كم هو غريب أن يتّسم فريق واحد بصفتين متناقضتين كما حدث مع منتخب المغرب في كأس العالم روسيا 2018، إذ اتفق الجميع على أنه الأفضل في الأداء بجميع مبارياته، وهو من الفرق التي أمتعت الجميع في البطولة، لكنّه بالوقت نفسه كان أوّل الخارجين من الدور الأول في المونديال بشكل رسمي، وذلك بعد تعرّضه للخسارة الثانية على التوالي أمام البرتغال بهدف وحيد لكريستيانو رونالدو.
مدرّب البرتغال: أرى أنَّ النتيجة غير منصفة للمغرب، لكن هذه هي كرة القدم
بعد أداء رائع أمام إيران في الجولة الأولى، أرادت المغرب كسر النحس الذي لازمها في تلك المباراة، إذ سيطر لاعبو هيرفي رينارد على مجريات تلك المباراة بواقع 68%، ومع ذلك تعرّضوا للخسارة بالثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما سجّل المغربي عزيز بوهدوس في مرماه بالخطأ هدف الإيرانيين الذي يستحيل تعويضه، لذلك أرادت المغرب أن تثبت للعالم أحقّيتها بالتأهّل للدور التالي من بوّابة البرتغال، ولكن تكرّر ما حدث ضد إيران لأسباب عديدة، ليس أوّلها وجود لاعب اسمه كريستيانو رونالدو في صفوف الخصم، وليس آخرها قلّة الحظ التي لازمت المغاربة في هذه النسخة المونديالية.
اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 2018.. لعنة الثواني الأخيرة تعصف بالمغرب ومصر
مع بداية المباراة وتحديداً في الدقيقة الرابعة قفز كريستيانو رونالدو على طريقته الخاصّة وصوّب برأسه كرة عانقت شباك المغاربة، هدفٌ اعترض عليه المدرّب واللاعبون مطالبين باستخدام تقنيّة الفيديو للتحقّق من صحّته، حيث دفع البرتغالي بيبي لاعب المغرب خالد بوطيب وأسقطه أرضاً قبل أن تتهادى الكرة للدون، ورغم ذلك لم يحرّك الحكم ساكناً ورفض اللجوء لتقنية الفيديو.
لم ييأس المغاربة من تقدّم البرتغال المبكّر، فسارعوا للضغط من أجل تعديل النتيجة، عندها سيطر لاعبو هيري رينارد على الملعب من بابه لمحرابه، وتلاشت أكثر محاولات المغرب أمام تكتّل البرتغاليين الدفاعي وتألق حارسهم روي باتريسيو، قبل أن يتعرّض أبرز نجوم المباراة نور الدين امرابط لعرقلة واضحة من داخل منطقة الجزاء، تغاضى عنها الحكم ورفض اللجوء لتقنية الفيديو وسط استغراب واستهجان لاعبي المغرب ومدرّبهم رينارد، وواصل زملاء ابن عطية الضغط الشديد في الشوط الأول الذي انتهى بتقدّم البرتغاليين بهدف كريستيانو المبكّر، هذا الهدف الذي انفرد به الدون في صدارة هدّافي المونديال برصيد أربعة أهداف.
واصل زملاء مبارك بوصوفة سيطرتهم المطلقة على مجريات المباراة في شوطها الثاني، بينما لجأت البرتغال للهجمات المرتّدة، ومع الدقيقة 55 أنقذ حارس البرتغال مرماه من تسديدة يونس بلهندة، وكانت هذه التسديدة أول حلقة من مسلسل الفرص المهدرة للمغاربة، والتي كان القاسم المشترك في أكثرها تعملق الحارس باتريسيو، وكانت آخر الفرص المهدرة هذه للمهدي بن عطيّة في ثواني الوقت بدل الضائع الأخيرة من المباراة، ليعلن الحكم نهاية المباراة وخروج المغرب الحزين من المونديال.
مدرّب المغرب: هناك خطأ فادح في هدف البرتغال، ولنا ركلة جزاء لم تحتسب، لن أتحدث أكثر من ذلك حتى لا نتعرض لعقوبات من الفيفا
اعترف مدرّب البرتغال فرناندو سانتوس أن المغرب لم يستحق هذه الخسارة، فالحظّ كان من نصيب برازيل أوروبا، "أرى أنَّ النتيجة غير منصفة للمغرب، لكن هذه هي كرة القدم"، كذلك أكّد كريستيانو رونالدو شراسة المغاربة في اللقاء "المغرب منتخب قوي وأظهر لاعبوه روحاً قتالية رائعة".
اقرأ/ي أيضًا: منتخب لازمه الشقاء.. خسارة صادمة لمصر في كأس العالم
كلمات الثناء على المغرب من قبل الخصوم لم تكن سوى جزءاً من المواساة التي استحقّها لاعبو هيرفي رينارد، هذا المدرّب الذي أسال الكثير من الحبر حول خياراته الهجومية، فأقصى من تشكيلته لاعب ساوثهامبتون الإنجليزي سفيان بوفال، كذلك استبعد من التشكيلة هدّافَي الدوريين المصري والقطري وليد آزارو ويوسف العربي، ورغم امتلاك المغرب لمهاجمين عالميين إلا أن رينارد فضّل عزيز بوهدّوز المحترف بالدوري الألماني للدرجة الثانية على حسابهم، ففشلت المغرب بتسجيل أي هدف في المونديال، واكتفى بوهدّوز الذي راهن عليه رينارد بتسجيل هدف في مرماه بالثواني الأخيرة في لقاء إيران.
هي أسباب كثيرة ساهمت بخروج الفريق العربيّ الوحيد الذي أثنى عليه الجميع حتّى الآن في كأس العالم، فالظلم التحكيمي أثّر بشكل كبير على الفريق الذي شعر بداخله أن شيئاً ما سُرق منه، بيّن هيرفي رينارد ذلك عقب اللقاء، " شاهدوا واحكموا، هناك خطأ فادح في هدف البرتغال، ولنا ركلة جزاء لم تحتسب، لن أتحدث أكثر من ذلك حتى لا نتعرض لعقوبات من الفيفا"، كذلك أشار قائد المغرب المهدي بن عطية لهذا الأمر، "أعلم أنَّ التحكيم يتعرض لضغوط عديدة في ظل وجود نجوم كبار، لكن ما حدث أمام البرتغال يؤكد أنَّ المنتخب المغربي لم يجد الاحترام اللازم".
اقرأ/ي أيضًا:
لعنة حامل اللقب.. ألمانيا عاشر بطل يفشل في أولى مبارياته في المونديال
الخطأ وارد دائمًا في كرة القدم.. حتى مع تقنية الفيديو المساعد للحكم!