توجّهت أنظار المهتمين بالدراما العربية، إلى مسلسل الطاووس من بطولة جمال سليمان وسهر الصايغ الذي يواجه أزمة منع استكمال عرض حلقاته، بعد قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، بإجراء تحقيق فوري مع صناع المسلسل والقيمين عليه، بتهمة استخدام لغة لا تتوافق مع التعاميم التي أعلن عنها المجلس والتي تؤكد على ضرورة إعلاء القيم، وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحطّ من شأنها، أو إظهارها بأي صورة تسيء إليها في أي من المسلسلات.
أثار خبر التحقيق مع صناع مسلسل الطاووس اهتمام المتابعين في مصر، وانقسمت الآراء بين من طالب بوقف عرض المسلسل، وبين من دافع عن حرية التعبير
وفي التفاصيل، فإن المسلسل الذي يتناول ظاهرة التحرّش الجنسي، واجه انتقادات من بعض المتابعين بحجة تضمنه مشاهد جنسية، فيما يرى ناشطون أن السبب في الحملة ضده، يكمن في تشابه أحداثه مع حادثة الفيرمونت التي وقعت مع ابنة الفنانة نهى العمروسي، مع العلم أن الأخيرة طالب الجهات المعنية بوقف عرض المسلسل، وعدم الربط بين أحداثه وما تعرضت له ابنتها في قضية الفيرمونت الشهيرة، التي تورّط فيها أبناء مشاهير ورجال أعمال، اتهموا باغتصاب وتعذيب الفتاة بعد تخديرها، في فندق فيرمونت في القاهرة.
وقد أثار خبر التحقيق مع صناع المسلسل اهتمام المتابعين في مصر، وانقسمت الآراء بين من طالب بوقف عرض المسلسل، وبين من دافع عن حرية التعبير، ورأى أن المسلسل يسلّط الضوء على قضية هي غاية في الأهمية، ومن شأن إثارة الحديث عنها في الفن والدراما، المساهمة في الدفع قدمًا إلى الضغط من أجل إقرار القوانين التي تحمي الفتيات من التحرّش والاعتداءات الجنسية. وقد استخدم الناشطون المؤيّدون لعرض المسلسل، وسم "ادعمو مسلسل الطاووس". وطالبوا من خلال الوسم باستمرار عرض المسلسل، ورفض سياسة كم الأفواه، كما رفضوا انحياز المجلس الأعلى للإعلام، لأبناء رجال الأعمال والأثرياء، على حساب الفقراء الذين يتعرّضون للظلم، من خلال رفض عرض الأعمال التي تتناول المشاكل التي يعانون منها.
ودافعت الناشطة بسمة المسكباوي عن المسلسل، وقالت إن الرجل العربي لا يتحمل فكرة أن تنتصر المرأة في قضية وحتى إن كانت في مسلسل تلفزيوني، وفي السياق نفسه، رأى خالد البنان أن المسلسل عظيم، فهو ينصف الفقراء، ويفضح أبناء الأثرياء، وأن إيقاف المسلسل هو عار على كل من يدّعون القيم. ووافقتهما الناشطة سما التي نشرت صورة للفتاة من المسلسل، التي تعرّضت للاعتداء الجنسي، وقالت إن الرقابة في مصر تسمح بمشاهد التعري، لكنها تمنع مسلسل فقط لأنه يضيء على فساد أبناء رجال الأعمال وتجّار الأسلحة، وبالتالي فهي ستفضح عريهم بحسب تعبيرها.
وسخر الياس من فكرة القيم المجتمعية التي يرفعها مجلس الإعلام، والذي يرفض ويخاف من تعاطف الناس مع الضحية التي تتعرض للاغتصاب، ويصبّ غضبه على الجاني، فهم يريدون تحميل الضحية ذنب اغتصابها بسبب ما تلبسه وما إلى ذلك. ووافقته الرأي أية صلاح التي قالت إن المسلسل ليس فيه أي شيء خاطئ، وهو قضية اجتماعية مهمة يجب تسليط الضوء عليها. وقال حسن محمد حسن أنه لا يريد من أحد أن يخاف على قيمهم كمصريين، إذا كان الخوف يعني أن يُحرم المُشاهد من مواد هدفها الأول توعية المواطن وتسليط الضوء على حوادث قد تحصل كل يوم.
وفي ظل الصمت المطبق للفنانين المصريين أمام قرار المجلس الأعلى للإعلام، وعدم اتخاذهم مواقف بهذا الشأن، غرّدت الممثلة منى زكي خارج السرب، وأعلنت من خلال صفحتها على إنستغرام دعمها للمسلسل ورفضها لقرار منع عرضه، الأمر الذي لاقى استحسانًا واسعًا بين متابعيها.
اقرأ/ي أيضًا:
اللاجئون السوريون في لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي في رمضان
حادث قطار الطوخ الثالث من نوعه خلال شهر.. والمصريون ينتقدون النظام من جديد