ألترا صوت - فريق التحرير
تتعرض آلاف الحيوانات حول العالم للتعذيب والتشويه والمعاناة لفترات طويلة بسبب مقاطع الفيديو المروعة التي تجني الأموال لصالح أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم كفيسبوك ويوتيوب وتيك توك. وفي الأسابيع الأخيرة، وثق تحالف من منظمات رعاية الحيوانات العاملة في آسيا 5480 رابطًا لمقاطع فيديو تحتوي على القسوة على الحيوانات على منصات يوتيوب وفيسبوك وتيك توك، تم نشرها على سبيل الترفيه، ولكنها أيضًا تجني المال كلما ارتفعت نسبة المشاهدات والمشاركات، بحسب ما أورد تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
تقع المسؤولية الأساسية بخصوص مقاطع الفيديو التي تصور تعرض الحيوانات للقسوة والعنف بهدف الترفيه على المنصات التي تنتشر عبرها مثل هذه المواد
وتشمل الفيديوهات المصورة دفن صغار القرود أحياء أو تعذيبهم، الدوس على صغار القطط أو تعريضها للنار الحارقة، أكل الحيوانات وهي على قيد الحياة، مشاهد الكلاب الصغيرة والإوز والبط في مواجهة الثعابين حتى الموت أو التنكيل بها وتعريضها للخطر لجذب ملايين المشاهدات. وتجدر الإشارة إلى أن يوتيوب يحتوي على أكثر مقاطع الفيديو قسوة، بينما سمح فيسبوك للمجموعات والصفحات المشفرة التي يمكنها مشاركة المحتوى غير المقبول دون أن يتم اكتشافها، فيما تبين أن معظم الحالات على فيسبوك ويوتيوب كانت واضحة ومتعمدة، بحسب ما نقل موقع نيوز بريك.
اقرأ/ي أيضًا: انتقادات لبنانية عبر السوشيال ميديا لتعامل وزير الصحة مع احتكار الأدوية
فيما تشير التقديرات إلى أن منصة يوتيوب كسبت حوالي 12 مليون دولار من مشاركة محتوى القسوة على الحيوانات، وحقق صانعو المحتوى أنفسهم ما يقرب من 15 مليون دولار، وذلك في فترة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر من العام الماضي وذلك بعد أن تم رصد هذه المقاطع بغية الخروج باستنتاجات لإحدى الدراسات بعنوان "جني المال من خلال تعاسة الآخرين" أجراها تحالف منظمات رعاية الحيوانات العاملة في آسيا. ويشار إلى أن مقاطع الفيديو المنشورة عبر هذه المنصات حصدت لوحدها حوالي 5.3 مليار مشاهدة، مما يسلط الضوء على حجم المشكلة. وكما أظهر تحليل البيانات أن منتجي مقاطع الفيديو يمكن أن يصبحوا شبه مشهورين، حيث تجمع بعض القنوات ملايين المتابعين، وفقًا لتحالف آسيا للحيوانات.
وقد أثار تدفق هذا النوع من مقاطع الفيديو غضب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومنظمات الرفق بالحيوانات، ووجهت دعوات لرؤساء شركات وسائل التواصل الاجتماعي لإغلاق وحجب هذه الحسابات وتحمل المسؤولية عن محتواها، وذلك بعد أن حققت هذه المقاطع مليارات المشاهدات على منصات السوشيال ميديا المذكورة. وتمت إدانة منصة إنستغرام في وقت سابق لسماحها بنشر بمقاطع فيديو وصور للقسوة على الحيوانات كنوع من أنواع الترفيه.
ووجدت الدراسة أن إندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكمبوديا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية تصدرت مكانة عالية كدول تم فيها تقديم محتوى قاس. وجاءت المملكة المتحدة في المرتبة 14 من حيث أعلى دولة أو منطقة في إنشاء محتوى قاس، والذي كان في الغالب متعلقًا بالصيد وإطلاق النيران على الطيور والسناجب، ولكنها كانت ثالث أعلى دولة يتم تحميل المحتوى الوحشي فيها من قبل المشاهدين. إذ كتب معدو الدراسة "لقد وثقنا لقطات مروعة لحيوانات برية فردية تم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة وتعرضت للإيذاء بشكل متكرر أمام الكاميرا"، وأضافوا " أضرمت النيران في القطط الصغيرة والحيوانات الصغيرة الأخرى بينما ضحك المخرجون"، وتابع المؤلفون بالقول أنه تم توثيق عمليات الدفن الحي والغرق الجزئي والضرب والمعاناة النفسية للحيوانات في الفيديوهات.
وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة إنترناشيونال أنيمال ريسكيو، آلان نايت "لا عذر لشركات التواصل الاجتماعي في كونها تغض الطرف عن المشاهد المقززة لإساءة معاملة الحيوانات بواسطة الفيديوهات المصورة المنشورة على منصاتها"، وتابع بالقول "إنها مسؤوليتهم الأخلاقية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتوى الذي يظهر حيوانات مجبرة على المعاناة من أجل الترفيه وتحقيق المكاسب المالية"، وأشار نايت أيضًا "ليس هناك أدنى شك في أن هذه الشركات الإعلامية لديها القدرة على إزالة مقاطع الفيديو الدنيئة هذه، ومن المستهجن أنها لم تفعل ذلك بالفعل"، ورأى بأن هذه الشركات تعمل على تغذية الغرائز الأساسية لأقلية فاسدة ويجب حرمانهم من استغلال هذه المنصات والقضاء على أي إمكانية لممارسة هذا الاستغلال"، وفق ما نقل موقع msn الإخباري.
بدورها أفادت المنظمات المعنية أن حتى محاولات التحدث مع رؤساء المنصات عبر الإنترنت بات أمرًا صعبًا. ووصف أحد أعضاء جمعية الرفق بالحيوان الدولية، آدم باراسكاندولا، المحتوى بأنه "مزعج للغاية ولكن تم التغاضي عنه إلى حد كبير من قبل المنصات"، مشيرًا إلى أن "البيانات المدمرة التي كشف عنها لا تخدش سوى السطح في فضح المدى المروع للقسوة التي يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي"، وطالب بالقول "الآن أكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لأن تتوقف منصات وسائل التواصل الاجتماعي عن جني الأرباح من معاناة الحيوانات وتتخذ بدلاً من ذلك إجراءات لإنهاء هذه القسوة"، وفق ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
اقرأ/ي أيضًا:
المعدات الوقائية من فيروس كورونا تفاقم الأزمات البيئية.. مثال من نيبال
مغردون عرب يتضامنون مع الأسيرة الفلسطينية أنهار الديك بعد رسالتها من الزنزانة