تعتبر بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز من أقوى بطولات كرة القدم في العالم، لما تحويه من فرق قوية، تضم في صفوفها أبرز نجوم كرة القدم العالميين، فهي أكثر بطولة تتضمن أندية فازت بدوري أبطال أوروبا، وأكثر بطولة متابعة حول العالم، وتملك أنديتها مئات الملايين من المشجعين في شتى أنحاء الأرض، ناهيك عن كونها من أغنى أندية العالم وأكثرها قيمة سوقية، ليصبح الدوري الإنجليزي أغلى بطولة كروية في العالم من حيث المتابعة وحقوق التسويق والبث.
من أسباب قوّة الدوري الإنجليزي هو كثرة المواجهات الثنائية، ومباريات القمم التي يندر أن تحدث جولة من جولاته الـ38 دون تواجد مباراة قمة واحدة على الأقل، ومن القمم الكلاسيكية في البريميرليغ مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي.
مانشستر يونايتد هو أكثر أندية إنجلترا تحقيقًا للقب الدوري الإنجليزي، وسبق أن نال مسابقة دوري أبطال أوروبا، وبالتالي هو ليس من أقوى أندية الدوري الإنجليزي فحسب، بل أفضلها على الإطلاق من الناحية التاريخية والجماهيرية، بالمقابل نادي تشيلسي يعتبر من أقوى أندية المسابقة، ناهيك عن كونه قوة عظمة في أندية لندن بالبريميرليغ، سيما وأنه الوحيد من العاصمة البريطانية الذي فاز بدوري أبطال أوروبا، فعلها بمناسبتين عامي 2012 و2021.
بداية التنافس الفعلي بين مانشستر يونايتد وتشيلسي
مانشستر يونايتد وتشيلسي يعتبران من أعرق الأندية في العالم، فاليونايتد تأسس عام 1878، وتشيلسي تم تأسيسه في عام 1906، لكن التنافس الحقيقي على زعامة البريميرليغ كان فعليًا في بدايات القرن الحالي، وقتها أصبح الفريقان من أقوى الأندية في أوروبا، ووصل الأمر إلى أن لعبا وجهًا لوجه في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2007-2008.
فمانشستر يونايتد يحتل المركز الأول كأكثر فريق نال لقب البريميرليغ بواقع 20 بطولة، بالمقابل توّج تشيلسي باللقب في 6 مرات، واحدة منها فقط كانت في خمسينيات القرن الماضي، والألقاب الخمسة الباقية كانت في القرن الحالي، والذي عاش فيه البلوز فترتهم الذهبية.
في تسعينيات القرن الماضي، وبدايات القرن الحالي، كان التنافس في إنجلترا محصورًا بشكل كبير بين العملاقين مانشستر يونايتد وآرسنال، ولكن في موسم 2003-2004، حقق مدرب شاب برتغالي اسمه جوزيه مورينيو إنجازًا تاريخيًا مع نادي بورتو، فقاده للتتويج بدوري أبطال أوروبا، ليتخذ مالك نادي تشيلسي الملياردير الروسي رومان إبراهيموفيتش قرارًا باستقدام مورينيو للبلوز.
ذروة التنافس بين مانشستر يونايتد وتشيلسي
أسس مورينيو فريقًا يضم العديد من النجوم، ودخل مورينيو سريعًا في أجواء الدوري الإنجليزي، فتوّج باللقب في سنته الأولى للمرة الأولى منذ خمسين عامًا، وقاد تشيلسي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.
مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي أصبحت تعتبر من المواجهات الكلاسيكية المرتقبة في كل موسم، والفريقان يحويان تشكيلتين تعتبران من أغلى التشكيلات في العالم
حافظ تشيلسي على لقبه في بطولة البريميرليغ للموسم الثاني تواليًا عام بموسم 2005-2006، متفوّقًا على مانشستر يونايتد، لكن الشياطين الحمر نجحوا في تحقيق الدوري الإنجليزي في ثلاثة مواسم متتالية، اثنان منها كانوا على حساب تشيلسي الوصيف بفارق ضئيل للغاية من النقاط. وبعد ثلاثية اليونايتد في البريميرليغ عاد تشيلسي واقتنص اللقب بفارق نقطة عن اليونايتد في موسم 2009-2010، ليستعيد اليونايتد مجددًا اللقب في الموسم التالي 2010-2011، والمنافس المباشر والوصيف كان أيضًا هو تشيلسي، وبعد تلك الفترة، دخل منافسًا جديدًا على الخط، واقتحم الصراع الثنائي بين مانشستر يونايتد وتشيلسي على بطولة البريميرليغ، ونحكي عن مانشستر سيتي.
مانشستر يونايتد وتشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2008
بالعموم، احتكر مانشستر يونايتد وتشيلسي بطولة الدوري الإنجليزي طيلة 7 سنوات، وكان التنافس بينهما شرسًا للغاية بين موسمي 2004-2005 و2010-2011، لكنّ "ثنائية القطب" بين مانشستر يونايتد وتشيلسي لم تكن محصورة في الدوري الإنجليزي أو المسابقات الإنجليزية فحسب، بل كان الناديان هما من أقوى الفرق على الإطلاق في أوروبا.
وأفرز ذلك عن مواجهة تاريخية جمعت الفريقين، حيث التقيا في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2007-2008، وقتها أقيم اللقاء في موسكو، وكان أوّل نهائي في دوري الأبطال يجمع طرفين إنجليزيين، في ترجمة حقيقية لهيمنة الفريقين على المسابقة الإنجليزية من جهة، وقوّتهما على الصعيد الأوروبي والعالمي من جهة أخرى.
كان تشيلسي يطمح للتتويج بمسابقة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، ليصبح النادي اللندني الوحيد الذي يظفر بذات الأذنين الطويلتين، لكن في الوقت نفسه، كان مانشستر يونايتد قويًا للغاية، يملك نجومًا تاريخيين كرايان غيغز وبول سكولز وواين روني وكريستيانو رونالدو، ويدربهم السير أليكس فيرغسون، الطامح لمنح فريقه البطولة الأوروبية الثالثة في تاريخ النادي.
المباراة انتهى وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، ليلجأ مانشستر يونايتد وتشيلسي لركلات الترجيح، والتي كانت مليئة بالتقلبات واللحظات الدرامية، حيث توّج مانشستر يونايتد باللقب، وسط حسرة كبيرة من نجوم تشيلسي، والذين سيتأجل تحقيق حلمهم الأوروبي حتى عام 2012، وقتها فاز البلوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ في عقر داره بركلات الترجيح أيضًا، ويعيد البلوز الكرة في عام 2021، حينما يحقق اللقب على حساب نادي إنجليزي آخر يتبع أيضًا لمدينة مانشستر، وهو مانشستر سيتي، ليثبّت تشيلسي مكانه كأحد أقوى أندية إنجلترا والعالم في الوقت الحالي.
بطولات مانشستر يونايتد وتشيلسي
لو نظرنا إلى خزانة بطولات مانشستر يونايتد وتشيلسي، سنجد اليونايتد يتفوّق على البلوز بشكل كبير محليًا، وبشكل طفيف أوروبيًا، ولكن بما أن التنافس الحقيقي بين الناديين بدأ في القرن الحالي، فسنجد أن الفريقين يعتبران من أكثر الأندية الأوروبية التي فازت بالبطولات في القرن الحالي.
فمانشستر يونايتد حقق في القرن الحالي 25 لقبًا محليًا وقاريًا، نال الدوري الإنجليزي 8 مرات، وكأس الدرع الخيرية 7 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 5 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، والدوري الأوروبي مرة واحدة، وكأس العالم للأندية مرة واحدة.
فيما فاز تشيلسي منذ عام 2000 وحتى الآن بـ23 لقباً محلياً وقارياً، فحقق الدوري الإنجليزي 5 مرات، وكأس الدرع الخيرية 3 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي 6 مرات، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 3 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الأوروبي مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرة واحدة، وكأس العالم للأندية مرة واحدة.
حصيلة مواجهات مانشستر يونايتد وتشيلسي
تقابل مانشستر يونايتد وتشيلسي في جميع المسابقات الممكنة محليًا بإنجلترا، ولعبا في دوري أبطال أوروبا، وأول مباراة جمعت الفريقين كانت عام 1930، وآخرها كانت في 4 نيسان/أبريل 2024 ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز.
بالمجمل لعب مانشستر يونايتد وتشيلسي 164 مباراة، فاز مانشستر يونايتد في 67، وانتصر تشيلسي على اليونايتد في 51 مباراة، فيما انتهت مباراة اليونايتد وتشيلسي بالتعادل في 46 مناسبة. وخلال هذه المواجهات سجل مانشستر يونايتد في شباك تشيلسي 268 هدف، فيما سجل تشيلسي 222 هدفًا في شباك مانشستر يونايتد.
مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي أصبحت تعتبر من المواجهات الكلاسيكية المرتقبة في كل موسم، سواء كان في الدوري الإنجليزي أو البطولات المحلية الأخرى، والفريقان يحويان تشكيلتين تعتبران من أغلى التشكيلات في العالم، ومهما كان ترتيبهما متباينا في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، فالفوز بلقاء مانشستر يونايتد وتشيلسي يعتبر بالنسبة للكثيرين بطولة بحد ذاته.
