تستمر العقبات في الظهور أمام عملية توريد دبابات ليوبارد2 ألمانية الصنع لأوكرانيا، في الوقت الذي تطالب فيه الأخيرة بتسريع العملية، لوقف الهجوم الروسي شرق أوكرانيا، والذي يحقق تقدمًا محدودًا حتى الآن.
تستمر العقبات في الظهور أمام عملية توريد دبابات ليوبارد2 ألمانية الصنع لأوكرانيا
وفي هذا الإطار، نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، تقريرًا يتحدث عن نشوب خلاف بين بولندا وألمانيا بخصوص توريد دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، ومعتبرةً أنه هذه الخلافات تقوض "الجهد المشترك لحلف الناتو لدعم أوكرانيا"، في وقت حرج من الحرب المستمرة منذ عام.
وقد وصل الخلاف بين وارسو وبرلين حول الدبابات وقطع غيارها إلى مستوى جديد، فقد اتهم قادة بولندا، ألمانيا التي أعطت الضوء الأخضر لإرسال دبابات ليوبارد 2 لأوكرانيا، بالامتناع عن إرسال قطع غيار الدبابات.
أبعد من "قطاع الغيار"
ولا يفوت قادة بولندا الآن أيّ فرصة لتوجيه انتقاداتهم إلى برلين، وتم التركيز مؤخرًا على التباطؤ في إرسال الدبابات إلى جبهات القتال، مما دفع وارسو إلى التهديد بإرسال أسلحة ألمانية الصنع دون موافقة برلين.
ويقول الرئيس البولندي أندجي دودا: "المسؤولية الرئيسية تتحملها جمهورية ألمانيا الاتحادية، المنتج الرئيسي لتلك الدبابات. وكنا نحث الجانب الألماني منذ فترة طويلة، على الانضمام إلى تحالف الدبابات وألا يكتفي بتسليم الدبابات، وإنما قطع غيارها أيضًا".
وبحسب الوكالة، هذه الاتهامات تأتي قبل أشهر من الانتخابات في بولندا، والتي ستقام على الأرجح في تشرين الأول/أكتوبر القادم، والتي قد تهدد من قبضة حزب "القانون والعدالة" القومي على السلطة. وقد بدأ زعيم الحزب ياروسلاف كاتشينسكي، وهو السياسي الأكثر نفوذًا في بولندا، من التصويب على ألمانيا كهدف رئيسي في الحملة الانتخابية، بما في ذلك مطالبة ألمانيا بدفع 1,3 تريليون دولار، كتعويض عن الأضرار التي لحقت ببولندا في الحرب العالمية الثانية.
ويتنامى الاستياء في بولندا، إذ تعتبر الحكومة أن تركيز ألمانيا الرئيسي منصب على التنافس معها لكسب إشادة دولية، بدلاً من إعطاء كييف ما تحتاجه بالفعل، وفقًا لمسؤول تحدث للوكالة.
الرد الألماني
جاء الرد الألماني على لسان سفيرها في بولندا توماس باغر، في معرض رده على الاتهامات وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك، بأن سياسة الطاقة الألمانية، أدت إلى إرسال المليارات إلى موسكو، قائلًا: "هل يعرف الوزير عدد المليارات من الزلوتي البولندي الذي يتم تحويلها إلى موسكو كل عام مقابل الطاقة الروسية؟".
وفي اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، وصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، مخزون بولندا من دبابات "ليوبارد2A4" قديمة الصنع، بأنه "لا شيء يُذكر".
وتقول ألمانيا إن على بولندا توجيه استيائها إلى الشركات المصنعة للأسلحة، فيما قال مسؤول إن ألمانيا لم تعد لديها دبابات A4 في مخزونها، وبالتالي فهي لا تملك هذه القطع.
وأدى نقص قطع الغيار إلى قيام المسؤولين الألمان بجمع "كل قطعة ذخيرة في جميع أنحاء العالم للدبابات القديمة"، بينما يعملون على زيادة الطاقة الإنتاجية، كما صرح وزير الدفاع الألماني في مقابلة خص بها وكالة "بلومبيرغ" في ميونيخ. ولكن بيستوريوس أوضح بأن الامر "يستغرق وقتًا أيضًا، لذلك علينا أن نتعامل مع الموارد التي لدينا".
إشادة أمريكية بالدعم الألماني
كما أن المستشار الألماني، الذي أشاد به الرئيس الأمريكي لالتزامه بتقديم الدعم خلال رحلته إلى واشنطن يوم الجمعة الماضية، تعهد بالاستمرار في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، قائلًا: إن "الحلفاء ينسقون بشكلٍ وثيق بشأن ضمان إمدادات موثوقة من قطع الغيار لتسليم الأسلحة"، وأضاف "ستبقى هذه مهمة مستمرة، لأننا قلنا إننا سنواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريًا".
وفيما يعتبر ردًا على برلين، سلم رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، خلال الزيارة التي قادته إلى كييف في ذكرى الغزو الروسي، أول أربع دبابات، على الرغم من تأكيد السلطات البولندية أن غياب قطع الغيار قد يعيق استخدامها.
فيما يعتبر ردًا على برلين، سلم رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، خلال الزيارة التي قادته إلى كييف في ذكرى الغزو الروسي، أول أربع دبابات، على الرغم من تأكيد السلطات البولندية أن غياب قطع الغيار قد يعيق استخدامها
وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة، في قضية الدبابات وقطع الغيار، فإن مصادر مسؤولة في برلين تؤكد أن التعاون في مجالات أخرى يسير بصورة أكثر سلاسة. وأشار أحد كبار المسؤولين إلى التعاون الوثيق في منظومة باتريوت المضادة للصواريخ التي تبرعت بها ألمانيا لبولندا لدعم دفاعها الجوي.
