وافقت المقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثي وصالح من جهة أخرى على إيقاف الحرب مؤقتا، وبدوره أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ" عن بدء سريان الهدنة من منتصف ليلة العاشر من نيسان/أبريل القادم واستئناف المفاوضات برعاية أممية في الثامن عشر من الشهر ذاته في دولة الكويت، وقال ولد الشيخ إنه لا بديل عن إنهاء الحرب التي تُلحق أضرارًا كبيرة قد يتعذر إصلاحها في اليمن والمنطقة، وأشار إلى أن هناك فرصة حقيقية يجب التماسها لإيقاف العنف وآثاره على الأصعدة الاجتماعية والإنسانية.
رغم إعلان وقف إطلاق النار في اليمن، كثف الحوثيون من تعزيزاتهم العسكرية في جبهات القتال، وعلى رأسها جبهة مدينة تعز، وهو ما خيب آمال الكثيرين
من جهته، استنكر الصحافي "عامر علي" المماطلة في الهدنة المتفق عليها مؤخرًا وتأخر بدء سريان قرارها على حساب دماء اليمنيين التي تراق في الجبهات، وقال لـ"الترا صوت": "رجال المقاومة في الجبهات والمواطنون في مناطق الصراع يثمنون ويعدون الدقائق والويلات تحيط بهم، لكننا نجد قوات التحالف اتفقت مع الحوثيين على إيقاف الحرب مؤقتًا بعد نحو نصف شهر، هذه الفترة الزمنية الكبيرة التي تفصلنا عن بدء الهدنة إنما هي لموافقة الأجندة الحوثية، كما تكشف لنا عن عدم جدية إنهاء الدور السياسي للحوثيين".
اقرأ/ي أيضًا: انتقام بروكسل..القهر والقهر المضاد
وبحسب الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي "العسيري" فإن الحل في اليمن سيكون سياسيًا، وعبر اتفاق وطني بين السلطات الشرعية والحوثيين، دون وجود أي دور سعودي يذكر.
ويرى مراقبون أن الحوثيين نجحوا في تجزئة ملف الأزمة في اليمن، وكسب القوة والوقت لإعادة ترتيب أجندتهم، خصوصًا وأنهم أبرموا هدنة قبل بضعة أيام أزالت عن السعودية الكثير من العناء والمواجهات على أراضيها الحدودية مع اليمن.
كما جاء إعلان وقف إطلاق النار من قبل الأطراف المتصارعة وتأمين المساعدات الإنسانية والأدوية لمحافظة صعدة المعقل الأول للحوثيين، في وقت كثف فيه الحوثيون من تعزيزاتهم العسكرية في جبهات القتال المختلفة وعلى رأسها جبهة مدينة تعز وسط اليمن، تصعيد خيب آمال الكثير من اليمنيين في نجاح أي مفاوضات.
المواطن "الحاج محمد" أوضح لـ"الترا صوت" أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها مؤخرًا ليست إلا تكتيكًا سياسيًا يعطي للرئيس السابق علي عبد الله صالح وأعوانه الحوثيين الوقت لتعزيز أنفسهم بالسلاح لاستمرار الحرب بعد ذلك، حتى يتم الاعتراف به كجزء لا يتجزأ من حل الأزمة في اليمن، وعبر مواطن آخر لـ"الترا صوت" عن استيائه من هذه الهدنة والمفاوضات التي ستعقبها والتي لن تكون إلا كسابقاتها من الهدن والمفاوضات التي لم يلتزم بها الحوثيون، ولكنهم كانوا يوافقون عليها كلما تم تضييق الخناق عليهم ولحقتهم الهزائم في جبهات القتال.
اقرأ/ي أيضًا: هل يصمد وقف إطلاق النار في اليمن؟
باحثون سياسيون أيضًا من جهتهم يرون فشل الهدنة والمفاوضات القادمة التي تم الاتفاق عليها، خصوصًا وأنه خلال الجولتين السابقتين من المفاوضات التي عقدت في مدينة " بيل السويسرية" لم تلتزم جماعة الحوثي وصالح بمخرجاتها ولم يبدوا أي نوايا حسنة حيالها، فضلًا عن أنه مازال يقبع في معتقلاتهم العديد من القيادات العسكرية وعلى رأسهم وزير الدفاع اليمني وشقيق الرئيس هادي.
لكن المحلل السياسي "وائل القباطي" مدير تحرير موقع وصحيفة عدن تايم كان له رأي آخر، حيث قال لـ"الترا صوت" أن المؤشرات على الأرض مطمئنة فبعد تسليم الحوثيين الأسير الضابط السعودي العريف جابر الكعبي لقوات التحالف وتسليم خرائط الألغام التي مكنت من انتزاع آلاف الألغام من الأراضي الحدودية، وأيضا وصول الطائرة التي تحمل مقاتلين موالين للرئيس هادي إلى مدينة عدن بأمان بعدما اضطرت للهبوط في مدينة صنعاء التي يسيطرعليها الحوثيون، ناهيك عن أن الحوثيين أرسلوا بطائرة أخرى نقلت خمسة مليارات ريال يمني كمرتبات للموظفين الحكوميين في مدينة عدن منذ ثلاثة أيام، كل هذه التنازلات التي قام بها الحوثيون تدل على جديتهم هذه المرة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار جنبًا إلى جنب السلطات الشرعية في البلاد للوصول إلى حل نهائي للأزمة اليمنية التي كبدتهم الكثير من الخسائر المادية والبشرية، وغيرت النظرة الدولية والإقليمية لهذه الجماعة ومُعيلهم الرئيس السابق علي عبد الله.
اقرأ/ي أيضًا: