انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام مقطع فيديو يكشف آثار الضرب والتعذيب على جسد المواطن مجدي مكين، سمّي فيما بعد بـ"قتيل الأميرية"، واتهمت أسرته قسم الشرطة بتعذيبه حتى الموت بعد القبض عليه على يد النقيب كريم مجدي، ما هزّ "فيسبوك وتويتر" خلال اليومين الماضيين ليتحول الحادث إلى قضية رأي عام بالقاهرة تحت شعار "خالد سعيد جديد"، وليعيد إلى الواجهة مرة أخرى، قضايا الموت نتيجة التعذيب من قبل الأجهزة الأمنية في مصر.
مجدي مكين مواطن مصري قتل بالتعذيب داخل قسم شرطة، بعد أن اعتقله ضابط لاصطدام عربة مجدي "الكارو"(عربة بحمار) بميكروباص كان يستقله الضابط
وظهرت في الفيديو، الذي انتشر بشكل مهول، مشاهد تعذيب قاسية على جسد "مكين"، ونزيف وآثار دماء على مؤخرته وخلف أذنه وورم حول العينين.
اقرأ/ي أيضًا: مصر..استبعاد "رموز يناير" من العفو الرئاسي
وترجع بداية الاشتباك إلى مساء الأحد الماضي، خلال عودة "مكين"، خمسين عامًا، من عمله بالزاوية الحمراء، مستقلًا عربة "كارو"، وجرت مشادة كلامية مع نقيب شرطة بقسم الأميرية أدّت إلى الاعتداء عليه، واقتياده إلى قسم الشرطة، وعلمت أسرته، صباح الاثنين، بوجود جثته في مستشفى "الزيتون".
وروى أهالي القتيل ما جرى تفصيلًا، في تصريحات صحفية، حيث قبض على "مكين" بصحبة عامل في قهوة وصاحب كشك وتعرضوا للضرب داخل القسم، وحاول "النقيب" المتهم إجبار الاثنيْن الآخرين على الاعتراف بأن "مكين" كانت بحوزته مخدرات وهو سبب القبض عليه.
وأضاف هاني، شقيق "مكين"، أن "المشكلة بدأت حين اصطدمت عربة الكارو التي كان يسير بها مجدي بميكروباص الأمناء والضابط دون قصده، فأجبروه على الوقوف لكنه ظل يؤكد إنه (لم يقصد) وبدأ في الجري خوفًا من بطشهم، لكنهم طاردوه، وتمكنوا من القبض عليه".
ووصف ما جرى: "شتم الضابط مجدي بأبشع الألفاظ، قبل أن يقاطعه: (بتشتمني ليه؟.. أنا من سن أبوك، ترضى حد يشتم أبوك؟).. وهو ما زاد غضب النقيب، الذي ضاعف سبابه وشتائمه، فردّ: (ربنا ينتقم منك)، ما أثار غضب سيارة الشرطة بالكامل.. التي انهالت عليه بالضرب".
وتابع: "قلعوه هدومه كلها وسحلوه في الأرض، داسوا عليه بالجزم وأجبروه الجلوس على فحم مما تسبب في تهتكات وإصابات في جسده، وأجبروه على النوم على وجهه وقيّدت يده من الخلف، وعندما حاولوا إيقافه مرة أخرى سقط أرضًا.. وبعد نقله للمستشفى.. توفي"، وفقًا لما أكّدته مصادر طبية بالمستشفى.
اقرأ/ي أيضًا: مصر..لجنة المحبوسين بين ضعف المصداقية وآمال العفو
ولا يزال الشاهدان، اللذين تعرّضا للضرب للاعتراف على "مكين"، مصابين، الأول بعشر غرز في رأسه، وقطع في شفتيه، والآخر سقطت أسنانه، وذلك وفقًا لبلاغ مقدّم للنائب العام.
وانتشر هاشتاج #مجدي_مكين على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية ليظهر في نحو عشرة آلاف "تويت"، خاصة بعد محاولات تلفيق قضية "مخدرات" للقتيل، ومحاولة أخرى لتبرئة ساحة الضابط المتهم بقتله بإخلاء سبيله بعد الاستماع لأقواله، بعدما قالت الشرطة المصرية إنه توفي إثر هبوط في الدورة الدموية، عقب مطاردة الأمن له.
فيما أكد المستشار عمر مروان، رئيس "الطب الشرعي" أن المصلحة أصدرت فقط تصريحًا باتخاذ إجراءات دفن المواطن المجني عليه مجدي مكين، وأنها لم تصدر حتى الآن تقرير الصفة التشريحية عن حالته.
وذلك عكس ما تشيع "الداخلية" بأن "الطب الشرعي" وصف حالته بـ"هبوط في الدورة الدموية"، وهو ما تداولته بعض الصحف والمواقع كتصريحات منسوبة لجهات أمنية قالت أن الهبوط ناتج عن إصابته بالسكر وارتفاع ضغط الدم.
وأوضح رئيس "الطب الشرعي"، في بيان مساء اليوم أنه تم توقيع الكشف الطبي الظاهري على جثمان المواطن المجني عليه وتشريح الجثة وأخذ العينات منها لإجراء التحاليل الطبية اللازمة، مشيرا إلى أن نتائج هذه الإجراءات والتحاليل تستغرق بعض الوقت.
وسرت أنباء – لم تتأكد بعد – عن أن النقيب المتهم بالقتل نجل النائب مجدي عبد العزيز سيف، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة حقوق الإنسان، ولم يصدر "نفي أو تأكيد" حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا: