يتسع نطاق "معاداة السامية" لتستعمله أقطاب معاداة مقاطعة إسرائيل، فهذه القضية باتت محورًا أساسيًا في انتخابات ولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية. موقع "ذا إنترسيبت" نشر تقريرًا يرصد ما يحدث انتخابات ولاية جورجيا على خلفية قضية مقاطعة إسرائيل، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.
في أعماق الجنوب الأمريكي، حيث ولاية جورجيا، أصبح موقف المرشحين الديمقراطيين لمنصب حاكم الولاية، من الصراع الخارجي الذي يقع على بعد 6 آلاف ميل، ضية مطروحة في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
تحضر قضية مقاطعة إسرائيل بشكل كبير ومُؤثر في انتخابات ولاية جورجيا جنوب الولايات المتحدة
بدأ ذلك عندما كتب ستيف بيرمان، وهو مقاول بارز في منطقة أتلانتا، ومتبرع للحزب الديمقراطي، افتتاحية في صحيفة أتلانتا تايمز اليهودية، أشار فيها إلى المرشحة ستاسي أبرامز، التي تتنافس على منصب حاكم الولاية في انتخابات عام 2018، قائلًا إنها ستصير حاكمةً داعمةً لحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل (بي دي إس)، وهي حركة تهدف إلى ممارسة الضغط الاقتصادي ضد إسرائيل، ردًا على انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضًا: في مقاطعة إسرائيل والانزعاج الصهيو- شبّيحي!
اعترض بيرمان على موقف المرشحة أبرامز، التي عارضت إقرار قانون في ولاية جورجيا يمنع الدولة من تقديم التمويل المادي للمتعاقدين الذين يرفضون التعهد بعدم مقاطعة إسرائيل أو مستوطناتها. وقال بيرمان إن "ستاسي أبرامز تدعم ضمنيًا حركة المقاطعة، وهذا يضع جانبًا، سنوات من الدعم اليهودي القوي للحزب الديمقراطي، ويثير التساؤلات حول ما إذا كان هذا الحدث الفردي قد يجعلها غير مؤهلة بصفتها الممثل الرسمي للحزب الديمقراطي في ولاية جورجيا"، مشيرًا إلى أن خصمتها ستاسي إيفانز قد أيدت إقرار هذا القانون.
ردت أبرامز سريعًا على هذا الاتهام، وكتبت مقالة أكدت فيها أنها من أقوى المؤيدين لإسرائيل، وأنها اعتادت حضور جلسات لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) في ولاية جورجيا، كما أنها ترفض "شيطنة وإلغاء شرعية إسرائيل التي تنطوي عليها حملة (بي دي إس)" والتي وصفتها بأنها "معادية للسامية"!
إلا أنها دافعت أيضًا عن تصويتها ضد مشروع القانون، مُشيرةً إلى أن "فكرة المقاطعة مازالت أداة حاسمة في معارك العدالة الاجتماعية"، مُعتبرةً أن القانون قد يُستخدم مُستقبلًا للحد من المقاطعات التي قد تستهدف مختلف الجهات الفاعلة الأخرى في الحركات المختلفة.
وقالت أبرامز إن "العقيدة اليهودية تستند على أهمية القانون، واحترام دولة إسرائيل للديمقراطية هي واحدة من أروع مميزاتها. وعلى الرغم من أن الدولة تجيز استخدام الطابع الرسمي المقيت لمعاقبة حرية التعبير، إلا أن ذلك يمكن تفهمه لأن ذلك القانون أصبح سابقة لها أثر مستقبلي".
وأضافت أبرامز، وهي من أصول أفريقية: "كانت المقاطعات جزءًا حاسمًا من العدالة الاجتماعية في التاريخ الأمريكي، وبالأخص بالنسبة للأميركيين من أصل أفريقي. وكما نوهت المنظمة اليهودية غير حكومية (رابطة مكافحة التشهير) فإن أصل حركة بي دي إس يستند إلى حركة مناهضة للفصل العنصري. وعلى الرغم من أن هذه الحركة قد تحولت إلى سلاح للقمع والاعتداء، إلا أن إقرار مشروع قانون مجلس الشيوخ رقم 327 يخلق سابقة قانونية يمكن من خلالها منع الحملات المشابهة في القرن الـ21، مثل الإجراءات التي قام بها المدافعون عن الحقوق المدنية في السابق (المقاطعات الاقتصادية في الستينات والحركة المناهضة للفصل العنصري في الثمانينات). يمكن للجهات الفاعلة الغاضبة أن تستغل هذا القانون وتقوم بمنع الحركات المستقبلية القائمة في ولاية جورجيا عن طريق السماح للدولة بوقف التمويل المادي نتيجة للمشاركة في مقاطعة تستند على اسباب ظالمة".
أصبحت مقاطعة إسرائيل تهمة في الولايات المتحدة، يمنع بسببها المقاطعون من تقاضي رواتبهم ومستحقاتهم المالية!
من جانبها قالت كيتلين هايلاند، المتحدثة باسم حملة أبرامز: "أعتقد أن هذه المقالة تُعبر عن موقف أبرامز بشأن مشروع القانون والسبب وراء هذا الموقف".
هذا وأصبحت هذه القوانين مثيرة للجدل بشكل متزايد، في الأشهر الأخيرة، ففي ولاية كنساس، حُرمت معلمة متميزة من مستحقاتها مقابل تدريب المعلمين لأنها تقاطع إسرائيل، وفي ولاية تكساس، قامت إحدى المدن بإلزام المقاولين بالتعهد بأنهم لن يقاطعوا دولة إسرائيل قبل أن يحصلوا على التمويل الخاص بإعادة التعمير في أعقاب الأعاصير!
اقرأ/ي أيضًا: