلى الماء لتوليد الكهرباء، ويمكن أن تعمل في ظروف صعبة لا يمكن أن تعمل فيها محطات الوقود الأحفوري.

  1. طاقة لا تنضب

إن مصادر الطاقة المتجددة موجودة في كل مكان حولنا، كما أنها تجدد نفسها باستمرار، وبالتالي فهي طاقة لا تنضب، إذ يعيش حوالي 80% من سكان العالم في بلدان مستوردة للوقود الأحفوري بشكل كامل، مما يعني أن 6 مليارات شخص يعتمدون على الوقود الأحفوري، فيما تتوفر مصادر الطاقة المتجددة في جميع الدول ولم تستغل إمكانياتها في توليد الطاقة بالكامل، إذ تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن 90% من الكهرباء في العالم يمكن أن تأتي من استخدام مصادر الطاقة المتجددة في عام 2050م.

ومن الجدير بالذكر، أن مصادر الطاقة المتجددة توفر وسيلة للخروج من الاعتماد على الواردات، مما يسمح للبلدان بتنويع اقتصاداتها وحمايتها من تقلبات أسعار الوقود الأحفوري التي لا يمكن التنبؤ بها، كما أنها تدفع بعجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام، وتوفر المزيد من فرص العمل، وتخفف من حدة الفقر.

أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية تطلق بعض ملوثات الهواء

  1. تحسين الصحة العامة

من أهمية الطاقة المتجددة تحسين الصحة العامة، إذ يرتبط تلوث الهواء والماء المنبعث من محطات الفحم والغاز الطبيعي بالإصابة بمشاكل في التنفس، والأمراض العصبية، والنوبات القلبية، والسرطان، والوفاة المبكرة، ومجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى، وبالتالي فإن التلوث يؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، وبالتأكيد فإن تلك الآثار الصحية السلبية لا تأتي من الطاقة النظيفة كالطاقة المتجددة، إذ تعمل أنظمة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية على توليد الكهرباء دون أي انبعاثات تؤدي إلى تلوث للهواء، وتجدر الإشارة إلى أن أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية تطلق بعض ملوثات الهواء، على الرغم من أن إجمالي الانبعاثات الهوائية عادة ما تكون أقل بكثير من تلك الصادرة عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز الطبيعي.

ومن الجدير بالذكر، أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تحتاج إلى أي مياه لتشغيلها، وبالتالي فهي لا تلوث موارد المياه أو تستنزف المياه المخصصة للشرب أو الزراعة أو غيرها، بينما يمكن أن يؤثر استخدام الوقود الأحفوري على موارد المياه، إذ يساهم التعدين والتنقيب عن الغاز الطبيعي في تلويث مصادر مياه الشرب، كما أن جميع محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم أو النفط أو الغاز يمكن أن تستهلك كميات كبيرة من المياه لأغراض التبريد، مما يؤثر على مصادر المياه المخصصة للشرب أو الزراعة.

 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الاستخدامات للطاقة المتجددة، إذ يمكن أن تستخدم لإنتاج الطاقة المستخدمة في المباني أو المصانع أو وسائل النقل، ويوجد في الوقت الحاضر الكثير من المدن في العالم التي تنتج 100% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، كما تسعى بعض الدول إلى التخلص من استخدام الوقود الأحفوري في التدفئة والتبريد والنقل والصناعة، واستبداله بمصادر الطاقة المتجددة، التي تعد البديل الأنظف والأرخص والأفضل.