ما هي إلا ساعات ويُعلن رسمياً خروج أول فريقين من بطولة كأس العالم روسيا 2018، وللأسف سيكون الفريق الأول هو منتخب مصر الذي اعتقد الجميع أن طريقه نحو الدور ثمن النهائي معبّداً، بينما لن تفاجئ السعودية أحداً إن خرجت من الدور الأول، فالفريق لم يستفق بعد من صفعة روسيا الخماسية.
ميزان القوى يتغيّر دائمًا في عالم كرة القدم، والعرب دائمًا هم الطريق المثالي لفريق ما كي يحقق إنجازاً كرويّاً
رغم مشاركة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز محمد صلاح مع الفراعنة، تعرّضت مصر لهزيمة تاريخية أمام روسيا مستضيفة البطولة 3-1، وهي التي غلبت السعودية في الجولة الأولى 5-0، بذلك اقتربت كثيراً من الوصول إلى دور الـ16، ولن يبعدها عن حلمها سوى معادلة شبه مستحيلة التحقّق، فعلى السعودية أن تغلب الأوروغواي ومصر بفارق كبير من الأهداف، وعلى روسيا أن تخسر مباراتها الأخيرة أمام الأوروغواي بفارق مريح من الأهداف.
كما يبدو احتمال خروج روسيا من دور المجموعات ضئيلاً جدّاً، تملك مصر احتمالات أكثر ضآلة، ولكن من أجل الفوز بإحدى البطاقتين المؤهلتين لدور الستة عشر، على الفراعنة انتظار فوز السعودية وروسيا على الأوروغواي في الجولتين الثانية والثالثة، مقابل فوز عريض على السعودية في الجولة الثالثة.
اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم في نسخته الثانية 1934.. حضور مصري مشرّف وإيطاليا الفاشية تنتصر
رغم وقوع الفريقين العربيين "مصر-السعودية" في المجموعة الأسهل نسبيّاً، أمام مستضيف البطولة التي ظنّ الكثيرون أنّها لن تصل لمكان خارج دور المجموعات، لأنّها لم تفز في 4 مباريات ودّية قبل بداية البطولة، إلا أن روسيا عادلت رقماً قياسيّاً سُجّل في النسخة الثانية من المونديال عام 1934 بإيطاليا، حين سجّلت 8 أهداف في أول مباراتين لها، وهو ما فعلته إيطاليا فكانت أكثر مستضيف للبطولة سجّل أهدافاً في أول مباراتين.
بدأ أصحاب الأرض المباراة بضغط قوي على مرمى الشنّاوي، ولكن حال الدفاع المصري الجيّد دون وصول الروس إلى الشّباك، ومع انتصاف الشوط الأول عادت الثقة للمصريين، وكاد تريزيغيه أن يفتتح النتيجة لصالح الفراعنة، لكنّ تسديدته جاورت القائم، ولم يظهر محمّد صلاح سوى من تسديدة جاورت القائم بعدما أدّى مراوغة جميلة بحق المدافع الروسي، انتهى بعد ذلك الشوط الأول دون أهداف، مع أداء مقبول من قبل الفراعنة.
صُدمت مصر مع بداية الشوط الثاني بهدف عكسي سجّله بالخطأ أحمد فتحي، وهو الهدف العكسي الخامس في المونديال الحالي، هدفٌ انهار معه المصريون، فأتبعه الروس بثانٍ وثالث في أقل من ربع ساعة، وسط ذهول الجميع، قبل أن يعود صلاح ورفاقه لأجواء المباراة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو على الأقل تجنّب كارثة كرويّة شبيهة بخسارة السعودية، وهنا سنحت لمصر ركلة جزاء بعدما استعان الحكم بتقنية الفيديو، صوّبها بنجاح محمد صلاح معلناً أول أهداف مصر في المونديال منذ عام 1990.
اقرأ/ي أيضًا: العرب وكأس العالم.. تاريخ متواضع وطموحات كبيرة في المونديال المقبل
تلقّت الجماهير المصرية خسارة روسيا بصدمة كبيرة، إذ عوّل الجميع على قدرات محمد صلاح الاستثنائيّة، ولكن نجم ليفربول اتّضح أنه لم يعد إلى ما كان عليه قبل حادثة راموس في نهائي دوري الأبطال، كذلك لعبت التفاصيل دوراً هامّاً في تسجيل هذا الانتصار للروس، فبخطأ دفاعي من أحد أفضل لاعبي مصر سجّل أصحاب الأرض هدفهم الأول، وهنا انهار الفراعنة تماما، ما يعني ضعفاً هائلاً في التحضير النفسي للاعبين.
عوّل ملايين الفقراء والبسطاء في مصر على محمّد صلاح وزملائه من أجل زرع الفرحة في قلوبهم، إذ يعيش الشعب المصري أوضاعاً اقتصاديّة مزرية، ولم يبقَ له في الحياة هذه سوى كرة القدم كسبب أساسي للسعادة، لكنّ دعوات الملايين لا تساوي شيئاً في عالم كرة القدم، وميزان القوى يتغيّر على الدوام، والتغيير للأفضل يكون للأسف في الغالب على حساب الفرق العربية، فالفرق الأربعة المشاركة لم تحصّل حتى الآن أي نقطة من 5 مباريات، عسى أن يُتمّوا هذا المونديال دون نتائج كارثيّة.
اقرأ/ي أيضًا: