بعد مخاض عسير، ورحلة طويلة تخللّتها نكسات ودموع، نجح ليونيل ميسي أخيرًا في تحقيق حلمه وحلم أكثر من 45 مليون مواطن أرجنتيني انتظروا منذ عام 1986 ليشاهدوا منتخبهم يتوّج بكأس العالم.
أداء استثنائي للملك رقم 10
قدّم ليونيل ميسي نسخة استثنائية على المستوى الفردي، نجح خلالها بكسر العديد من الأرقام القياسية التي صمدت لفترة طويلة، ليرصّع اسمه بحروف من ذهب في قائمة أساطير كرة القدم، ويدعم موقف محبيه الذي يعتبرونه الأفضل على الإطلاق.
بتتويجه بكأس العالم، أصبح ميسي اللاعب الوحيد الذي يجمع بين كأس العالم، المسابقة القارية (كوبا أميركا)، كأس العالم للشباب، والميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية.
في مونديال قطر فيفا 2022، حصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في المسابقة، ليكون أول لاعب يحقق هذه الجائزة مرتين، بعدما حصل عليها في مونديال 2014، كما نجح ميسي في التسجيل بجميع مباريات الأدوار الإقصائية وهو أمر لم يحققه أي لاعب من قبل.
الأكثر مساهمة بتاريخ المونديال
بتسجيله لستة أهداف في المسابقة، وصناعته لثلاثة، وصلت مساهمات ميسي المونديالية إلى 21 مساهمة (13 هدفًا وثمان تمريرات حاسمة) ليتخطى البرازيلي بيليه ويصبح الأكثر مساهمة على الإطلاق، كذلك أصبح خلال هذه البطولة الهداف التاريخي للأرجنتين في كأس العالم متخطيًا باتيستوتا، وأكثر من صنع أهدافًا لمنتخب الألبيسيلستي متجاوزًا دييغو مارادونا، رقم آخر كان بحوزة بيليه كسره ميسي أيضًا في قطر 2022، حيث وصل إلى هدفه رقم 25 مع المنتخب في المسابقات الكبرى وهو رقم قياسي، بعدما كان بيليه قد سجّل 24.
أما على صعيد جائرة أفضل لاعب في المباراة، فقد حصل ميسي عليها خمس مرات من أصل سبع مباريات، وهو أعلى رقم يحققه لاعب في مسابقة واحدة، كما رفع عدده التراكمي إلى 11 وهو رقم قياسي أيضًا.
وفي دليل على الاستمرارية، خاض ميسي مباراته رقم 26 في نهائيات كأس العالم، متخطيًا لوثار ماتيوس الألماني صاحب الـ 25 مباراة، كما شارك في 2314 دقيقة، ليتفوق على الإيطالي باولو مالديني صاحب الرقم القياسي السابق بعدد دقائق اللعب المونديالية بواقع 2216 دقيقة.
في مباراة الأرجنتين ضد المكسيك في الدور الأول، سجّل ميسي هدفًا وصنع آخرًا، ليصبح أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم يصنع ويسجّل في مباراة واحدة، مع العلم أنه أصبح في مونديال 2006 أصغر لاعب يسجل ويصنع في مباراة واحدة، ولأن ميسي ينافس الجميع حتى ميسي نفسه، فقد عاد وكسر رقمه مرتين، حيث نجح في التسجيل والصناعة في مباراتي هولندا وكرواتيا. ميسي هو اللاعب الوحيد الذي صنع وسجّل في ثلاث مباريات بنسخة واحدة من كأس العالم.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هدف ميسي الثاني، والثالث لفريقه في المباراة النهائية، كان الهدف رقم 100 له في مسيرته بقدمه اليمنى خلال مسيرته. في المقابل فقد فشل ميسي في تحقيق بعض الأرقام القياسية أو معادلتها بالرغم من أنه كان قريبًا منها، فمثلًا فشل البرغوث في تحقيق الفوز رقم 17 له في كأس العالم، باعتبار أن الفيفا يعتبر أن المباراة انتهت بالتعادل، وبالتالي بقي الرقم صامدًا مع ميروسلاف كلوزة، كذلك كان ميسي قريبًا من تحقيق لقب الهدّاف لولا انفجار مبابي وتسجيله لهاتريك في النهائي، ما كان سيجعله اللاعب الوحيد الذي يجمع بين لقبي هدّاف كأس العالم للشباب وكأس العالم.