ألترا صوت - فريق التحرير
يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.
أكرم مسلّم روائي وباحث وصحافي من فلسطين. حرّر يوميات التربوي الفلسطيني خليل السكاكيني. صدرت له الروايات الآتية: "هواجس الإسكندر"، "سيرة العقرب الذي يتصبب عرقًا"، "التبس الأمر على اللقلق"، "بنت من شاتيلا".
- ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟
أبي هو الذي جاء بي إلى عالم الكتب، عبر كتاب لشاعر الأردن عرار، وهو يقرأ لي: "أمولانا أمولانا/ هجرنا الدنّ والحانا/ وبدلنا من المنظوم والمنثور قرآنا". لكن لم تكن في البيت مكتبة ولا في القرية، وكتاب عرار استعاره أي من مكتبة المدرسة، إذ كان مدرّسًا. في تلك الأيام أحببت فكرة القراءة، ونبتت في رأسي فكرة أن أكون شاعرًا وفيلسوفًا (لفظت الكلمة في الصف الأول فليسوفًا، فضحك الأستاذ ولم يفهم الصف سبب ضحكته)، لكن كتاب عرار لم تأت قبله وبعده سوى كتب قليلة، لم تكن في البيت مكتبة، إنما الكتب الدينية الشائعة والقليلة، في العموم أمضيت طفولتي في التأمل، فالتأمل صاغ طفولتي أكثر من الكتب. في الجامعة تحولت إلى قارئ جامح. ولكن فوضوي غير منهجي، فتجدني لم أقرأ كتبًا بحيث يثير الأمر استغراب الكثيرين، في حين أقرأ أشياء من "خارج الحقل".
كتب كثيرة في الواقع، تأثير مؤسس في البدايات: "شاعرية المكان" لغاستون باشلار، "زمن الشعر" لأدونيس، "الغريب" لألبير كامو، "ما وراء الخير والشر" لنيتشه.
- ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟
لا يوجد كتاب محدد، في الواقع أقرأ بروح إيجابية وحتى أنني أتضامن مع كثير مما أقرأ وإن اختلفت معه او اختلف عني، فكريًا أحب كتاب "الاستشراق" طبعًا، روائيًا تأسرني روايتان: "أشياء تتداعى" لتشنوا اتشيبي، و"بيدرو بارامو" لخوان رولفو.
- من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟
في الواقع لا يوجد كاتب واحد يشكل نموذجًا لا يجاوره آخرون، إذا وسّعنا المعنى، فلسطينيًا هناك مكانة خاصة لأستاذي حسين البرغوثي، وعالميًا كان ساراماغو من القليلين الذين قرأت كل أعمالهم، ولم أندم على ذلك.
- هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟
في العادة لا اكتب ملخصات، كنت في فترة أكتب يوميات وأشير فيها إلى استنتاج ما أو انطباع، دائمًا أقرر أن أعود وأقرأ الكتب التي أحسها مهمة لكنني أفشل تمامًا، وأكتفي بالـ"قطفة" الأولى.
- هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟
الكتاب الإلكتروني يتعبني، أحب الورقي بما لا يقاس، لكنني لست عدائيًا تجاه التغيير، المسألة مسألة عادة، واختيار.
- حدّثنا عن مكتبتك؟
مكتبتي قصة فوضى كاملة.
- ما الذي تقرأه في الوقت الحالي؟
خلال أيام، أنهيت رواية "الكافرة" لعلي بدر، و"مشاة لا يعبرون الطريق" لعاطف أبو سيف، وقفزت إلى ما قبل التاريخ لأبدأ بكتاب "الفِلاحة النبطية" الذي ترجمه من السريانية القديمة ابن وحشية.
اقرأ/ي أيضًا: