ألترا صوت - فريق التحرير
كثفت السلطات البيلاروسية تصعيد الضغط على وسائل الإعلام من خلال رفع دعاوى جنائية ضد الصحفيين، معتمدة هذا الأسلوب الجديد بعد أكثر من 5 أشهر من حملة انتهاكات ممنهجة لحرية الصحافة. بهذا الخصوص أحالت منظمة مراسلون بلا حدود وجمعية الصحفيين البيلاروسية شكاوى عن الاعتقالات التعسفية بحق الصحفيين إلى الأمم المتحدة. وقد بدأ التضييق على الصحفيين بشكل أكثر تكثيفًا منذ الانتخابات الرئاسية التي حصلت في 9 آب/أغسطس 2020، التي وصفت بأنها مزورة، بحسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الصادر يوم 27 كانون الثاني/يناير 2021. وقد بدت هذه الممارسات أكثر تهديدًا منذ بداية هذا العام حيث وجهت تهم جنائية ملفقة قد تصل عقوبتها إلى سنوات عدة في السجن لعدد من الصحفيين.
تصنف بيلاروسيا من قبل منظمة مراسلون بلا حدود في المرتبة 153 ضمن مؤشر حرية الصحافة العالمي
وتخضع حاليًا مجموعة من الصحفيين للتحقيق، وتوجه إليهم اتهامات جنائية. الأمر الذي دفع المنظمتين المذكورتين أعلاه إلى إحالة ملفات 15 صحفي معتقل تعسفيًا إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الرأي والتعبير. وقالت رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، جين كافيلير "إن السلطات البيلاروسية تنتهج تكتيكًا جديدًا تقوم فيه بحبس الصحفيين بشكل دائم لمنعهم من تغطية الاحتجاجات التي استمرت لأكثر من 5 أشهر على الرغم من القمع".
اقرأ/ي أيضًا: لوكاشينكو يستعين ببوتين لقمع المعارضة والصحافة في بيلاروسيا
وأضافت كافيلير "الصحفيون الذين تم تغريمهم وسجنهم لمدة تصل إلى 15 يومًا بتهم (إدارية) يواجهون الآن إمكانية السجن لعدة سنوات"، وأشارت إلى أن هذه الاتهامات الموجهة لهم غير واقعية وهي أقرب ما تكون إلى السخرية، وقد عبرت كافيلير بالقول أن "الرئيس أليكسندر لوكاشينكو يشن حربًا رهيبة ضد وسائل الإعلام وحرية التعبير والحريات الصحافية"، ما يستوجب من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ممارسة كل الضغوط على النظام البيلاروسي لدفعه إلى إطلاق سراح الصحفيين ووضع حد لهذه الانتهاكات.
تضم قائمة الصحفيين المعتقلين في بيلاروسيا أندريه ألياكسندراو، وهو مدير لإحدى أقدم وكالات الأنباء المستقلة في البلاد، وقد وجهت إليه اتهامات مالية وقامت القوات الأمنية بتفتيش مكاتب الوكالة الإخبارية وصادرت عدة مستندات ووثائق وأجهزة حاسوبية. كما وجهت الاتهامات ضد كل من الصحفيين كاتسيارينا أندرييفا وداريا شالتسوفا. ويذكر بأن الصحفية كاتسيارينا أندرييفا كانت قد نشرت استقصاء صحفيًا عن حالة وفاة لإحدى الشخصيات المعارضة حيث تعرضت الشخصية المعارضة للضرب المبرح حتى الموت في ظروف غامضة أثناء الاحتجاز.
وكانت السلطات قد احتجزت 6 صحفيين من نادي الصحافة البيلاروسي المستقل ضمن تهم مختلفة منها التهرب الضريبي، وتم ترحيل صحفيين أخرين من البلاد ومنعهم من دخول البلاد، وحصل ذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020. وقد وجهت تهم إلى 8 صحفيين أخرين بإهانة الرئيس لوكاشينكو ومخالفة قوانين البلاد والوقوف ضد عمل السلطات والقوى الأمنية. وبموجب قانون إداري زادت العقوبات والغرامات المالية عليهم.
يحكم الرئيس البيلاروسي أليكسندر لوكاشينكو البلاد منذ العام 1994، وأعيد انتخابه في آب/أغسطس 2020 لولاية جديدة مدتها 5 سنوات، وشهدت البلاد في ظل حكمه قمعًا متواصلًا للحريات الصحافية
كما قامت السلطات بسحب تراخيص عمل عدة مواقع إلكترونية وحجبها عن الجمهور في بيلاروسيا، كما جاء في مقطع مصور لرئيسة تحرير إحدى المواقع الإخبارية، وتدعى مارينا زولوتوفا، إذ وصفت الوضع بالقول "الصحفيون كانوا يغطون الاحتجاجات ويقومون بواجبهم الإعلامي المهني، وكانوا يضعون الشارات الإعلامية على ملابسهم ويحملون أدوات إعلامية كالكاميرات وغيرها، لكن وجهت إليهم تهم المشاركة بالاحتجاجات، وقد أخذ القضاة بأقوال وشهادات رجال الشرطة الذين أدلوا بشهاداتهم عبر الفيديو عن بعد ودون إظهار وجوههم أو الإعلان عن هوياتهم".
اقرأ/ي أيضًا: وصول عدد الصحفيين المعتقلين خلال سنة 2020 إلى رقم قياسي جديد عالميًا
في المقابل تصنف بيلاروسيا من قبل منظمة مراسلون بلا حدود في المرتبة 153 ضمن مؤشر حرية الصحافة العالمي. وقد صدرت عدة تقارير دولية حول مسألة حرية الصحافة في بيلاروسيا. من هذه التقارير ما صدر عن الأمم المتحدة لرصد كافة أوجه القمع في البلاد، منها ما يتعلق بعقوبات الإعدام وتنفيذ الأحكام، ومنها ما يتعلق بحرية التعبير والحريات الصحفية والإعلامية وحريات تناقل المعلومات وحرية التجمع والتظاهر وحريات الأشخاص ذوي الإعاقة ورفض التعاون مع الهيئات الدولية وغيرها من القضايا.
وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر في 12 آب/أغسطس 2020 يرصد القمع الحاصل بحق المتظاهرين والصحفيين وضد كل التحركات الحقوقية. قالت مديرة منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية ماري ستروثرز أنه "من المروع أن نرى المدى الذي ستذهب إليه الحكومة لقمع تداول المعلومات ومهاجمة المراسلين بالهراوات والرصاص المطاطي وتحطيم معداتهم وإلقاء العشرات منهم في السجون". ويذكر أن الرئيس البيلاروسي أليكسندر لوكاشينكو يحكم البلاد منذ العام 1994، وأعيد انتخابه في آب/أغسطس 2020 لولاية جديدة مدتها 5 سنوات، وشهدت البلاد في ظل حكمه قمعًا متواصلًا للحريات الصحافية.
اقرأ/ي أيضًا:
زعماء يستخفّون بكورونا: "استعينوا بالفودكا والساونا" للقضاء على الفيروس
هل يستعيد الاقتصاد الأمريكي عافيته في 2021 بعد تسجيل أسوأ انكماش منذ 1946؟