التعليم المنزلي فكرة شديدة الحداثة في عالمنا العربي، غير مألوفة والكثيرون يرون أن بها عدة ثغرات ومشاكل قد تجعل تنفيذها على أرض الواقع ضربًا من ضروب الخيال إلا أنها وعلى الرغم من النقد الذي وجه لها لا تزال البديل الأفضل لبعض الأسر، التي ترى أن المنزل هو أفضل خيارات التعلم لدى الأطفال. من أهم المؤسسات الراعية لهذه الفكرة في وطننا العربي مؤسسة ابن خلدون، وتتفهم المؤسسة أن حداثة الفكرة في الوطن العربي تثير العديد من الأسئلة لذا تهتم بالإجابة عن أهم التساؤلات عن فكرة التعليم المنزلي.
يعتمد التعليم المنزلي على جداول دراسية معدة سابقًا ويعطي وزنًا أكبر لاحتياجات الطفل وميوله ويتم بإشراف أحد الأبوين في المنزل
اقرأ/ي أيضًا: الكتاب مع طلبة الجزائر في الشارع
ماهية التعليم المنزلي
هو تعليم بالأساس يعتمد على جداول دراسية معدة سابقًا ولكنه يعطي وزنًا أكبر لاحتياجات الطفل وميوله، يتم بإشراف أحد الأبوين في المنزل وقد يتلقى الطلاب ما يصعب عليهم فهمه من خلال أحد فصول التعليم الموازي أو التدريب التي في الغالب تكون خارج المدرسة.
الأسر القائمة بالتعليم: كيف يكونون؟
الحقيقة أنهم ليس لديهم طبيعة خاصة تميزهم عن غيرهم من الأسر والعائلات، ولا يقف خلف قرارهم بتعليم أبنائهم منزليًا إيديولوجية دينية خاصة بل هم أناس عاديون من مستويات اجتماعية مختلفة عالية ومتوسطة وأقل من متوسطة قررت الإشراف بنفسها على تعليم أبنائها.
التعليم المنزلي والقانون
يعتمد ذلك أولًا على قوانين البلد والمنطقة التي تعيش فيها إلا أنه معترف به في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزلاندا، بعض الإجراءات تكون ميسّرة للتعليم المنزلي وبعضها الآخر يحتاج من الأبوين أن يقوما بتعمير مجموعة كبيرة من الأوراق والمستندات لذا فمن المهم أن يسأل الأبوين عن قوانين التعليم المنزلي في منطقتهما.
اقرأ/ي أيضًا: التعليم.. حل أطفال اللاجئين الأفارقة بالجزائر
التكلفة
ترى مؤسسة ابن خلدون أن كلفة التعليم المنزلي تعتمد على اختيارات الآباء وعلى أي حال فإنه يمكن التحكم في التكلفة من خلال مصادر عامة مثل المكتبات العامة ومقاطع الفيديو التعليمية المجانية والمتاحف والإنترنت كما يمكن الاستعانة بالأدوات التعليمية التي استخدمها آخرون، ولم يعودوا في حاجة إليها.
لكن التكلفة تعلو عندما يختار الأبوين شراء مواد تعليمية جاهزة، كما تزداد التكلفة عند تسجيل طفلك في مدرسة مستقلة على الواب، مثل: Keystone أو Laurel Springs، وبصفة عامة ترتفع تكاليف التعليم المنزلي في المراحل المتقدمة (مرحلة المراهقة) أكثر من المراحل الأقل سنًا (الابتدائية).
المميزات والعيوب
يتساءل كثيرون حول القدرات الاجتماعية للطفل المتعلم منزليًا وانعزاله نظرًا لتلقيه تعليمه في المنزل مما قد يفقده مهارات التواصل مع الآخرين
ثلاث مشاكل أساسية تواجه التعليم المنزلي، أولها اضطرار الأسر للاعتماد على دخل أحد الأبوين فقط نظرًا لضرورة بقاء الآخر في البيت لمساعدة الأبناء في عملية التعليم وهو أمر يضع الآباء أمام تحد كبير. التحدي الثاني هو النقد المستمر الذي يواجهه الآباء من المحيطين بهم مما يصيبهم بالإحباط وفقدان الثقة في قدراتهم وقدرات أبنائهم على الاستمرار. أما آخر مظاهر هذه التحديات هي الفوضى التي يخلقها التعليم المنزلي في المنزل وتراكم الوظائف والتطبيقات والأوراق على الطاولات إلا أن هذه مؤشرات في النهاية لسير العملية التعليمية.
التعليم المنزلي والقبول في الجامعة
ترجح بعض الأفكار أن المتعلمين منزليًا يتميزون بقدرة أعلى على الإبداع والتميز أكثر من أقرانهم ويحققون معدلات أعلى للقبول في كبرى الجامعات. كما أنهم يتفوقون أيضًا في المواد الرياضية نظرًا للوقت المتاح لهم لممارستها أكثر من أقرانهم في التعليم المدرسي، وقد ورد في تقرير نشرته مجلة التايم في 11 أيلول/سبتمبر 2011 أن 26 من كل 35 متقدمًا متعلمًا منزليًا قُبلوا في جامعة ستانفورد للعام الدراسي 2000-2001.
الطفل المتعلم منزليًا والعالم الخارجي
يتساءل كثيرون حول القدرات الاجتماعية للطفل المتعلم منزليًا وعن انعزاله نظرًا لتلقيه تعليمه في المنزل مما قد يفقده كثيرًا من القدرات الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين، وترد مؤسسة ابن خلدون عن ذلك بالقول إن "التعليم المنزلي لا يقتصر فقط على مهارات يتم ممارستها في المنزل بل بالخروج أيضًا في الأنشطة الكشفية وزيارة المتاحف وممارسة الألعاب الرياضية مما يتيح للمتعلم الاختلاط بأعمار متعددة ويمكنه أيضًا التواصل مع مختلف الأجناس مما يطور صورته الذهنية عن العالم من حوله، فتكون أكثر نضجًا من أقرانه الذين يقضون معظم الوقت داخل أسوار المدرسة مختلطين بأطفال لهم نفس الأعمار وخاضعين لأنماط تعليمية تركز على أفكار استهلاكية".
اقرأ/ي أيضًا: