03-أكتوبر-2024
استشهدت جوليا ووالدتها في قصف إسرائيلي (منصة إكس)

استشهدت جوليا ووالدتها في قصف إسرائيلي (منصة إكس)

لم يسلم نشطاء الإغاثة اللبنانيون والعاملون في المجال الإنساني من الإجرام الإسرائيلي، إذ استهدفتهم الغارات الإسرائيلية في مختلف المناطق اللبنانية، ومن بين هؤلاء، جوليا رمضان، التي عرفت بنشاطها الإغاثي في مساعدة النازحين، مع بدء إسرائيل عدوانها الشامل على لبنان.

فقد استهدف قصف إسرائيلي مبنى تواجدت فيه جوليا مع عائلتها في عين الدلب شرق صيدا، لتظل لفترة تحت الركام. وقد استطاعت فرق الإنقاذ إيصال المياه إليها، لكنها لفظت أنفاسها بسبب الاختناق. وبعد ساعات تمكنت فرق الإنقاذ من انقاذ والدها وشقيقها. وقد استشهدت في هذه المجزرة والدتها وأكثر من 45 شخصًا تواجدوا داخل المبنى. ووصفت مجزرة عين الدلب بالأصعب والأكثر دموية.

لم يسلم نشطاء الإغاثة والعاملون في المجال الإنساني من الإجرام الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية

ويروي شقيقها أشرف، ما حدث لإحدى الصحف اللبنانية، قائلًا: إن "جوليا كانت تطلب المساعدة والإغاثة من تحت أنقاض المبنى في حي المغارة بعين الدلب، وجرى إيصال المياه إليها عبر الأنابيب التي وضعها المسعفون، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة اختناقًا"، فيما أصيب أشرف بجروح متوسطة، وتمكن المسعفون من انتشاله مع والده، وهما في صحة جيدة.

وعرف عن جوليا عملها في منزلها، إذ تحولت صفحاتها الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، منذ بداية العدوان، إلى منصة لتأمين مساعدات للنازحين وتوزيع المنشورات المرتبطة بذلك، وإطلاق نداءات مساعدة من أجل النازحين في صيدا، لتلبية احتياجاتهم بأسرع وقت. كما انخرطت جوليا جنبًا إلى جنب مع الجمعيات الإغاثية والإنسانية في مساعدة العائلات المتضررة.

وكان آخر نداء وجهته جوليا قبل استشهادها، يتعلق بمساعدة عائلة مكونة من 18 شخصًا في صيدا لا يملكون شيئًا، وتساءلت عما الذي يمكن تأمينه. ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى تم استهداف البناية التي تقيم فيها.

وعبر منصات التواصل الاجتماعي، شارك المئات من الأشخاص رسائل التعزية والتضامن مع عائلة جوليا، معربين عن حزنهم العميق لفقدانها. ولاقت رسالة مؤثرة نشرها شقيقها حسن عبر صفحته على "فيسبوك"، انتشارًا واسعًا، جاء فيها: "وين رحتي يا عمري وتركتيني، الوالدة وأختي بيوم واحد، مبارح أرسلت للعائلة فيديو قلت لهم ديروا بالكم عليها البنات المؤنسات الغاليات، أرضيت يا رب؟ خذ حتى ترضى، اللهم تقبل منا هذا القربان، إنا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون".

 وكتب الصحفي نبيل مملوك عنها قائلا: "ثأري مع هذا العدو بات شخصيًا، صديقتي الملاك جوليا رمضان شهيدة ما بصدق يا الله، آخر محادثة بيننا كانت ليل أمس". وهو نفس ما كتبه، مالك حمدي، الذي قال: "ثأري مع هذا العدو بات شخصيًا". فيما كتبت سلام بوسي: "جوليا رمضان صبيه بعمر الورد كانت هي وامها وعائلتها تساعد الوافدين من الجنوب. ارتقتا شهيدتين إثر مجزرة عين الدلب.. بالغارة على صيدا".

وقد علق المدون محمد البطاط عن الحادثة، قائلًا: "الجريمة التي ارتكبتها جوليا رمضان هي وأمها جنان أنها كانت توزع الأكل على النازحين قبل أن تغتالهم يد الحقد الصهيونية. من فلسطين إلى لبنان القاتل واحد".

وكتب أستاذ جوليا، المحاضر محمد عبد الله: "بكل حزن وأسى، أكتب رثاء تلميذتي التي فقدناها اليوم، من غادرتنا باكرًا، تركت فراغًا في قلوبنا لا يملؤه زمن. لقد تركت فينا أثرًا لا يُنسى، بضحكتك وإصرارك. سنظل نذكرك بكل حب، ونعمل على تحقيق ما كنت تسعين إليه. رحمك الله، وأنت في قلوبنا إلى الأبد". وقد أطلق عليها سكان صيدا لقب "ملاك عين الدلب".