انتهى مسلسل التكهّنات بمستقبل كيليان مبابي، بعدما مدّد النجم الفرنسي رحلته مع باريس سان جيرمان حتى عام 2025، ليتلقّى ريال مدريد ضربة موجعة، فهو الذي حاول مرارًا كسب توقيعه منذ سنوات، وظنّ أن الموضوع حُسم لصالحه أكثر من أيّ وقت مضى، لكنّ أمسية السبت ختمت هذه المفاوضات الطويلة، والتي سبّبت الكثير من الجدل طيلة السنوات الماضية.
🚨🔥 عـــاجــل | لحظة إعلان السيد ناصر غانم الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان تجديد عقد كليان مبابي حتى 2025 أمام الجماهير ! pic.twitter.com/Utk5YzpC26
— beIN SPORTS الإخبارية (@beINSPORTSNews) May 21, 2022
مع تألّق اللاعب الفرنسي الشاب كيليان مبابي في نادي موناكو موسم 2016-2017، تهافت كلٌ من ريال مدريد وباريس سان جيرمان على كسب توقيع الأسطورة الفرنسيّة المنتظرة، لكنّ فريق العاصمة قدّم عرضًا لا يمكن رفضه، عقد إعارة مع أحقّية الشراء مقابل 180 مليون يورو، هنا كسبت باريس معركتها مع مدريد ونالت توقيع اللاعب الشاب.
أمسية السبت كانت صاعقة لريال مدريد، خسر نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة السلّة بفارق نقطة واحدة، بعد ذلك بدقائق أعلن مبابي البقاء في باريس سان جيرمان
تألّق مبابي في السنوات التي خاضها مع باريس سان جيرمان، سجّل 168 هدفًا بجميع المسابقات، إضافة إلى 87 تمريرة حاسمة، كلّ ذلك في 216 مباراة فقط "قبل المواجهة الختاميّة في الدوري الفرنسي"، ناهيك عن تألّقه مع منتخب الديوك وقيادته لحمل كأس العالم روسيا 2018، أمور كهذه أسالت لعاب فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد من أجل التعاقد مع كيليان مبابي، فخطّط لسنوات على إدارة الفريق ماليًّا بحيث يكسب توقيع اللاعب، وجعله كالعمود الفقري في مشروع الميرينغي المستقبلي.
تاريخنا يُكتب هنا!
هنا باريس!🔴🔵 #KylianCestParis
pic.twitter.com/Sq623FROBb— باريس سان جيرمان (@PSG_arab) May 21, 2022
كان من المعروف للجميع مدى حبّ كيليان مبابي لريال مدريد، اشتُهرت غرفة نومه حينما كان صغيرًا، تملؤها صور كريستيانو رونالدو بقميص النادي الملكي، وهو اعترف أيضًا بحبّه للفريق الإسباني، بل زاد ذلك بتلميحه للرغبة في اللعب بالدوري الإسباني، وأكّد نواياه رفضه محاولات الإدارة الباريسية تجديد عقده، هنا أيقن الكثيرون أن قدمي اللاعب في باريس، وقلبه في مدريد، وبدأ عرض حلقات مسلسل مستقبل مبابي بشكل متسارع وكثيف.
مسلسل مستقبل مهاجم باريس سان جيرمان حظي بالكثير من الإثارة والتقلّبات، حربٌ باردة بين إدارة الناديين على اللاعب، ارتبط مبابي بمشروع الفريقين، وصارت المنافسة عليه تحدّد مصير مستقبل الفريقين بشكل عام، من أجل ذلك بذل كلّ فريق طاقته القصوى لكسب توقيعه، ومع رفض اللاعب الإدلاء بأي تصريح مباشر، والاكتفاء بالتلميحات التي تقبل عديد التفسيرات، استمرّ الغموض إلى أن وصلنا لموسم انتقالات صيف 2021.
باريس سان جيرمان أجرى موسم انتقالات تاريخيّ، جلب أسطورة كرة القدم ليونيل ميسي، ونجومًا كبار أمثال سيرجيو راموس وجورجينيو فينالدوم وأشرف حكيمي وجيانلويجي دوناروما، توقيت هذه الصفقات كان قبل نهاية عقد كيليان مبابي بعام واحد، ما سيساهم بشكل كبير في إقناع اللاعب بمشروع النادي الفرنسي.
أيقن الكثيرون أن قدمي اللاعب في باريس، وقلبه في مدريد، وبدأ عرض حلقات مسلسل مستقبل مبابي بشكل متسارع وكثيف، قبل أن يفجّر مبابي المفاجأة ويعلن البقاء في باريس.
هنا أدرك الريال أن عليه جلب مبابي بكلّ ما أوتي من قدرة ماليّة، فبدأ فصل جديد من المفاوضات بين الإدارتين، حاول فلورينتينو بيريز كسب التوقيع بمبلغ قياسي بالنسبة للاعب تبقّى من عقده عامًا واحدًا، ووصل المبلغ الذي عرضه الريال إلى 180 مليون يورو، وهو يساوي قيمة عقد مبابي مع فريق العاصمة، ومع ذلك أصرّت الإدارة الباريسية على رفض كلّ العروض، تزامن ذلك مع رفض مبابي لتجديد عقده.
لم يبق أمام إدارة ريال مدريد سوى انتظار نهاية عقد مبابي مع باريس سان جيرمان، سيصبح اللاعب حرًّا ويحرم فريقه من مكاسب ماليّة كان الريال سيزجّ بها في خزينة النادي، كلّ المؤشّرات دلّت على التسليم بانتقال مبابي إلى ريال مدريد، إلى أن تم قبل أيام إعلان توصّل اللاعب لقرار حسم به وجهته القادمة، وسيعلن ذلك في عطلة الأسبوع "مساء السبت أو الأحد".
في الأيام القليلة الماضية انشغل المتابعون بتخمين وجهة مبابي، هل سيختار باريس سان جيرمان، أم ينحاز لما يمليه عليه قبله، هل الأفضل له البقاء في ناد دفع مئات الملايين من الدولارات لكسب بطولة نالها الريال 13 مرّة، وهو أمام خطوة واحدة لنيل اللقب الـ14، أي المشروعين هو الأنجح بالنسبة لمبابي؟، أسئلة كثيرة أكثر إجاباتها كانت تشير لقرب مبابي من النادي الملكي، وزاد من تسليم مشجّعي الميرينغي بهذا المصير مقابلة مبابي مع هنري، والتي مازح بها النجم الفرنسي السابق كيليان مبابي بخصوص تعلّمه للغة الإسبانية، حوت هذه المقابلة تلميحات واضحة إزاء مستقبل اللاعب دون أخذ أي تصريح مباشر منه، النيّة واضحة، الفريق الذي اختاره مبابي هو ريال مدريد.
لكنّ الصدمة بالنسبة لعشّاق ريال مدريد أتت ظهيرة السبت، حينما تداولت الكثير من الصحف العالميّة أمثال ليكيب وآس أنباء عن وجهة كيليان مبابي، والذي قرّر البقاء في نادي باريس سان جيرمان، الأمر الذي تمّ التأكّد منه رسميًا قبيل انطلاق المباراة الختاميّة لباريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي، هنا ظهر رئيس النادي ناصر الخليفي وقدّم للجماهير بشكل رسميّ كيليان مبابي، حاملًا قميصًا مكتوبٌ عليه 2025، وهي المدّة التي أعلن الخليفي بقاء النجم الفرنسي خلالها مع فريق العاصمة.
طريقة اختيار اللاعب البقاء في باريس كانت مهينة لناد كبير بحجم ريال مدريد، كان بإمكانه رفض العروض المقدّمة بداية دون إقحام إدارة الريال بمسلسل طويل كهذا
يوم السبت كان صاعقًا بالنسبة لريال مدريد، بنى بيريز مستقبل الفريق على أساس انضمام مبابي، لكنّ ذلك لم يحدث، حيث هُزم الميرينغي في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة السلّة بفارق نقطة وحيدة فقط، أمام حامل القب أناضولو إيفيس التركي، ولأجل المصادفة، بعد الخسارة بدقيقتين تقريبًا، ظهر مبابي رفقةالخليفي في ملعب حديقة الأمراء من أجل إعلان البقاء في الفريق.
طريقة اختيار اللاعب لباريس كانت مهينة لناد كبير بحجم ريال مدريد، كان بإمكانه رفض العروض المقدّمة بداية دون إقحام إدارة الريال بمسلسل طويل كهذا، أو حتى الإفصاح قبل أيام بوجهة الفريق الذي اختاره من حينها، دون انتظار أمسية السبت، ويرى مشجّعون للريال أن مبابي لم يخذل الميرينغي فحسب، بل استهزأ به حينما أجرى مقابلة مع هنري تخصّ تعلّمه اللغة الإسبانيّة، هذه المقابلة التي حدثت بعد اتخاذ مبابي لقراره، علمًا أن هنري نفسه حضر المباراة الختاميّة في الدوري الفرنسي التي تمّ إعلان بقاء مبابي في الفريق من خلالها.
كما هي السنوات القليلة الماضية، يبدو المستقبل مثيرًا وشديد التنافسيّة بين باريس سان جيرمان وإدارات الأندية الكبرى كريال مدريد وبرشلونة، الاتحاد الإسباني لكرة القدم تقدّم بشكوى ضدّ باريس سان جيرمان "لخرق قواعد اللعب المالي النظيف" حسب بيان الاتحاد، وريال مدريد سيسعى لتجاوز هذه الصفعة بصفقات تساهم بمشروعه المنتظر، وربّما تكون ربّ ضارّة نافعة، فالأموال التي كادت أن تُصرف على مبابي كفيلة بجلب أكثر من لاعب يفيد الميرينغي، هذا الفريق الذي وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا بأقلّ الإمكانيات، سيكون قادرًا على إكمال مشروعه بأدوات أخرى، لكنّ الأنظار ستتجه نحو باريس سان جيرمان ومشروعه الاستثنائي، والذي أمّن أبرز ركائزه حتى عام 2025.