يواجه المنتخب العراقي نظيره الياباني ظهيرة الجمعة، في قمّة مواجهات الجولة الثانية من مرحلة المجموعات بكأس آسيا 2023.
المنتخب العراقي حقّق فوزًا جديرًا على المنتخب الإندونيسي في افتتاح مشواره بالمجموعة الرابعة من كأس آسيا 2023، حيث فاز أسود الرافدين بثلاثة أهداف لواحد، فيما عاد اليابانيون من بعيد أمام المنتخب الفيتنامي، وقلبوا تأخّرهم إلى فوز ثمين بأربعة أهداف لاثنين.
ويعني ذلك أن لقاء الجمعة بين اليابان والعراق سيكون مفصليًا من أجل حسم هوية متصدّر المجموعة الرابعة من كأس آسيا.مورياسو
مدرّب المنتخب الياباني هاجيمي مورياسو أكّد في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة أن اللاعبين اليابانيين تدرّبوا بشكل جيّد، وهم جاهزون للغاية من أجل تقديم أداء قوي أمام العراق، أفضل مما قدموه أمام فيتنام حسب تعبيره.
الأمر ذاته أكّده لاعب مدافع المنتخب الياباني كو إيتاكورا، والذي نوّه إلى أن اللاعبين عازمون على الانتصار، وتركيزهم كبير نحو مباراة الجمعة، والتي تعتبر غاية في الأهمّية حسب قوله.
المدرّب الياباني مورياسو شرح انطباعه عن المنتخب العراقي، ووصفه بـ"الفريق القوي الذي يلعب كوحدة متكاملة"، مشيرًا إلى أن اليابان تعلّمت من أخطائها بلعبة فيتنام، ومؤكدة قناعته بقدرة اليابان على تقديم مباراة أفضل أمام العراق.
وعن كون اليابان مرشّحة فوق العادة لنيل البطولة أكّد مورياسو أن هذا "كلام وسائل إعلام"، مضيفًا أن فريقه يسعى للفوز بالبطولة.
وعن اللحظة المأساوية التي خاضها كلاعب ياباني أمام العراق في 1993، تحدّث مورياسو عن أن اللاعبين الحاضرين معظمهم لم يكن مولودًا في الأصل خلال تلك المباراة، و"ليس لدي ما أقلق بشأنه"، فما هي قصّة مأساة 1993 بين مدرّب اليابان ومنتخب العراق؟
ما هي حكاية مأساة 1993 بين مدرّب اليابان ومنتخب العراق؟
توّجت اليابان بكأس آسيا 1992 للمرّة الأولى في تاريخها، في نسخة استضافتها اليابان بنفسها، وقد كان ذلك ضمن مخطط طويل الأجل، سعى خلاله اليابانيون للوصول إلى كأس العالم كخطوة ثانية، حيث تقام كأس العالم التالية عام 1994 في الولايات المتحدة.
كل الأمور كانت تسير حسب ما هو مخطط بالنسبة لليابانيين، حينها وصلوا للجولة الأخيرة من التصفيات النهائية، وهم حاصلين على المركز الثاني خلف السعودية، ومتقدمين على كوريا الجنوبية بفارق نقطة، علمًا أن فريقين يتأهلان إلى النهائيات بشكل مباشر من هذه المجموعة، وكان الفوز يمنح صاحبه نقطتان والتعادل نقطة واحدة.
اليابان توجّب عليها الفوز على العراق أو انتظار تعثّر كوريا الجنوبية أمام كوريا الشمالية بالوقت نفسه، كي تضمن تأهّلها لنهائيات كأس العالم للمرّة الأولى بتاريخها.
اليابان لعبت مواجهة العراق في الدوحة، علمًا أن العراق تأكّد مسبقًا عدم مشاركتها في المونديال، وبالتالي كان الضغط أكبر على لاعبي المنتخب الياباني، حيث نجحوا في التقدّم بهدفين لواحد، ولامسوا حلم الوصول لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخهم، لكنّ العراق سجّلت هدف التعادل في الوقت بديل الضائع عبر جعفر عمران، لتتحوّل أحلام اليابان إلى كوابيس، وتتأهّل كوريا الجنوبية على حساب اليابان، متفوّقة بفارق الأهداف.
مثّلت هذه المباراة كارثة رياضية بالنسبة لليابان، وربّما هي أكبر لحظة مأساوية للرياضة اليابانية في تسعينيات القرن الماضي، والمفارقة أن مدرّب اليابان الحالي هاجيمي مورياسو كان لاعبًا في صفوف اليابان بتلك المباراة.
عن هذه المباراة تحدّث مدرّب اليابان: "نعم خضت لحظة مأساوية كلاعب عام 1993، والآن ليس لدي ما أقلق بشأنه، ولدي لاعبين لم يكونوا ولدوا حينما خضت تلك المباراة"