09-يوليو-2024
يورو 2024

موقعة معقدة تكتيكيًا بين إسبانيا وفرنسا

ستكون أمسية الثلاثاء شاهدة على موقعة مرتقبة تجمع بين فرنسا وإسبانيا في نصف نهائي يورو 2024، ملعب أليانز أرينا سوف يستضيف هذه القمة المرتقبة التي تحوي 3 بطولات كأس عالم، و5 بطولات كأس أمم أوروبا، واثنتان في دوري أمم أوروبا.

الفريقان قدما مستويات متباينة في هذه البطولة، واحدٌ أمتع المتابعين بعروضه المميزة، وآخر أوصله اللعب المتحفّظ إلى مربّع الكبار، رغم احتواءه على عناصر هي الأقوى والأفضل، وكفيلة بأن تمنح الفريق اللقب بأكثر المستويات متعة.

من سيكسب معركة خط الوسط بين كانتي ورودري، سيكون على الأغلب هو الفريق الأقرب للوصول إلى نهائي يورو 2024

لكن الأكيد ان موقعة الأليانز أرينا ستكون مختلفة عن المباريات السابقة، سيكون لها حساباتها التكتيكية المختلفة، فهي مباراة تُكسب ولا تُلعب، فما هي تفاصيل المعركة التكتيكية المرتقبة بين إسبانيا وفرنسا؟

غياباتٌ مؤثرة

تفتقد إسبانيا لأهم عنصرين في خطوطها الخلفية، حيث سيغيب كلٌ من داني كارفاخال الذي تلقى بطاقة حمراء أمام ألمانيا، كذلك المدافع روبن لو نورماند بسبب تراكم البطاقات الصفراء، غياب اللاعبين عن تشكيلة إسبانيا سيحدث للمرة الأولى في يورو 2024، وفي الغالب سيعتمد المدرب دي لا فونتي على الخبير خيسوس نافاس في مركز الظهير الأيمن.

على الورق، ستكون فرنسا قادرة على التفوق في جهة نافاس، لأن اللاعبين الذين سيواجهونه أغلبهم من الشباب، فصاحب الـ38 عامًا قد يلعب أمامه كيليان مبابي، أو عثمان ديمبلي، أو باركولا، كلّهم أصغر سنًا من نافاس بفارق كبير، ويتمتعون بلياقة عالية وسرعات مذهلة.

أجنحة إسبانية يصعب إيقافها

تمتلك إسبانيا جناحين شابين، أرعبا كل من واجههما في يورو 2024، ونحكي عن اللاعب الناشئ لامين يامال، واللاعب الشاب نيكو ويليامز، سيكون على المنتخب الفرنسي الحد من خطورة هذين السلاحين الهامين، وإلا فستكون العواقب وخيمة.

ولو نظرنا إلى الطرفين المقابلين، فسنجد أن المدافعين كوندي وهيرنانديز ستكون مهمتهما إيقاف جناحي إسبانيا، وهي مهمة صعبة للغاية، وذلك سيؤثر بشكل كبير على مردودهما الهجومي أيضًا، فطالما ساهم كوندي وهيرنانديز في إمداد المهاجمين بعرضيات خطرة، وتواجد لاعبين مثل يامال وويليامز، قد يحصر الظهيرين كوندي وهيرنانديز في مناطقهما الخلفية، وقد يؤثر ذلك في مجرى المباراة بشكل كبير، فتنحصر في خطّ الوسط، والذي به ستُحسم معركة السيطرة على اللقاء في الغالب.

المعركة الفاصلة

بما أن منتخبي إسبانيا وفرنسا لديهما القوة الهجومية، والتي منحتها ظروف المباراة، والمتمثلة بغياب مدافعين من إسبانيا بسبب الإيقاف، وتألق الجناحين الإسبانيين اللافت، ففي الغالب ستشكل معركة خط الوسط بالتحديد الفارق، والفائز فيها سيمنح فريقه الأفضلية على منافسه في اللقاء.

مباراة إسبانيا وفرنسا ستحوي أفضل لاعبَين في خطّ الوسط بهذه البطولة، أولهما هو الإسباني رودري، قلب الماتادور النابض، والذي عن طريقه يتم تحديد نسق مباريات إسبانيا في هذه البطولة، بتمريراته الطولية والعرضية، والتحاماته البدنية المميزة، وافتكاكه للكرة السلس من الخصوم، ناهيك عن الذكاء الهائل في التمركز واللعب دون كرة.

على الجانب الآخر يملك منتخب فرنسا جوهرة استثنائية في خط الوسط، ونحكي عن نغولو كانتي، والذي لا يتوقف عن الركض، تجده في كلّ مكان بأرضية الملعب، هو لاعب مقاتل بالفطرة، ويصعب تجاوزه، وفي الغالب أن معركة كانتي ورودري ستكون نتيجتها حاسمة، فاللاعب الذي يؤدي أفضل من الآخر في أمسية الثلاثاء، سيمنح فريقه أفضلية للعبور إلى نهائي يورو 2024.