كسر المدافع الفرنسي الشاب بنجامين بافارد سيطرة نجوم أمريكا اللاتينية على جائزة أفضل هدف في كأس العالم 2018، عندما أعلن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فوزه بهذه الجائزة بسبب هدفه في مرمى الأرجنتين في دور الستة عشر. وبذلك بات بافارد أوّل لاعب من القارّة العجوز يحقّق هذا الإنجاز.
انتقد الكثيرون خيارات المدرّب الفرنسي ديديه ديشامب في تشكيلة الديوك قبل بداية المونديال، سيّما وأنّه استبعد من قائمته نجوماً كبارًا مثل كريم بنزيمة وأنطوني مارسيال والعديد من اللاعبين الذين أبدعوا في أندية كبرى، وصدمهم ديشامب بضم لاعب شاب مغمور اسمه بنجامين بافارد (22 عامًا) ويلعب مع نادٍ غاب عن المنافسات الأوروبية منذ أعوام، وفي بطولة نادراً ما شارك فيها لاعبون فرنسيون. لكنّ المدرّب أثبت أن لاعب شتوتغارت الألماني كان من أفضل مدافعي العالم، وأنّه يستحقّ مكاناً أساسياً في تشكيلة الديوك التي توّجت لاحقاً بطلة للعالم، ويعود الفضل هنا بدرجة كبيرة إلى هذا اللاعب.
اقرأ/ي أيضًا: فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال
كانت مواجهة فرنسا مع الأرجنتين في دور الستة عشر من المونديال الفائت بالغة الصعوبة، إذ صُدم الفرنسيون بهدف أرجنتيني قاتل جعلهم متأخّرين في النتيجة 2-1، بعد أن كانوا متقدّمين بهدف أتى من ركلة جزاء في أول ربع ساعة من اللقاء، لكنّ هذا الهدف الأرجنتيني الذي سجّله جابرييل ميركادو جعل الديوك يشعرون وأن حلمهم أصبح سراباً، وما هي إلّا لحظات حتّى أسعفت الأقدار الفرنسيين عبر هدف رائع سجّله بافارد، والذي لم يكن معروفاً قبل أشهر قليلة من قبل أكثر الفرنسيين أنفسهم..
استُحدثت جائزة أفضل هدف في كأس العالم عام 2006، واحتكرها اللاتينيون في كل المرات
تجاوز الظهير الأيسر للديوك لوكاس هيرنانديز مدافعين من الأرجنتين، ورفع كرة عرضيّة لم تجد أحداً في منطقة جزاء التانغو سوى المدافع الذي فشل في تغيير اتجاه الكرة، فارتطمت الكرة بعشب الملعب وذهبت خارج منطقة الجزاء، ظنّ البعض أن فرصة تعديل النتيجة ضاعت تماماً، لكنّ بافارد سدّدها بطريقة استعراضية لا يفعلها سوى كبار اللعبة، فكانت تصويبته المقوّسة لا تُرد، بسرعة بديهة خارقة منحت فرنسا هدف التعادل، وأعادت للفريق الثقة، قبل أن ينهي كيليان مبابي أحلام الأرجنتين بهدفين، لينتهي اللقاء الأسطوري بفوز فرنسا 4-3، إذ كانت الأرجنتين قد عادت متأخّرة للمباراة بهدف سيرجيو أغويرو. وقد أتاح هذا النجاح لفرنسا أن تكمل لاحقاً مشوارها، ويتوّج ديديه ديشامب بطلاً للعالم للمرّة الثانية في تاريخه، حيث كانت الأولى عندما كان لاعباً في مونديال 1998.
عن هذا الهدف قال المدافع الشاب في مقابلة أجراها مع موقع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم "وصلتني الكرة، ارتطمت بالعشب، ولم أتردد لحظة واحدة، حاولت أن أميل معها حتى لا تذهب فوق العارضة، هذا ما قال لي المهاجمون دائماً أن أفعله، سدّدت الكرة دون تفكير، وعندما رأيتها تهزّ الشباك...شعرت بسعادة عارمة".
اقرأ/ي أيضًا: فرنسا تقطع تذكرة الرحيل للمنتخب البلجيكي.. عبور الديوك إلى نهائي كأس العالم
استُحدثت هذه الجائزة في مونديال ألمانيا 2006، وسيطر عليها نجوم أمريكا اللاتينية، وكان للأرجنتيني ماكسي رودريغيز شرف نيل أول نسخة منها، عن هدفه في مرمى المكسيك بدور الستة عشر في الوقت الإضافي، وبعدها بأربعة أعوام نال الجائزة الأوروغوياني دييغو فورلان عن هدفه أمام ألمانيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بينما حاز الكولومبي خاميس رودريغيز على جائزة أجمل هدف في مونديال البرازيل 2014، بعدما سجّل هدفاً أسطورياً أمام الأوروغواي في دور الستة عشر، هدفٌ نال في نهاية العام جائزة بوشكاش لأجمل هدف في السنة.
نال بافارد جائزة أجمل هدف في مونديال روسيا بعد مشاركة أكثر من 3 ملايين مصوّت في موقع الفيفا الرسمي، وحاز على المركز الثاني الكولومبي خوان كينتيرو بعد هدفه الجميل في مرمى اليابان، والذي أتى من ركلة حرّة مباشرة تمّ تنفيذها تحت الجدار البشري، وحاز هدف لوكا مودريتش في مرمى الأرجنتين على المركز الثالث وفق المصوّتين، وكان عدد الأهداف التي تمّ التصويت عليها 18، من أصل 169 هدفاً في المونديال.
اقرأ/ي أيضًا:
فرنسا بطلة للعالم.. وكرواتيا تفخر بإنجازها التاريخي
أرقام قياسيّة خالدة.. 25 حقيقة تخصّ دور المجموعات في مونديال 2018